الناشطة سوده راد الثانية لجهة اليسار في حملة لرفض العنف ضد النساء

لم يمر اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد النساء كالأيام العادية في فرنسا، فالحكومة تعمل ضمن مخطط جدي لها للكشف عن كل أنواع ممارسات العنف المنزلي. حيث تشهد فرنسا مقتل امرأة كل يومين ونصف يوم نتيجة العنف الممارس بحقهن.


باريس: خلّد العالم الجمعة، اليوم العالمي ضد العنف الممارس على النساء. وشهدت فرنسا في هذا الإطار إطلاق حملة حكومية بالمناسبة تحت شعار quot;تجرأ للحديث عن ذلكquot;، وخصت بالتحديد العنف الزوجي، الاغتصاب والاعتداءات الجنسية، مذكّرة بالرقم الذي وضعته لهذه الغاية لفضح كل هذه الممارسات الخطرة.

تعدّ هذه الحملة الجزء الأول من مخطط يمتد عمره من عام 2012 إلى 2013، ضد كل ما يمكن أن يلحق بالطرف الثاني من أفعال يجرّمها القانون، والتي اعتبرتها وزيرة التضامن روزيلين باشلو quot;رهاناً سياسياً أساسياًquot;، علماً أن فرنسا تسجّل وفاة امرأة كل يومين ونصف يوم بسبب العنف الزوجي.

هذه الحملة، التي تحاول من خلالها الحكومة الفرنسية تشجيع المتعرّضات أو المتعرّضين إلىكل أشكال العنف المنزليعبر دفعهمإلى تبليغ السلطات المختصة بذلك، فسبق أن شددت من القوانين التي تحاسب المتورّطين فيها، ومن أبرزها عزل الزوج العنيف عن بيت الزوجية.

لكن البلاغات التي تصل إلى الشرطة الفرنسية في هذا الشأن، تبقى متواضعة مقارنة مع الأعداد التي تكشفها المنظمات حول الاعتداءات المرتكبة خلف جدران بيوت العديد من الأزواج، وتظل حبيسة مكانها لاعتبارات متعددة، حيث لا يتعدى عدد اللواتي تجرأن على رفع دعوى قضائية ضد أزواجهن بين سنتي 2008 و2010 نسبة الـ 2%.

وتعتزم الحكومة الفرنسية إطلاق حملة خلال شهر مارس/آذار المقبل لمناهضة العنف ضد الجنس اللطيف، والعنف الجنسي في العمل، وهذا في إطار المخطط نفسه المشار إليه، والذي من المقرر أن ينتهي بحملة أخرى في 2013 بخصوص الدعارة.

تضامناً مع النساء المضطهدات

من جهتها، تجندت الجمعيات الفرنسية المعروفة بمعاركها النسائية، للحضور بثقلها في مثل هذه المناسبة، ونظمت أربع جمعيات معروفة فرنسياً، وهي quot;لا عاهرات ولا خاضعاتquot;، وquot;كونفدرالية الطالباتquot;، وquot;كلمات النساءquot; وquot;النجدة العنصريةquot; تجمعاً في باريس في هذا السياق.

ووضعت هذه الجمعيات إكليلاً من الزهور عند quot;مربع حقوق الإنسانquot; في باريس إهداء لروح الشابة إيناس، التي قتلت بطريقة وحشية على يد صديقها خلال الأيام القليلة الماضية، كما استعرضت بالمناسبة أسماء 147 امرأة من ضحايا quot;المعاملة السيئة، اغتصبن، قتلن، فقط لأنهن نساءquot;، بحسب تعبير منظمة quot;لا عاهرات ولاخاضعاتquot;.

عددت هذه الجمعية، التي ترأسها سهام حبشي، وهي فرنسية من أصل جزائري، الممارسات الخطرة، التي تتعرّض لها النساء، والتي تمسّ، ليس فقط بحقوقهن، وإنما تتعدى في أوقات كثيرة على حقهن في الحياة، وذكرت منهاquot;الاغتصابات الجماعية، والزواج المفروض، وختان النساءquot;، إضافة إلى الضغوطات التي يتعرّضن لها من طرف من أسمتهم quot;بالظلاميينquot;.

ونظمت الجمعية النسخة الثانية من حملة quot;جميعًا بالتنورةquot;، حيث دعت من خلالها جميع النساء إلى ارتداء التنورة للتنديد بما تتعرّض له فتيات أخريات من عنف، حيث quot;لا يجرؤنquot; بحسبها، على ارتداء التنورة في عدد من الأماكن، معتبرة quot;الأنوثة حق يجب الدفاع عنهquot;.

quot;على السياسيين أن يتناولوا الموضوع بجديةquot;

رأت الناشطة النسائية سوده راد في هذه المناسبة quot;فرصة للتحدث إلى عامّة النساء عن العنف والاغتصاب، ودعوة إلى السياسيين ليتناولوا هذا الموضوع بالجدية الكافيةquot;، معتبرة أن وقف ما تتعرّض له المرأة هو من quot;مسؤولية الجميعquot;.

ووصفت الاعتداء الجنسي، الذي تعرّضت له الصحافية الفرنسية في القناة الثالثة في ميدان التحرير في القاهرة quot;بالجريمة التي يجب محاسبة مرتكبيهاquot;، لأنها كما باقي الناشطات النسائيات quot;ترفض مثل هذه الممارساتquot;، كما رأى المراقبون في هذا الاعتداء إساءة كبيرة إلى الثورات العربية.

لكنها ترى أن الجهة القادرة على تفسير ممارسات من هذا الحجم هي جهات علمية من مستوى quot;علماء الاجتماعquot;.

وقالت سوده في حديث لـ quot;إيلافquot;، إن مسألة المرأة يجب أن تتناول بجدية بالغة فيكل الثورات العربية، ويجب اتخاذ الاحتياطات اللازمة لاستباق مثل هذه الأحداث، داعية إلى توخّي الحذر تجاه مستقبل المرأة في الدول العربية والإسلامية.

وأكدت، في الوقت نفسه على quot;احترامها للديمقراطية، التي حققت الفوز للإسلاميين في تونس، ثم في المغربquot;، إلا أنها كما جميع الناشطات في الدفاع عن حقوق المرأة، تبقى متمسكة بـ: quot;المساواة بين المرأة والرجلquot;.