لميس فرحات: قال برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري، الذي يمثل المعارضة السورية في الخارج، إنه إذا تمكّن المجلس من تشكيل حكومة جديدة، فسيقطع علاقات دمشق العسكرية مع إيران، ويوقف توريدات الأسلحة لجماعات الشرق الأوسط المتشددة، مثل حزب الله وحماس، مما يثير احتمال حدوث تغيير دراماتيكي في اصطفافات القوى الرئيسة في المنطقة.

وفي مقابلة مع صحيفة الـ quot;وول ستريت جورنالquot;، أشار غليون إلى أن قطع العلاقات مع إيران وحماس وحزب الله سيأتي في إطار إعادة توجيه السياسة السورية تجاه التحالفات مع القوى العربية الرئيسة.

وأضاف: quot;لن تكون هناك أية علاقات خاصة مع إيران، الأمر الذي سيعني قطع التحالف الاستراتيجي والعسكري، مضيفاً أن quot;حزب الله لن يبقى كما هو بعد سقوط النظام السوريquot;.

ودعا غليون المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات حاسمة ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بما فيها فرض منطقة حظر طيران على سوريا، مشدداً على أن المعارضة لا تدعو إلى احتلال أجنبي لسوريا من أجل إسقاط النظام. وأكد أن الوضع السوري يختلف جذرياً عمّا كان في ليبيا، معرباً عن أمله في أن قدرة الحكومة الجديدة على الاعتماد على أجهزة الدولة الموجودة ومؤسساتها.

ورداً على سؤال عن مصادر التمويل، التي تعتمد عليها المعارضة، أوضح غليون أن دولاً عربية عدة، بما فيها ليبيا، وعدت بتقديم مساعدات. أما التبرعات، فيأتي نحو 90 % منها من رجال الأعمال السوريين. وشدد على أن الهدف الرئيس للمعارضة هو وضع آلية لحماية المدنيين ووضع حد لآلة القتل، متناولاً الإحصائيات الأخيرة بشأن ضحايا الأحداث في سوريا، التي قدمتها الأمم المتحدة، والتي تشير إلى أن حصيلة القتلى تجاوزت الـ 4 آلاف بكثير.

وأوضح رئيس المجلس الوطني أن هناك مفاوضات جارية لإقناع روسيا بدعم تدخل خارجي في الوضع بسوريا، مؤكداً أن هذا التدخل لن يتحول إلى احتلال أجنبي. وأعرب عن أمله في أن تشارك روسيا في اتخاذ كل القرارات بشأن ما وصفه بـquot;التدخل الإنسانيquot; في سوريا. وتابع قائلاً: quot;طلبنا منهم (الروس) أن يشاركوا في اتخاذ قرار في مجلس الأمن، يبعد تدخلاً لحلف الناتو في سوريا، وقلت لهم: جئنا إلى موسكو من أجل الحيلولة دون التدخل الخارجي، لا لتشريعه. ولو كنا نريد تدخلاً خارجياً، لما أتينا إلى روسياquot;.

من جهة أخرى، تناولت الـ quot;وول ستريت جورنالquot; المخاوف التي يعبّر عنها مسؤولون أميركيون وأوروبيون إزاء عدم قدرة المجلس الوطني على تمثيل المرأة والأقليات الدينية، وقالوا إن الجماعات الدينية السنية، مثل الإخوان المسلمين، قد تتمكن في نهاية المطاف من السيطرة على المجلس.
لكن في الأيام الأخيرة، قال مسؤولون أميركيون إن غليون يعمل بجهد على بناء جسور فعالة بين الفصائل السياسية السورية.

وقال مسؤول أميركي: quot;غليون يقوم بعمل مثير للإعجابquot;، مشيراً إلى أن هناك زخمًا في بناء المجلس الوطني السوري، تحديداً بعدما صوّت أعضاء جامعة الدول العربية بغالبية ساحقة يوم الأحد لفرض عقوبات مالية على حكومة الأسد. واعترف غليون بأن المجلس الوطني السوري يواجه صعوبات في توحيد صفوف المعارضة السورية بعد أكثر من 40 سنة من حكم عائلة الأسد.

ولفت إلى أنه للأكراد وحدهم 33 حزباً، ما يصعب عليهم اختيار ممثلين لهم. وأضاف أن المجلس الوطني اتصل بمسيحيي سوريا، وأرسل وفداً إلى الفاتيكان لبحث مستقبل المسيحيين في البلاد، وسط مخاوف من انتهاك حقوقهم الدينية والاقتصادية والسياسية في سوريا ما بعد الأسد.

وفي حين قلل غليون من المخاوف بشأن تحكم الاخوان المسلمين بزمام السلطة في سوريا، أشار إلى أنهم لن يحصلوا حتى على 10 % من تأييد الشعب السوري، لأن نشاطهم جرى في الخارج على مدى السنوات الثلاثين الأخيرة، ولا يوجد تنسيق داخل منظماتهم.

وشدد غليون على أن سوريا ما بعد الأسد ستبقى متمسكة بحقها في الجولان، quot;لكن دمشق ستسعى إلى تحقيق هذا الهدف عبر المفاوضات، وليس بوسائل عسكريةquot;. وردا على سؤال حول علاقة المجلس بالجيش السوري الحر، أوضح غليون أن الطرفين توصلا إلى اتفاق على أن العمليات العسكرية التي يجريها الجيش ستتركز على حماية المدنيين فقط، ولن تتحول الى عمليات هجومية.

وكان غليون قد زار في الأسبوع الجاري المنطقة الحدودية بين سوريا وتركيا للقاء قيادة الجيش الحر. وقال: quot;بعد سقوط النظام، لا نريد وجود أي مجموعات مسلحة خارج سيطرة الدولة. ولقد أكدوا لنا أنهم سينفذون اتفاقنا، ونحن نلتزم بطلبنا بعدم شنّ أي عمليات هجوميةquot;. وعبّر غليون عن ثقته بأن نظام الأسد سينهار عمّا قريب، مشيراً إلى أنه لن يصمد طويلاً، بسبب مشاكل دمشق المالية والعزلة الديبلوماسية المتزايدة، لافتاً إلى أن الأسد قد يصمد quot;لبضعة أشهر فقطquot;.