تظاهرة ضد بشار الأسد في كفرنبل قرب إدلب يوم 18 نوفمبر/ تشرين الثاني 2011

في وقت أعلن فيه المجلس الوطني السوري عن مشروع برنامجه السياسي، الذي يشمل آلية إسقاط النظام وإجراء انتخابات لجمعية، مهمتها وضع دستور جديد، أعلنت الجامعة العربية عن رفضها التعديلات التي طلبتها دمشق، لأنها رأت أنها laquo;تمسّ جوهر الوثيقةraquo;، وlaquo;تغير جذريًا طبيعة مهمة البعثةraquo;.


القاهرة: أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم أنه quot;إذا فرض القتالquot; على النظام السوري quot;فسنقاتلquot;، معربًا عن أمله في أن لا تصل الأمور إلى ذلك. وقال المعلم خلال مؤتمر صحافي في دمشق quot;إذا فرض علينا هذا القتال فسنقاتل، نأمل أن لا يفرض علينا، لأن المشلكة في سوريا لا يحلّها إلا السوريونquot;، مؤكدًا أن quot;شعبنا قادر على الدفاع عن وطنناquot;.

واتهم وزير الخارجية quot;أطرافًا عربيةquot;، لم يسمّها، بأنها تسعى إلى استخدام الجامعة العربية كأداة لتدويل الأزمة السورية، ونقلها إلى طاولة مجلس الأمن الدولي.

وأكد أن البروتوكول، الذي طلبت الجامعة العربية من دمشق التوقيع عليه، يطلب منح اللجنة العربية، المفترض أن تزور دمشق، صلاحيات تصل إلى حد quot;التعجيزquot; وquot;خرق السيادةquot;.

واتهم كذلك نظيريه الأميركية هيلاري كلينتون والتركي أحمد داود أوغلو وآخرين بـquot;الدفع باتجاه حرب أهلية في سورياquot;، مؤكدًا من جهة ثانية أن الحرب الأهلية لن تقع في سوريا.

وأضاف ردًا على سؤال عن خطر اندلاع حرب أهلية في سوريا quot;أقول بصراحة من يقرأ بدقة تصريح السيدة كلينتون والسيد أحمد داود أوغلو وآخرين، يشعر بأنهم يدفعون الأمور إلى هذا التوجّه (...) هذا ما يسمّى بـquot;ويشفول ثينيكينغquot;، أي إنهم يتمنون حدوث ذلكquot;.

وقلّل وزير الخارجية السوري من شأن المهلة، التي انتهت الأحد، وأعطتها الجامعة العربية لبلاده للتوقيع على بروتوكول لجنة المراقبين، المفترض أن تتوجه إلى دمشق للتحقق من تطبيقها الخطة العربية لحلّ الأزمة، مؤكدًا أن هذا الأمر ما زال في حالة quot;أخذ وردquot; مع الجامعة.

مؤكدًا أن مواصلة التفاوض مع دمشق هو quot;أقل ما يمكن أن تقوم به الجامعة العربية. لا أعرف أن هناك بروتوكولاً في العالم جرى فرضه فرضًا بشكل إذعان، دائمًا البرتوكول محل تفاوض حتى يلبّي حاجة الطرفينquot;، مضيفًا quot;ما زلت أنتظر خبرًا إيجابيًاquot;.

هذا ويعقد وزراء الخارجية العرب اجتماعًا طارئًا الخميس في القاهرة لبحث تطورات الوضع في سوريا، كما أعلن الأحد نائب الأمين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي. وقال بن حلي إن quot;مجلس الجامعة العربية سيعقد اجتماعًا طارئًا الخميس على مستوى وزراء الخارجية وبرئاسة قطرquot;.

وأضاف إن اللجنة الوزارية حول سوريا، التي تضم قطر ومصر وسلطنة عمان والسودان والجزائر والأمين العام للجامعة نبيل العربي، ستجتمع في مقر الجامعة العربية في القاهرة الأربعاء للتحضير لاجتماع الخميس.

وأعلنت الأمانة العامة للجامعة العربية في بيان لها اليوم الأحد أن التعديلات والإضافات، التي طلبت سوريا إدخالها إلى مشروع البروتوكول المتعلق بمركز ومهام المراقبين الذين تنوي الجامعة إرسالهم إلى سوريا، quot;تمسّ جوهر الوثيقةquot;، وquot;تغير جذريًا طبيعة مهمة البعثةquot;، المحددة بالتحقق من تنفيذ الخطة العربية لحل الأزمة السورية وتوفير الحماية للمدنيينquot;.

وأوضح بيان أن هذا الرد جاء بعد مشاورات أجراها الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي مع quot;رئيس وأعضاء اللجنة الوزارية المعنية بالأزمة السوريةquot;.

