دعا العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في كلمته اليوم أمام القمة الخليجية المنعقدة في الرياض دول اعضاء مجلس التعاون الخليجي إلى الاتحاد في كيان موحد. وأعلن أن الخليج مستهدف بأمنه واستقراره، وشدد على مساعدة العرب في كل ما من شأنه حقن دمائهم وتجنيبهم تداعيات الصراعات ومخاطر التدخلات.

العاهل السعودي (ارشيف)


يوسف الهزاع وعبدالله آل هيضة، وكالات: دعا العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز دول مجلس التعاون الخليجي الاثنين الى تجاوز مرحلة التعاون الى الاتحاد في quot;كيان واحدquot; مشيرا الى انها مستهدفة في quot;امنها واستقرارهاquot;.

واضاف خلال القمة العادية للمجلس quot;لقد علمنا التاريخ والتجارب ان لا نقف عند واقعنا ونقول اكتفينا ومن يفعل ذلك سيجد نفسه في اخر القافلة ويواجه الضياع وهذا امر لا نقبله جميعا لاوطاننا واستقرارنا وامننا، لذلك اطلب منكم ان نتجاوز مرحلة التعاون الى مرحلة الاتحاد في كيان واحدquot;.

لكن الملك عبد الله بن عبد العزيز لم يحدد شكل الاتحاد او الآلية التي سيعتمدها او المراحل اللازمة لذلك.

ويبحث القادة شؤون السوق الخليجية المشتركة وخصوصا الاتحاد الجمركي والاتحاد النقدي في ظل استمرار تعثرهما.

وتطغى على اعمال القمة التي تستمر حتى غد الثلاثاء الاضطرابات في الدول المحيطة والمخاوف من ازدياد النفوذ الايراني وخصوصا في ظل الانسحاب الاميركي من العراق وتداعيات ما قد يسفر عنه من فراغ امني.

وفي هذا السياق، قال الملك quot;نجتمع اليوم في ظل تحديات تستدعي منا اليقظة وزمن يفرض علينا وحدة الصف والكلمة ولا شك انكم جميعا تعلمون باننا مستهدفون بامننا واستقرارنا، لذلك علينا ان نكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقناquot;.

واضاف في اشارة الى سوريا على ما يبدو quot;من الواجب علينا مساعدة اشقائنا في كل ما من شأنه حقن دمائهم وتجنيبهم تداعيات الاحداث والصراعات ومخاطر التدخلاتquot;.

وكان الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان يوسف بن علوي بن عبد الله صرح لوكالة فرانس برس ان القمة ستتطرق الى quot;كثير من الاوضاع الراهنة التي تفرض نفسها كالعلاقات مع ايران والاوضاع في اليمن وسورياquot;.

وكان مصدر خليجي مطلع، أبلغ quot;ايلافquot; أن اجتماع وزراء الخارجية الذي سبق قمة قادة الخليج وضع على طاولة القمة توصية تتضمن آلية quot;دعم القرار العربي ضد النظام السوريquot;، وقال المصدر إن ذلك لأن quot;الأسد استنفذ كل فرص ومحاولات الثقة بهquot;.

وكان الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبداللطيف الزياني قال في وقت سابق إن الجامعة ستدعم القرارات العربية بشأن سوريا.

يأتي ذلك في وقت تتصاعد فيه الخطى الخليجية والعربية نحو حل ينقذ الشعب السوري من أطول أزمة يمرّ بها مع نظام الأسد الحاكم منذ أكثر من 40 عاماً.

وكانت دول الخليج التي قررت سحب سفرائها من دمشق الصيف الماضي احتجاجا على قمع المتظاهرين دعت السلطات السورية مرارا الى quot;حقن الدماءquot; وquot;وقف الاستخدام المفرط للقوةquot;، كما رفضت طلب دمشق الشهر الماضي عقد قمة عربية.

ووقعت سوريا بعد ظهر الاثنين في القاهرة البروتوكول المحدد للاطار القانوني ومهام بعثة المراقبين العرب الذين اعلن الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي ان طلائعهم سيتوجهون الى دمشق خلال 72 ساعة.

والقمة هي الثانية والثلاثون للتكتل المتجانس الذي تأسس في ايار/مايو 1981 في خضم الحرب بين ايران والعراق، ويحضرها جميع قادة دول الخليج باستثناء الرئيس الاماراتي الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان.

ويناقش القادة الخليجيون خلال قمتهم التي تنتهي غدا الثلاثاء ملفات شائكة كالعلاقات الصعبة مع ايران وتشابكها مع الاحداث في سوريا والبحرين والعراق، في ظل ادوار متشعبة ومبادرات اقرها التكتل المتجانس في اليمن وغيرها منذ بدء حركة الاحتجاجات التي اطاحت بانظمة وما تزال تهدد اخرى.

وستشكل العلاقات الصعبة مع ايران نقطة مهمة خصوصا مع المخاوف التي اشار اليها العاهل السعودي والناجمة عن ازدياد نفوذ طهران في العراق مع الانسحاب الاميركي من هناك.

يذكر ان وزير الاستخبارات الايرانية حيدر مصلحي قام الاثنين الماضي بزيارة الرياض حيث التقى ولي العهد وزير الداخلية الامير نايف بن عبد العزيز ورئيس الاستخبارات الامير مقرن بن عبد العزيز.

وقال متحدث رسمي ايراني ان الزيارة التي حصلت وسط اجواء من التوتر الشديد بين طهران والرياض، تندرج quot;في اطار المشاورات بين ايران والسعودية لتبديد اللبس والتطرق الى المسائل الامنية بين البلدينquot;.

والزيارة هي الاولى لمسؤول ايراني رفيع منذ تدهور العلاقات بين البلدين اثر احداث البحرين في اذار/مارس.

وتفاقمت الازمة بين البلدين بعد الكشف عن مخطط لاغتيال السفير السعودي لدى الولايات المتحدة عادل الجبير في تشرين الاول/اكتوبر نسبته واشنطن الى طهران.

وكان مصدر رفيع في الامانة العامة لمجلس التعاون قال لفرانس برس ان quot;القادة سيناقشون العلاقات مع ايران والمبادرة الخليجية في اليمن مؤكدين دعمهم لهاquot; مشيرا الى انهم quot;سيبحثون شؤونا خليجية مشتركة مثل الاتحاد الجمركي والتعاون الاقتصاديquot;.

ومن المتوقع كذلك ان يتطرق القادة خلال القمة الى مسالة انضمام الاردن والمغرب الى مجلس التعاون الخليجي في ظل تباين واضح في الاراء حيال هذا الامر.

يذكر ان وزير خارجية الامارات الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان كان اعلن اخر الشهر الماضي انه quot;لا يوجد هناك من يعترض على علاقة مميزة للغاية بين المجلس والاردن والمغرب لكن هناك عدم وجود اجماع في الوقت الحالي على ضمquot; البلدين.