بكين: ذكرت وكالة انباء الصين الجديدة (شينخوا) الرسمية الجمعة ان السلطات الصينية امرت بإيداع محامي حقوق الانسان البارز جاو جينشنغ مجددا السجن بعد ان قضت محكمة انه انتهك شروط الافراج عنه.

وانتقدت الولايات المتحدة تلك الخطوة وحثت الصين الافراج على جاو فورا وايضاح مكانه، الذي ظل مجهولا لشهور.

ودافع جاو عن بعض اكثر المعرضين للظلم في الصين ومنهم مسيحيون فضلا عن عمال مناجم، وقد اعتقل في شباط/فبراير 2009 واحتجزته السلطات وعزلته عن العالم الخارجي.

وقبل انتهاء فترة خضوعه للافراج المشروط بأيام جددت السلطات حبسه اذ اصدرت محكمة بكين حكما بسجنه ثلاث سنوات.

وكان جاو قد ظهر لوقت وجيز في اذار/مارس العام الماضي حيث تحدث الى اصدقاء قلائل ذكروا ان الشرطة مازالت تتبعه وان صحته متردية، ثم اختفى عن الانظار مجددا بعد شهر ولم يسمع عنه.

وتقول الخارجية الصينية انها لا تعلم بمكانه.

وقالت فيكتوريا نالاند المتحدثة بلسان الخارجية الاميركية ان بلادها quot;تشعر بخيبة امل عميقةquot; للاعلان بايداعه الحبس مجددا مع وشوك انتهاء الحكم الصادر عليه بالحبس لمدة خمس سنوات مع وقف التنفيذ.

ويقول نشطاء حقوق الانسان ان القرار يؤكد ان بكين عازمة على تكميم جاو حتى لا يتحدث علنا عما شهده خلال احتجازه -- اذا كان لا يزال على قيد الحياة.

وكانت وكالة تابعة للامم المتحدة لحقوق الانسان قد دعت الصين في وقت سابق هذا العام للافراج عن جاو، الذي سبق وسمي كمرشح محتمل للفوز بجائزة نوبل للسلام، كما اثار الاتحاد الاوروبي مع بكين قضية جاو، ومن المتوقع ان تجدد التطورات الاخيرة الاحتجاجات.

ووصفت العفو الدولية الحكم الصادر من المحكمة الصينية ضد جاو بأنه quot;صادم جداquot; مطالبة بالافراج عنه فورا قائلة انه عانى وعانت اسرته quot;ما يكفيquot;.

وكانت متاعب جاو قد بدأت قبل اكثر من خمس سنوات حينما نبذ عضوية الحزب الشيوعي ودعا علنا لكف الحملة ضد جماعة فالونغونغ الروحية المحظورة في الصين.

وادين في كانون الاول/ديسمبر 2006 بالضلوع في انشطة هدامة وحكم عليه بالسجن ثلاث سنوات مع وقف التنفيذ ثم وضع فورا رهن الاقامة الجبرية ثم تحت الاختبار خمس سنوات.

وفي نيسان/ابريل تحدث جاو عن تعرضه للتعذيب لمدة يومين بشكل وحشي على ايدي الشرطة الصينية خلال مقابلة مع وكالة اسوشييتدبرس، لم تنشر الا في كانون الثاني/يناير الماضي.

ووصف المنشق كيف انه تمت تعريته بالكامل وظل يجلد لمدة يومين قال ان حياته quot;كانت معلقة بخيط رفيعquot; خلالهما، وقال ان quot;الوحشية التي رأيتها تفوق الوصفquot;، واصفا التعذيب الذي تعرض له على ايدي ثلاثة من ضباط الشرطة الصينيين في ايلول/سبتمبر 2009 بأنه كان الاسوأ الذي عاشه خلال 14 شهرا من الاحتجاز بدأت في مطلع ذاك العام.

وقد هربت زوجته الى الولايات المتحدة في مطلع 2009 برفقة طفليها.

وسلط الضوء على ما يتعرض له نشطاء حقوق الانسان في الصين منذ منح جائزة نوبل للسلام في 2010 للمنشق المعتقل ليو شياوبو، مع حث الغرب الصين الافراج عن كافة معتقليها السياسيين.