إلى ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري، الذي يضم معظم تيارات المعارضة، الأحد، عن مشروع برنامجه السياسي، الذي يشمل quot;آلية إسقاط النظامquot;، وإجراء انتخابات لجمعية، مهمتها وضع دستور جديد. وقال المجلس في بيان له صادر منه إنه quot;يسعى إلى بناء دولة ديموقراطية مدنية تعدديةquot; عن طريق خطوات عدة، على رأسها quot;إسقاط النظام القائم بكل رموزهquot;.

وأضاف إنه سيتولى بعد ذلك مع المؤسسة العسكرية quot;تسيير المرحلة الانتقالية لضمان وحدة وأمن البلاد، ويصار إلى تشكيل حكومة انتقالية، تدير شؤون البلاد، وتكفل توفير المناخ المناسب لعملية تنظيم الحياة السياسية فيهاquot;.

وستنظم هذه quot;الحكومة الموقتةquot; انتخابات حرة خلال سنة، بمراقبة عربية ودولية، لانتخاب جمعية مهمتها وضع دستور جديد، يقرّه الشعب، عبر استفتاء عام، حسب البيان. وأكد المجلس على ضرورة quot;الحفاظ على الثورة السلمية الشعبية وحمايتها وتطويرهاquot;، كما أكد أنه يسعى إلى quot;توحيد جهود الحراك الثوري والمعارضة السياسيةquot;.

وقال إن سوريا quot;الجديدةquot; ستكون quot;دولة ديموقراطية مدنية تعددية، نظامها جمهوري برلماني، السيادة فيها للشعب، ويقوم على مبدأ المواطنة المتساوية وفصل السلطات وتداول السلطة وسيادة القانون وحماية الأقليات وضمان حقوقهمquot;.

وتابع إنه سيدعو إلى quot;مؤتمر وطني جامع، تحت عنوان التغيير الديموقراطي، لوضع برنامج وملامح المرحلة الانتقالية مع ممثلي المجتمع السوري بكل أطيافه، وبمن لم تتلطخ أيديهم بدماء الشعب أو بنهب ثروة الوطن من أهل النظامquot;. وسيتم تشكيل quot;هيئة مصالحة وطنية، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتطوعين من أجل إزالة رواسب مرحلة الاستبداد والإفسادquot;.

والمجلس الوطني السوري، الذي أعلن عن ولادته رسميًا في الثاني من تشرين الأول/أكتوبر في إسطنبول، ضمّ للمرة الأولى تيارات سياسية متنوعة، لا سيما لجان التنسيق المحلية، التي تشرف على التظاهرات، والليبراليين وجماعة الأخوان المسلمين المحظورة منذ فترة طويلة في سوريا، وكذلك أحزاب كردية وآشورية.

وحذرت السلطات السورية من أنها ستتخذ quot;إجراءات مشددةquot; ضد الدول، التي ستعترف بالمجلس الوطني السوري، مؤكدة أن العمل جار على استكمال quot;الإصلاح السياسيquot;، وquot;إنهاء المظاهر المسلحةquot; في البلاد. وكان المجلس دعا الجامعة العربية في بداية تشرين الثاني/نوفمبر إلى تبنّي quot;موقف قويquot; ضد النظام السوري، في ظل استمرار العمليات العسكرية في عدد من المدن السورية.

ومن المطالب، التي تقدم بها إلى الجامعة quot;تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربيةquot;، الذي أقرّته الجامعة في 13 تشرين الثاني/نوفمبر. وحتى الآن لم تعترف سوى السلطات الليبية الجديدة بالمجلس الوطني السوري.

وكانت فرنسا رحّبت بتشكل المجلس الوطني السوري، لكن بدون أن تصل إلى حد إعلانه محاورًا شرعيًا وحيدًا بدلاً من الرئيس السوري بشار الأسد، الذي تطالب منذ الصيف بتنحّيه، ورأت أن عليه أن quot;ينظم صفوفهquot; قبل أي اعتراف رسمي به.

من جهته، اعتبر الاتحاد الأوروبي الإعلان عن تأسيس المجلس الوطني السوري quot;خطوة إيجابيةquot;. أما أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني فرأى أن ولادة المجلس الوطني السوري تشكل quot;خطوة مهمةquot;، وطالب الحكومة السورية quot;بالتفاهم معهquot; لمصلحة سوريا.

وأعلنت تركيا أنها ستساعد المجلس الوطني السوري، الذي يضم غالبية تيارات المعارضة، على تعزيز موقعه في سوريا وفي العالم، واعترفت به quot;كحزب سياسيquot; ومحاور في الأزمة السورية. وتشهد سوريا حركة احتجاجية غير مسبوقة منذ منتصف آذار/مارس الماضي، أسفر قمعها عن سقوط 3500 قتيل، وفقًا لآخر حصيلة نشرتها الأمم المتحدة في 8 تشرين الثاني/نوفمبر.