مبارك في آخر إنتخابات عام 2010

توجه المصريون اليوم للإقتراع في لجنة مصر الجديدة النموذجية الثانوية للبنات حيث كان يصوّت الرئيس مبارك وعائلته، بمنتهى الحرية ودون التعرض لمضايقات أمنية. ورصدت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عدة إنتهاكات في الانتخابات اليوم كالرشاوى وتسويد البطاقات لصالح حزب الحرية والعدالة.


القاهرة: للمرة الأولى منذ نحو ثلاثة عقود يذهب المصريون للتصويت في لجنة مصر الجديدة النموذجية الثانوية للبنات، بمنتهى الحرية، ودون أن يتعرضوا إلى مضايقات أمنية، في الشوارع المؤدية إليها، ومن دون إغلاق أبوابها في وجوههم، والسبب أنها اللجنة التي دأب الرئيس السابق حسني مبارك وعائلته على التصويت فيها منذ ثلاثين عاماً.

لجنة مبارك وعائلته

ووفقاً للمهندس محمود عواد quot;من المقيمين على مقربة من المدرسةquot;، فإن هذه اللجنة كانت تشهد إجراءات أمنية مشددة ومكثفة قبل التصويت بيوم كامل، حيث كانت تتسلم الأجهزة الأمنية مقر المدرسة، لتأمينه تمهيداً لزيارة الرئيس لها برفقة قرينته سوزان مبارك، وثم إبنيه جمال وعلاء، والأول كان يتطلع إلى خلافة والده في رئاسة الجمهورية. وأضاف عواد لـquot;إيلافquot; أن المرور كان يتوقف في الشارع الذي تقع فيه المدرسة لنحو ست ساعات، ويمنع المارة من عبور الشارع بجوار سور المدرسة، مشيراً إلى أنه في بعض الأحيان كان الأمن يغلق المحلات التجارية المطلة على المدرسة، وكان ينشر الآلاف من جنود الأمن المركزي والمخبرين السريين بملابس مدنية في الشارع والشوارع المحيطة به، ويجري تفتيش أي شخص يتم الإشتباه به، واعتقاله إن لزم الأمر، لا سيما أصحاب اللحي من المنتمين للتيارات الإسلامية. ولفت عواد إلى أن تصويت الرئيس السابق والحديث إلى التلفزيون الرسمي، لم يكن يستغرق سوى عدة دقائق، لكنها تمثل ساعات في عمر أهالي المنطقة وأصحاب المحال التجارية.

لا مضايقات أمنية

الآن وبعد تسعة أشهر منذ إجبار مبارك على التنحي عن الحكم، وبعد انقضاء عام على آخر تصويت للرئيس السابق وأسرته، يبدو المشهد في مدرسة مصر الجديدة النموذجية الثانوية للبنات مختلفاً كلياً، فالمصريون يصطفون في طوابير طويلة أمام المدرسة للإقتراع في أول إنتخابات برلمانية من دون مبارك، والمرور في الشارع الذي تقع فيه المدرسة يسير بسلاسة ومن دون تعطل، ولم يتعرض أحد للتوقيف.

وقال علي محمود العامل في سوبر ماركت قريب من المدرسة، لـquot;إيلافquot; إنه في الإنتخابات الماضية إضطر للحصول على إجازة من العمل في يوم التصويت، وأضاف أنه ينتمي إلى محافظة أسيوط، وفي حالة توقيفه من قبل أمن الدولة سيتم إعتقاله، مشيراً إلى أن الأمن كان يتعامل بالإشتباه، ويعتقل أي إنسان من خارج القاهرة، لاسيما إذا كان ينتمي إلى محافظة مثل أسيوط معروف أنها كانت معقل الجماعات الإسلامية المتشددة في السابق. ولفت محمود إلى أنه أتى اليوم للعمل بمنتهى الحرية دون أن يخشى من توقيفه أو إعتقاله من قبل الأمن، بدعوى تأمين موكب الرئيس.

عنف ودعاية

إلى ذلك، رصد مراقبو المنظمة المصرية لحقوق الإنسان عدة إنتهاكات، تعود إلى النظام السابق، منها شراء الأصوات، والدعاية الإنتخابية والتصويت الجماعي، وقالت في تقرير لها عن أعمال التصويت في اليوم الأول للإنتخابات، quot;شهد اليوم الأول من الإنتخابات بروز عدد من التجاوزات والإنتهاكات الأساسية، لعل في مقدمتها وجود استمارات غير مختومة، وهي المشكلة ذاتها التي تم رصدها إبان الاستفتاء على التعديلات الدستورية من وجود عدد من الاستمارات غير المختومة. وأضاف: برز عدد من الانتهاكات الأخرى مثل استخدام العنف والبلطجة، ومنع بعض مراقبي منظمات المجتمع المدني، وانتهاك حظر الدعاية الإنتخابية خلال يوم الاقتراع، فضلاً عن قيام عدد من الأحزاب السياسية ذات الصبغة الدينية بالدعاية لنفسهم أمام مقار اللجان الانتخابية.


تسويد بطاقات

وأشارت المنظمة إلى حصول quot;أعمال تسويد لأصوات في اللجنة رقم 420 في مدرسة صفية زغلول الإعدادية للبنات في مدينة نصر من قبل سيدات منقبات، وكذلك في مدرسة عمار بن ياسر في المقطم حيث يتم تسويد بطاقات الاقتراع لصالح حزب الحرية والعدالةquot;. وفي محافظة الفيوم؛ رصد مراقبو التحالف في مدرسة الراضي وعثمان بن عفان في سنورس قيام الموظفين داخل اللجان بتسويد البطاقات الانتخابيةquot;.

رشاوى الإخوان

كما رصد المراقبون عودة ظاهرة الرشاوى الإنتخابية من قبل أنصار مرشحي حزب الحرية والعدالة، وورد في التقرير quot;يقوم أنصار مرشحي حزب الحرية والعدالة وحزب النور بتوزيع رشاوى انتخابية قيمتها 50 جنيها للصوت الانتخابي في مدرسة السيدة عائشة والإشراف، كذلك في مدرسة روض الفرج في شبرا، حيث تم توزيع أوراق نقدية من 10 - 20 جنيها على الأهاليquot;. وأعربت المنظمة عن خشيتها من انتشار تلك الإنتهاكات على نطاق واسع، ودعت اللجنة العليا للإنتخابات للعمل على التصدي لها بكل حزم.

نفي إخواني

ونفى الدكتور أسامة نور الدين عضو المكتب التنفيذي لحزب الحرية والعدالة الإتهامات بدفع رشاوى الإنتخابات، وقال لـquot;إيلافquot; هذا الكلام عار عن الصحة، مشيراً إلى أن هذا الأمر يهدف إلى تشويه سمعة الإخوان، لاسيما في ظل توقعات بفوزهم بالأغلبية.