استقبلت التيارات السياسيّة وشباب ميدان التحرير في مصر الأنباء التي تتحدث عن تكليف المجلس العسكري لكمال الجنزوري رئيساًجديداًللوزراء بغضب كبير،مشيرين إلى أن هذه الخطوة بمثابة إعادة انتاج للنظام القديم.


الجنزوري وطنطاوي

القاهرة: أستقبل المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الدكتور كمال الجنزوري الذين كان في نهاية التسعينيات رئيساً للوزراء، وسط أنباء عن تكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً للدكتور عصام شرف، الذي قدم أستقالته على خلفية أحداث التحرير، فيما رفضت القوى السياسية، والمحتجون المعتصمون في ميدان التحرير تولي الجنزروي رئاسة الحكومة، على إعتبار أنه واحد من رموز النظام السابق. وطالبوا بتكليف شخصية ثورية.

الجنزوري

وقال مصدر عسكري إن إستقبال المشير طنطاوي للجنزوري جاء في إطار السعي لإختيار شخصية تحظي بقبول لتولي رئاسة الحكومة الجديدة، وأضاف لـquot;إيلافquot; أن الجنزوري أعلن قبوله تشكيل الحكومة الجديدة في حال صدر تكليف رسمي بذلك. مشيراً إلي أن القرار لم يصدر بعد. في حين أكدت الإذاعة المصرية أن المشير طنطاوي كلف الجنزروي رسمياً بتشكيل الحكومة.

إعادة إنتاج النظام القديم

وردت القوى السياسية والثورية برفض إختيار الجنزروي رئيساً للوزراء، وقال الدكتور أحمد طه النقر المتحدث باسم الجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها البرادعي إن المجلس العسكري يحاول إنتاج النظام القديم، وأضاف لـquot;إيلافquot; إن الجنزوي كان رئيساً للحكومة في عهد النظام السابق.

مشيراً إلى أن البعض يعتبره شخصية محترمة، لكن في المقابل هناك الكثير من علامات الإستفهام حول الفترة التي قضاها رئيساً للحكومة، والمشروعات الكبري التي قام بها ومنها: مشروع توشكي الذي أهدر فيه مئات الملايين من الجنيهات دون جدوي، وهناك علامات إستفهام حول تراخيص شركتي المحمول. وأكد أن القوى السياسية ومنها الجمعية الوطنية للتغيير طرحت عدة أسماء لتولي الحكومة، منها الدكتور محمد البرادعي، أو الدكتور عبد الجليل مصطفى الأمين العام للجمعية، أو الدكتور حسام عيسى أو المستشار زكريا عبد العزيز، مشيراً إلي ضرورة أن تكون الشخصية تحظى بتوافق القوى السياسية.

وأعلن جورج إسحاق المنسق العام السابق لحركة كفاية رفضه لتولي الجنزروي رئاسة الحكومة، وقال لـquot;إيلافquot; إنه رغم إحترامه لشخصية الجنزوري، إلا أن كان أحد وجوه النظام السابق البارزة، ولم يكن يوماً ثورياً، ولن يكون معبراً عن الثورة أو عن ميدان التحرير. وإتهم المجلس العسكري بالإصرار على إختيار شخصية لا تحظي بقبول القوي السياسية.

لا نوايا في التغيير

وأعلنت حركة 6 أبريل رفضها لترشيح أي من وجوه النظام القديم لتولي الحكومة أو تولي أية وزارة، وقالت إنجي حمدي عضو الحركة لـquot;إيلافquot; إن الحركة أرسلت بأربعة أسماء تحظي بقبول ميدان التحرير لتولي الحكومة، وهم الدكتور محمد البرادعي، الدكتور حسام عيسى، المستشار هشام البسطاوسي، والنائب السابق حمدين صباحي.

