الأجانب من جهتهم لا يجبرون البريطانيين على التخاطب باللغة المحلية

عندما يتعلق الأمر بتحدث اللغات الأجنبية، فلا يمكن وصف البريطانيين إلا بـlaquo;أصحاب اللسان المربوطraquo;. وليس هذا لأن سوادهم الأعظم لا يجيد أيا من تلك اللغات وحسب وإنما لأن معظمهم لا يعرف أيضا كلمة أجنبية واحدة (وربما قسماً كبيراً من الانكليزية نفسها).

أظهر مسح أجراه موقع laquo;هوتيلز دوت كومraquo; الإلكتروني الذي يعنى بشؤون السياحة حول العالم حقائق مدهشة في ما يتعلق بحظوظ اللغات الأجنبية في بريطانيا. فقد اتضح أن 64 في المائة من أهل البلاد لا يعرفون معنى أي كلمة أجنبية على الإطلاق.

ووفقا للمسح فإن 19 في المائة منهم لا يعرف معني كلمة Bonjour laquo;بونجورraquo; الفرنسية التي يقول الباحثون إنهم اختاروها لأنها واحدة من الكلمات الأكثر شيوعا في مختلف مناحي الدنيا. بل أن هؤلاء لا يعرفون معاني كلمات مشابهة في أحرفها للتحية الانكليزية good morning laquo;غود مورنينغraquo; (صباح الخير) مثل Guten morgen laquo;غوتنيغ مورغينraquo; الألمانية أو Goedemorgen laquo;خودي مورخينraquo; الهولندية.

ويبدو أن هذا الكسل اللغوي (الذي يُعزى جزئيا لاعتقاد يقول إن الدنيا بأجمعها تتحدث الانكليزية فلا داعي للغة أخرى) ينتشر بشكل خاص وسط الشباب. فقد قال 47 في المائة من أصحاب الفئة العمرية 16 ndash; 24 عاما إنهم لا يتحدثون أي لغة أجنبية، وهذا رغم أنهم تلقوا حصصا مدرسية إجبارية (حتى سن الرابعة عشرة) في واحدة على الأقل من الفرنسية والألمانية والاسبانية.

ووسط أصحاب الفئات العمرية الأكبر قال 45 في المائة إنهم يضطرون لمراجعة كتب اللغة السياحية في حال قرروا قضاء عطلاتهم بالخارج. وقال 25 في المائة من هؤلاء إنهم يشعرون بما يكفي من ثقة للتخاطب باللغة المحلية، بينما قال 21 في المائة إن محاولاتهم لا تتعدى عبارات التحية والشكر والاعتذار.

وزعم 50 في المائة من هؤلاء انهم يفهمون ما يقال اليهم، لكنهم قالوا إنهم لا يستطيعون الرد. على أن المدهش (المتوقع في الوقت نفسه) هو أن العبارات التي يحرص البريطانيون على تعلمها قبل أسفارهم الى الخارج تتعلق بالجعة وأسعارها مثل العبارة الاسبانية Una cerveza por favor laquo;اونا سيرفيثا بور فابورraquo; (كوب من الجعة رجاء).

ونقلت فضائيا laquo;بي بي سي نيوزraquo; وlaquo;سكاي نيوزraquo; الإخباريتين عن كيت هوبكرافت، الناطقة باسم laquo;هوتيلز دوت كومraquo;، قولها إن عزوف البريطانيين عن تعلم لغات أخرى يُعزى لعدة أسباب منها الكسل، وكما ورد سابقا، اللامبالاة النابعة من أن الانكليزية لغة كونية يتحدثها سائر البشر. لكن من هذه الأسباب ايضا الخوف والخجل إزاء ارتكاب الأخطاء والإحراج الذي يمكن ان بنشأ في حال كان الخطأ مدعاة للضحك أو لا يغتفر لأنه يتصل بمضامين laquo;محرمةraquo; لا يقصدها المتحدث.