برلين: يشكل اليمين المتطرف الالماني الذي ينسب إلى افراد ينتمون اليه اغتيال تسعة اجانب بينهم ثمانية اتراك، تيارا غامضا يلتف حول حزب النازيين الجدد quot;ان.بي.ديquot; المطروح حظره منذ نحو عشرة اعوام.

وخلافا لعدة احزاب يمينية متطرفة في اوروبا لم يستطع الحزب الوطني الديمقراطي الالماني (ان.بي.دي) ابدا ارسال نواب الى البندشتاغ منذ تاسيسه سنة 1964 لانه م يتجاوز عتبة الخمسة في المئة من الاصوات الضرورية لدخول مجلس النواب.

وفي اخر انتخابات تشريعية سنة 2009 حصل هذا الحزب على 1,5% من الاصوات.

غير ان النازيين الجدد يعتبرون جزءا من المشهد السياسي في ما كان يشكل سابقا جمهورية المانيا الديمقراطية الشرقية لا سيما في المناطق المحرومة والتي لا يقيم فيها اجانب.

ولدى النازيين الجدد نواب في برلمانين اقليميين، في ساكس (منذ 2004) وفي مالمبورغ-بوميرانيا (منذ 2006)، وفي هذه المنطقة حصل الحزب الوطني الديمقراطي الالماني على 6% من الاصوات في اقتراع ايلول/سبتمبر وفي بعض البلديات المجاورة للحدود البولندية على 33% من الاصوات.

ويتهم هذا الحزب الذي يجهر بعنصريته ومعاداته للسامية ونكرانه المحرقة اليهودية، بانه يوفر منصة رسمية لاعداء الديمقراطية، وقد اسسه موظفون نازيون سابقون ويجمع في ان واحد شبابا حليقي الرؤوس (سكين هيد) ومسنين يجمعهم الحنين الى الرايخ الثالث (نظام هتلر).

وتحت رعاية زعيمه السابق اودو فويت الذي حل محله في منتصف تشرين الثاني/نوفمبر هولغر ابفيل، ضاعف الحزب عدد منتسبيه ثلاث مرات الى 6800 في 2009 حسب ارقام مصدرها الاستخبارات الداخلية، ويحاول الظهور بصورة اكثر quot;احتراماquot; مشجعا بعض عناصره على استبدال احذيتهم العالية ببدلات عصرية وربطة عنق.

وادين اودو فويت في 2004 لانه وصف ادولف هتلر بانه quot;رجل دولة كبيرquot; واثار خليفته هولغر ابفيل (40 سنة) فضيحة سنة 2005 عندما رفض الوقوف دقيقة صمت في برلمان ساكس احياء لذكرى تحرير معسكر اوشفيتس، وتوقع خبراء في شؤون اليمين المتطرف انه سيغير الاتجاه نحو الجناح المتطرف في الحزب الذي حاول quot;تلميعquot; صورته قليلا خلال السنوات الاخيرة.

ويحظى الحزب في بعض المناطق الفقيرة في المانيا الشرقية سابقا بشعبية تجعله حزبا سياسيا quot;عادياquot;.

واوضح تورالف ستود مؤلف كتاب حول الحزب بعنوان quot;النازيون العصريونquot; ان الناشطين النازيين الجدد quot;يقولون للناس +نحن هنا في خدمتكم+، +اتصلوا بنا ليل نهار+ وذلك يزيدهم شعبية رغم انهم لا يتمتعون بكفاءات اجتماعية معينةquot;.

واضاف quot;انهم يحضرون كل احتفالات القرى واجتماعات الاحياءquot;، وفي المقابل quot;تعاني مؤسسات مثل الكنيسة والنقابات التي تساهم في وحدة المجتمع في المانيا الغربية، من الضعف في شرقquot; المانيا.

ولم تفلح المانيا في 2003 في حظر الحزب حيث ان المحكمة الدستورية اعتبرت ان بعض الشهود يطرحون مشكلة لكونهم مخبرين لدى الاستخبارات الداخلية.

ويضم اليمين المتطرف ايضا عدة مجموعات صغيرة متفاوتة التنظيم من بينهم القوميون المستقلون الذين يؤيدون العنف ضد الشرطة وخصومهم السياسيين ومن بين الاخيرين حزب دي.في.يو الذي تاسس في 1987 وحاول الاندماج مع الحزب الوطني الالماني او ريبوبليكانر.

وافادت اجهزة الاستخبارات الداخلية ان المانيا كانت تعد 195 منظمة من اليمين المتطرف ونحو 26600 ناشط سنة 2009.