تُوّج رسام الكاريكاتور السوري علي فرزات بجائزة حرية الصحافة لعام 2011،اعتبرت في ذات الوقت quot;تكريما للمقاومة السورية ضد أعمال القمعquot;.
رسام الكاريكاتور علي فرزات بعد تعرّضه للضرب |
بتواضع أهرام الفن الكبار، الملتزمون بهموم أوطانهم، استهل علي فرزات تصريحا خاصا لإيلاف بمناسبة فوزه بجائزة حرية الصحافة لعام 2011 إلى جانب أسبوعية quot;ويكلي إليفن نيوزquot; البورمية، و التي تمنحها مراسلون بلا حدود بالاشتراك مع لموند ودعم من القناة الخامسة موند.
وقال رسام الكاريكاتور، الذي كثيرا ما أثار غضب سلطات نظام بلده ضده لإبداعاته الهادفة: quot;انحني إجلالا لكل شهداء الحرية، وهذه الجائزة تلقي على كتفي أعباء مسؤولية كبيرة أساسها الثقة.quot;
وفي حديثه عن هذه الثقة، يضيف فرزات، الذي يقيم في الوقت الحالي بالكويت: quot;منحني إياها الشارع منذ سنين طويلة من التواصل معه عبر كافة أشكال الإعلام وآخرها على الإنترنت (موقع علي فرزات) بعد أن أغلق لي النظام السوري صحيفة الدومري الناقدة الساخرة عام 2003.quot;
ويرجع هذا الفنان السوري سبب إغلاق النظام السوري لهذه الصحيفة quot;لانتقادها الشديد للنظامquot;.
ويقرأ فرزات هذا التتويج من طرف منظمة quot;مراسلون بلا حدودquot; و quot;لموندquot; أنه quot;تسلم منهما استفتاءً جماهيريا إنسانيا أساسه التطلع إلى الحرية من أجل بناء نظام ديمقراطي بعد ظلم وظلام دام لخمسين عاماً...quot;، بحسب تعبيره.
سوازيك دولي: هو تكريم لمجموع مهنيي الإعلام السوريين
عبرت سوازيك دولي، رئيسة قسم شمال إفريقيا و الشرق الأوسط في منظمة مراسلون بلا حدود، في حديث خاص لإيلاف، عن سعادتها بحصول رسام الكاريكاتور السوري أحمد فرزات على جائزة حرية الصحافة لهذه السنة.
وقالت دولي: quot;أنا جد سعيدة بهذا التتويج. ما تعرض له السيد علي فرزات هو رمز للقمع الذي يطال ممارسي الإعلام. لقد دفع الثمن غاليا لتمسكه بحرية التعبير، فيداه كسرتا وأحرق جلده بالسجائر وتعرض للتعذيب.quot;
وفسرت مسؤولة مراسلون بلا حدود تتويج هذه الشخصية الفنية بكونه quot;وسيلة بالنسبة للمنظمة لتكريم مجموع مهنيي الإعلام السوريين، الذين يكافحون على غرار المواطن السوري لأجل إخراج المعلومة من سوريا لفضح أعمال القمع.quot;
ولم تخص بالذكر فقط quot;الصحافيين و المدونينquot;، وإنما quot;حتى المواطنين السوريين الذين يتغلبون على الخوف والقمع ليقدموا شهادات، ويقومون بالتصوير لأجل فضح تجاوزات نظام بشار الأسدquot;، تقول سوازيك دولي.
وإن كان تم الاتصال بالمعني بالأمر من طرف المنظمة بعد هذا التتويج، تجيب دولي بالإيجاب، مضيفة أن quot;علي فرزات موجود في الوقت الحالي في الكويت وهو الآن بصدد استكمال الإجراءات الإدارية للحصول على بطاقة الإقامة التي ستسمح له بمغادرة هذا البلدquot;.
ولمست هذه المسؤولة في المنظمة، وهي تتصل بالفنان السوري لتزف له الخبر، أن هذه الالتفاتة خلفت في نفسه أثرا خاصا، وquot;أهدى الجائزة إلى كل شهداء الثورة السورية الذين يتزايد عددهم يوميا والمناضلين من أجل الحرية.quot;
وانطلاقا من ذلك، تتابع رئيسة قسم شمال إفريقيا والشرق الأوسط في quot;مراسلون بلا حدودquot;، أن علي فرزات quot;يعلم أن الجائزة منحت له كرمز لهذه المقاومة السورية ضد القمع.quot;
وبهذه الجائزة تؤكد مراسلون بلا حدود، تفيد سوازيك دولي، مساندتها للثورات المطالبة بالحرية والديمقراطية، فالمنظمة، quot;تابعت الثورات العربية منذ انطلاقتها، ونشرت تقريرا أخيرا أظهرت فيه كيف أن الإعلام كان الشاهد المفتاح والمزعج للسلطات في البلدان العربية، التي حاولت تنظيم تسلطها لسيادة الصمت حول الممارسات القمعية المسلطة على المظاهراتquot;.
فرزات الفنان العربي والعالمي
ولد علي فرزت في صيف 1951 في حماة بسوريا، و درس في أكاديمية الفنون بدمشق. عُرف منذ سن مبكرة بإبداعاته الكاريكاتورية التي نالت اعترافا كبيرا في الأوساط العربية بل و الدولية.
ريشته لم تقتصر على توجيه الانتقاد وبسخرية لاذعة لبشار الأسد والحكم في سوريا، و إنما كانت تستهدف كذلك أعتى الديكتاتوريات العربية بالحفر الفني في عيوبها، التي لا تحصى، من أمثال صدام حسين و معمر القدافي وغيرهما.
وحصل على العديد من الجوائز وأقام عشرات المعارض في عدد من البلدان عبر العالم، وكانت صحيفة لموند المعروفة بخطها التحريري الجاد والمسؤول من الصحف العالمية الكبرى التي نشرت أعماله.
وكان فرزات تعرض لاعتداء همجي نسب إلى أعوان النظام في سوريا بعد أن تم اختطافه وتعريضه للضرب المبرح على مستوى الوجه واليدين أثناء عودته من مكتبه نحو البيت، ليلقى به على طريق مطار دمشق والدماء تنزف من جسده.
وغاب فرزات عن الحفل الذي نظمته مراسلون بلا حدود في باريس بالاشتراك ودعم لموند و فرانس5 موند، اللتان تعدان مؤسستين إعلاميتين لهما صيت دولي، في حدث هو الأول من نوعه قرأ خلاله رسام الكاريكاتور الفرنسي الشهير، بلانتو، رسالة وجهها فرزات للحضور.
ويقول الفنان السوري في جزء منها: quot;كنت أتمنى أن أكون بينكم الليلة للمشاركة في هذه الأمسية الجميلة. أهدي هذه الجائزة للشهداء والجرحى وأولئك الذين يناضلون من أجل الحرية. ولا بدّ لي من شكر كل من جعلوا من الربيع العربي نصراً ضد غياهب الظلمة والقمعquot;.
التعليقات