منتقدة المجلس العسكري لعدم إستقبال أي من تلك الشخصيات والتشاور معها بشأن تشكيل الحكومة، وأضافت أن المجلس العسكري يصر على إعادة إنتاج النظام السابق، وأن تبقى جميع مقاليد الدولة في يديه، وأن يظل رئيس الحكومة مجرد سكرتارية له. وأعتبرت أن ذلك يؤشر على عدم وجود نوايا صادقة لدي المجلس في إحداث تغيير حقيقي.

عجوز لثورة شباب

وفي ميدان التحرير، كان الرفض هو العنوان الرئيسي، وقال آدم مرسي عضو إتحاد شباب الثورة لquot;إيلافquot; إن الثورة قام بها شباب حديث السن، وليس من المعقول إختيار رجل تجاوز السبعين ليكون رئيساً لحكومة الثورة، وليس هذا فقط، بل يعتبر أحد رموز النظام السابق الذي أطاحت به الثورة. وأضاف مرسي أن ميدان التحرير يرفض مطلقاً عودة أية من رموز النظام السابق أو أعضاء الحزب الوطني لواجهة الأحداث من جديد، ولفت مرسي إلى أن الجنزوري ممن ينطبق عليهم قانون إفساد الحياة السياسية.

موضحاً أنه كان رئيساً للحكومة وحدثت تزوير للإنتخابات في عهده، فضلاً عن توقيع العشرات من الصفقات التي تحوم حولها الشبهات. وتساءل: كيف يعود ليكون رئيساً لحكومة إنقاذ وطني، لاسيما أن كان واحداً ممن ساهم في إغراق الوطن؟
فيما توقع لؤي سمير عضو تحالف ثورة مصر أن يساهم هذا الترشيح أو الإختيار في إشعال المظاهرات ضد المجلس العسكري في التحرير من جديد، وقال لquot;إيلافquot; إن هذا الترشيح يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أن المجلس العسكري يسير عكس التيار، ويصر على أن يصم أذنيه عن سماع صوت الثورة، تماماً كما كان يفعل النظام السابق.

الإسلاميون يرحبون

وفي المقابل حظي إختيار الجنزروي بقبول بعض القوي الإسلامية، ومنها الجماعة الإسلامية، وقال محمد حسان القيادي بالجماعة في تصريحات صحافية، إن الجماعة لا تمانع في تشكيل الحكومة المقبلة برئاسة أي شخصية تتوافق عليها القوى الوطنية، مؤكدا أنه لا يشترط أن يكون رئيس الوزراء ثوريا، وأن الأهم من ذلك أن يكون ذا كفاءة مثل الدكتور كمال الجنزوري رئيس الوزراء الأسبق والذي يحظى كذلك بقبول بين القوى السياسية المختلفة.

بينما رفض الدكتور محمد سليم العوا المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية تولي المنصب، quot;لأنها مسؤولية كبيرةquot;، رحب العوا ذي التوجهات الإسلامية بإختيار الدكتور كمال الجنزوري لرئاسة حكومة الإنقاذ الوطني، وقال في تصريحات تليفزيونية إن الجنزروي quot;أكثر الشخصيات التي لديها قبول وقدرة على قيادة الحكومة وإدارتها، وهو من الشخصيات التي لا تقبل بأنصاف الصلاحيات لتعمل بها في الحكومة وهذا شيء يطمئن الشارع المصريquot;.

الجنزوري وزير الفقراء

ولد الدكتور كمال الجنزروي في 12 يناير 1934 ويبلغ من العمر 77 سنة، وشغل منصب رئيس وزراء مصر الأسبق في الفترة من 4 يناير 1996 حتى 5 أكتوبر 1999ولُقب بوزير الفقراء و الوزير المعارض، نظراً لما عرف عنه برعاية محدودي الدخل. ويتمتع بعلاقات جيدة من المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري. بدأ صعوده السياسي عندما تولي محافظا للوادي الجديد عام 1976 ومحافظا لبني سويف عام 1977، ثم وزيرا للتخطيط عام 1982، ووزيرا للتخطيط والتعاون الدولى عام 1984، ثم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط والتعاون الدولي أغسطس 1986، ثم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير التخطيط نوفمبر 1987.