كينشاسا: انتهت حملة الانتخابات الرئاسية والتشريعية الاثنين في جمهورية الكونغو الديمقراطية السبت في اجواء من العنف والفوضى حظرت خلالها كل التجمعات الانتخابية بينما احتجزت الشرطة مرشح المعارضة ساعات في مطار كينشاسا حتى الليل. واشتد التوتر اثر اعلان السلطات حظر كل المهرجانات الانتخابية في العاصمة اثر مصرع شخص اصيب بحجر في راسه قرب المطار.

واسفرت اعمال العنف في العاصمة عن سقوط قتيلين حسب حصيلة اعلنها وزير الداخلية ليلا وقال ان الحملة التي بدات في 28 تشرين الاول/اكتوبر quot;جرت بشكل طبيعي (...) رغم بعض الحوادث التي تحصل في ديمقراطية فتية بصدد التعزيزquot;.

وقد ظل مرشح الاتحاد من اجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي إتيين تشيسيكيدي الذي كان ينوي رغم الحظر المشاركة في تجمع في وسط المدينة، عالقا بعد الظهر في المطار عندما اقامت الشرطة امامه حاجزا بحافلاتها وشاحنة مدرعة على الطريق المؤدية الى العاصمة الكونغولية.

وفي الساعة 23,30 (22,30 تغ) وبينما كان التفاوض جار بين الشرطة وممثلين عن قوات الامم المتحدة في الكونغو (مونوسكو) وكادت ان ترفع الحواجز، حاول شرطيون ارغام نحو عشرين سيارة من قافلة تشيسيكيدي بدفعها وضربها بالهراوات.

وخلال تلك الحوادث اوقف الامين العام الاتحاد من اجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي بينما كان سبعة او ثمانية من عناصر الشرطة يحاولون توقيف سائق السيارة الرباعية الدفع لاتيين تشيسيكيدي الذي كان جالسا في الامام بدون ان يتحرك.

وبالنهاية انطلقت القافلة في الساعة 23,50 بالتوقيت المحلي متوجهة الى العاصمة وتوجه تشيسيكيدي الى منزله وكان الشارع المؤدي من المطار الى المدينة والذي عادة ما يكون مكتظا، خاليا تماما ومظلما. وقبل ذلك بقليل اتهم ايتيين تشيسيكيدي قوات الامم المتحدة في الكونغو الديمقراطية (مونوسكو) بانها quot;متواطئة مع السلطاتquot;.

وصرح لبعض الصحافيين quot;تعرضت الى اعتداء من شرطة (الرئيس جوزف) كابيلا الشرطة لا تريد ان تتركني اعود الى منزلي، وتقترح مونوسكو ان تضعني تحت حراسة وتعتبر ما يفعله (جوزف) كابيلا شرعياquot; معتبرا انه quot;بمثابة معتقلquot;. وفي اخر ايام الحملة الانتخابية كان كل من كابيلا وتشيسيكيدي ينويان تنظيم اخر مهرجان انتخابي في العاصمة.

وحصلت بعض الحوادث لكن السبت بدأ في اجواء من الهدوء النسبي. وأصيب عدة اشخاص برصاص الشرطة في الساق صباحا في المطار. وقد فرقت الشرطة ايضا بالقنابل المسيلة للدموع ناشطين من الاتحاد من اجل الديمقراطية والتقدم الاجتماعي تجمعوا في مكان المهرجان الانتخابي لتشيسيكيدي.

وعلى غرار ما وقع في المطار لم تستمر المواجهة في شارع الانتصار وساحة الخمسينية، وبينما كانت حافلات بيضاء صغيرة تنقل العديد من انصار تشيسيكيدي سرعان ما اطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع لتفريق الحشود بينما كان الناشطين الموالين لكابيلا يتوجهون في هدوء الى ملعب الشهداء لانتظار quot;رئيسهمquot; جوزف كابيلا الذي يحكم البلاد منذ عشر سنوات والاوفر حظا لفوز بالانتخابات.

من جانبها كانت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة في سباق مع الساعة لتنظيم الاقتراع الاثنين. ولم يسعفها الحظ حيث ان اضافة الى اتهامها بالتاخير ساءت الاحوال الجوية الامر الذي اضطر ثلاثين طائرة ومروحية كان مقررا ان تنقل بطاقات الانتخاب عبر مختلف انحاء البلاد الى عدم الاقلاع من المطار.

لكنها وعدت الجمعة ان موعد الاقتراع لن يتغير. وفي بيان نشر الاحد دعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون القادة السياسيين والشعب الكونغولي الى quot;ضبط النفسquot; قائلا quot;احرص على التاكيد على ان حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية هي اول من يتحمل مسؤولية ضمان اجواء آمنة في الانتخاباتquot;.