عالي الهمة برفقة العاهل المغربي

يحوز تعيين فؤاد عالي الهمة مؤسس حزب الأصالة والمعاصرة مستشاراً للملك المغربي محمد السادس اهتمام السياسيين والمراقبين للشأن المغربي. ويقول المحللون إن هذا التعيين ليس بريئاً، كما يتخوف السياسيون من أن يخترق هذا التعيين المشهد الحزبي في المغرب.


الرباط: استأثر تعيين العاهل المغربي محمد الساس أمس الأربعاء صديقه في الدراسة ومؤسس حزب الأصالة والمعاصرة فؤاد عالي الهمة مستشارا له في الديوان الملكي على اهتمام السياسيين والمهتمين بالشأن السياسي المغربي.

ورأى ميلود بلقاضي الباحث في العلوم السياسية من كلية الحقوق في جامعة الحسن الثاني في الدار البيضاء أن quot;التعيين جاء في وقتهquot;. وقال لـquot;إيلافquot; إن quot;السياق الذي أتى فيه التعيين لم يكن بريئاquot;.

وكان العاهل المغربي محمد السادس قد قام خلال الأيام الأخيرة بعدة تعيينات لمستشاريه، شملت عدة شخصيات كمحمد المانوني رئيس لجنة الإشراف على إعداد الوثيقة الدستورية التي تم التصويت عليها، ووزير السياحة في حكومة عباس الفاسي ياسر الزناكي ومصطفى الساهل وزير الداخلية الأسبق، وهو ما فهم منه المراقبون أنها إرادة نحو توسيع دارة مستشاري العاهل المغربي.

وحول القراءات الممكنة لتعيين فؤاد عالي الهمة وعودته إلى المحيط الملكي، قال بلقاضي لـ quot;إيلافquot; إنّ quot;لهذا التعيين عدة قراءات، منها كون الهمة لم يعد فاعلا سياسيا مباشرا بعد أن شغل الدنيا لسنوات وأشهر، بالتالي، فإن هذا التعيين سيحدد العديد من الممارسات والتدخلات التي كانت تمارس من قبل الهمة في الشأن السياسي والحزبيquot;.

وكان خروج فؤاد عالي الهمة من دائرة المحيط الملكي وتأسيسه لحزب الأصالة والمعاصرة، قد أثار جدلا إعلاميّا وولّد استياء لدى معظم الأحزاب السياسية المغربية، وتمّ تفسير الخطوة على أنّها تهدف إلى quot;بلقنةquot; المشهد السياسي الحزبي في المغرب.

ويأتي تعيين عالي الهمة وهو الملقب بـ quot;صديق الملكquot;، ليعزز المخاوف التي أبداها السياسيون في المغرب من اختراقه المشهد الحزبي.

كما يأتي هذا التعيين لفؤاد عالي الهمّة، وهو الأب الروحي لحزب الأصالة والمعاصرة، بعد تعيينات متتالية مماثلة طالت كلا من عبد اللطيف المنوني والمصطفى ساهل وعمر عزيمان وياسر الزناكي، كما يعدّ الرجل واحدا من أبرز الأسماء التي طالتها احتجاجات حركة 20 فبراير الذي لا تزال مستمرة وسط الشارع العام.

من جهته، قال القيادي في حزب العدالة والتنمية مصطفى الرميد لـquot;إيلافquot; إن quot;الأستاذ فؤاد عالي الهمة كان قريبا من الملك، وبالتالي خرج من هذا المحيط ليخوض غمار العمل السياسي المبني على التنافس الحزبي، وقد قام بتأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، هذا الحزب الذي كان حزب السلطة بامتياز. وما زكّى هذا الاعتبار، قيادة السيد فؤاد عالي الهمة ودعم الإدارة لهذا الحزب والضغط أحيانا على الأعيان من أجل دعمه أيضاً، وكادت الحياة السياسية تعود إلى نقطة الصفر بعد تطورات إيجابية ولو كانت محدودة.quot;

واعتبر الرميد أن حركة 20 فبراير دفعت بفؤاد عالي الهمة إلى الرجوع إلى الخلف، quot;لكنه خلال هذه المراحل كلها ظل قريبا من الملكquot;. وأضاف الرميد quot;أن يقوم الملك بتسميته مستشارا له، أعتقد أن هذا خير من أن يبقى فؤاد عالي الهمة داخل النسق الحزبي السياسي في الوقت الذي كان فيه صديقا للملك وهو ما يؤثرفي صحة التنافس الانتخابي ونزاهته، إن هذا التعيين سيعيده إلى ما كان عليه قبل تلك الرحلة السيئة التي خاضها منذ خروجه رسميا من المحيط الملكي مع بقائه فيه بشكل غير رسميquot;.

يذكر أنه كانت لحزب العدالة والتنمية الفائز في تشريعيات 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الأخير، مشاكل عديدة مع السيد فؤاد عالي الهمة. وقال القيادي في حزب العدالة والتنمية عن الهمة: quot;يبدو أنه يكرهنا، ولكننا لا نعول على المشاعر بل على المواقف. آمل أن يتحمل السيد الهمة مسؤوليته بكل نزاهة، وأن يتعامل مع الحكومة المقبلة، بصفته الجديدة مستشارا ملكيا، بحيادية تجعل البلاد تتقدم إلى الأمامquot;.

وأكد الرميد لـquot;إيلافquot; إن quot;للملك أن يعين من شاء مستشارا له، وليس من حقنا أن نتدخل في ذلك، لكننا في الوقت نفسه نقول إنه ليس من حق أحد أن يستغل موقعه للتشويش على الحكومة المقبلةquot;.
تعليق الصورة: فؤاد عالي الهمة رفقة العاهل المغربي