تقل حصة المسيحيين في مجلسي الشعب والشورى في مصر عن 2% رغم أنهم يشكلون أكثر من 10 في المئة من السكان.


الاقباط في مصر يعتقدون أن حقوقهم مهضومة

كان من المتوقع على نطاق واسع أن يظهر حزب الحرية والعدالة المنبثق عن جماعة الإخوان المسلمين بوصفه أكبر قوة على الساحة السياسية المصرية. ولم تكن هذه التوقعات غائبة عن تفكير المسيحيين المصريين.

وتنقل صحيفة نيويورك تايمز عن محامي الكنيسة القبطية نجيب جبرائيل قوله إن 100 ألف عائلة مسيحية هاجرت منذ ثورة 25 كانون الثاني/يناير التي أسقطت الرئيس حسني مبارك.

ولمواجهة صعود الإخوان المسلمين شجعت كنيسة مار مرقص في منطقة المعادي إتباعها على التصويت لصالح الكتلة المصرية العلمانية التي تضم مرشحين مسلمين ومسيحيين. وحرص الأنبا دانيال أسقف المعادي على الظهور في قداس خاص داعيًا إلى ضرورة رفض الكراهية. ثم انتقل إلى السياسة. وقال مخاطباً تجمع المصلين إن الانتخابات تهم المسيحيين كثيرًا.

وأضاف أن الوضع قد لا يكون مستقرا ولكن لا بد من مشاركة المسيحيين في الانتخابات. وشدد على أن القضية قضية quot;حرية وديمقراطية، ولكن الأخوان المسلمين منظمون تنظيما حسناquot;. وأكد الأنبا دانيال أن للمسيحيين حرية الاختيار quot;ولكننا عقدنا لقاءات مع المسلمين والمسيحيين المعتدلين في الكتلة المصرية، ونحن نؤيد هذه الأحزابquot;.

وتضم الكتلة المصريين حديثة النشأة ثلاثة أحزاب رئيسية هي حزب المصريين الأحرار الذي يدعم قطاع المال والأعمال وحزب التجمع الاشتراكي والحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي. وهناك أحزاب قبطية صغيرة. ولكن كثيرًا من المسيحيين يرون أن فصل الدين عن الحكم سيكون لمصلحتهم كمصريين وكمسيحيين من أجل الدفاع عن أنفسهم تحسبا لإقحام الدين في السياسة.

وقال الأب إسحاق القس في كنيسة مار مرقص لصحيفة نيويورك تايمز بعد القداس quot;إننا اخترنا الكتلة المصرية لأنها أكثر الجماعات ليبرالية ولأنها تقف ضد الأحزاب الدينية، بما فيها جماعة الإخوان المسلمينquot;. وأضاف انه إذا كانت الانتخابات حرة ونزيهة فان ذلك يعني تمثيل الأقباط تمثيلاً أوضح ويكونون انشط في بناء مصر الجديدة.

وأبدى البابا شنودا عدم رضاه على القيام بحملات انتخابية داخل الكنائس داعيا إتباعه إلى التصويت لمن يعتقدون أنهم الأحسن بين المرشحين. ويشكل الأقباط أكبر أقلية مسيحية في الشرق الأوسط. وفي حين أن المسيحيين وأفراد الأقليات الدينية الأخرى أحرار في ممارسة شعائرهم في مصر فان صعود التأويلات المتزمتة للشريعة الإسلامية خلال العقود الثلاثة الماضية أدى إلى تهميش هذه الجماعات.

وبحسب تقرير وزارة الخارجية الأميركية حول الحرية الدينية في مصر الذي نُشر في أيلول/سبتمبر فان حصة المسيحيين في مجلسي الشعب والشورى تقل عن 2 في المئة رغم أنهم يشكلون أكثر من 10 في المئة من السكان. إذ يبلغ عددهم الآن 10 ملايين من مجموع سكان مصر البالغ عددهم 85 مليونا، بحسب نيويورك تايمز.

وأدت الانقسامات الدينية إلى العديد من المواجهات العنيفة رغم أن مسلمين ومسيحيين قالوا إن غالبية الحوادث عداوات شخصية تصاعدت إلى اشتباكات طائفية.

وتشارك قنوات خاصة إسلامية وقبطية في تأجيج المشاعر مبررة العنف ضد الجماعة الأخرى باسم الدين. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مينا عبد الرحمن (27 عاما) وهو محاسب مسيحي يعيش في القاهرة انه لو كان مسلما وسمع بعض هذه القنوات لأصبح هو أيضا ممن يمارسون العنف.

وأضاف أن الكبار يبثون هذه البرامج إلى الصغار وانه ذات مرة شاهد طفلا في الخامسة من العمر يركل قطة وحين سأله لماذا يركلها قال الطفل quot;إنها قطة قبطيةquot;.

وكان آخر اشتباك وقع بين مسلمين ومسيحيين في 9 تشرين الأول/أكتوبر الماضي عندما تظاهر مئات الأقباط وبعض المسلمين أمام مبنى الإذاعة والتلفزيون الرسمي للاحتجاج على تقاعس السلطات عن التحقيق في حرق كنيسة في أسوان. وانزلقت التظاهرة إلى مواجهات عنيفة قُتل فيها 28 شخصا وأُصيب 325 آخرون.

وفي كنيسة مار مرقص قال جميع من تحدثوا لصحيفة نيويورك تايمز إنهم سيبقون في مصر حتى إذا فازت جماعة إسلامية في الانتخابات واضعين ثقتهم في النظام الديمقراطي الذي قد يعمل لصالح المسلمين لكنه على الأقل سيضم ممثلين عنهم أيضاً.

وقال الطبيب ايمن فهمي بعد القداس إن المسيحيين يتوقعون أن تفوز جماعة إسلامية بالكثير من المقاعد quot;ولا ضير في ذلك ولكن ما سنتابعه هو إذا حاولوا خطف البرلمان وكتابة الدستور بطريقتهمquot;. وأضاف أن الناس ستعود إلى الشارع والاحتجاج إذا حدث ذلك. مشيرا إلى أنه إذا كان المسلمون مستعدين للتوصل إلى توافق quot;فلن تكون هناك مشكلةquot;.