زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور خليل ابراهيم

الخرطوم: دعت الحكومة السودانية اليوم كافة الحركات المتمردة في اقليم دارفور الى تطبيق اتفاق الدوحة للسلام في دارفور بعد مقتل زعيم حركة (العدل والمساواة) خليل ابراهيم في معركة بولاية شمال (كردفان).

وقال وزير الاعلام السوداني عبدالله مسار في بيان بثه التلفزيون السوداني quot;في هذه المرحلة السلام هو الاهم والسودانيون بحاجة الى الوحدة والانسجام والوطن يسع الجميع وحركة (العدل والمساواة) بالرغم من مواقفها السلبية مازالت مدعوة بعد مقتل قائدها للسلام وتمد حكومة وشعب السودان اليد لكافة الحركات المسلحة للانضمام لاتفاق سلام الدوحة ومسيرة السلام عموما حتى نستطيع بناء البلدquot;.

كما دعا الحركات المتمردة الى quot;تغليب المصالح الوطنية العليا والتنبه لوجود جهات لا تريد مطلقا الاستقرار للسودان وتسعى لزعزعة امنه واستقراره ليكون في حالة حرب دائمة حتى يتسنى لها انفاذ مخططاتها الرامية لاتخاذ الصراعات مدخلا لها للاستفادة من الثروات التي يذخر بهاquot;.

وقد اعلن الجيش السوداني الاحد انه قتل ابراهيم خليل زعيم حركة العدل والمساواة المتمردة في دارفور بعد ثلاثة ايام من اعلان الحركة انها في طريقها الى الخرطوم لقلب النظام.

وكان ابراهيم خليل (54 عاما) يقود حركة العدل والمساواة اكثر المجموعات المتمردة تسليحا في دارفور هذه المنطقة الواقعة في غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية.

وقال المتحدث باسم الجيش السوداني العقيد الصوارمي خالد سعد ان خليل اصيب في اشتباك في منطقة ام قوزين (شمال كردفان) مع الجيش السوداني الخميس الماضي وتوفي متأثرا بجروحه مساء السبت بمنطقة ام جرهمان (شمال دارفور) ودفن هناك بعيد وفاته.

واضاف المتحدث انه قتل في الاشتباك ايضا 30 من عناصر الحركة واصيب عدد آخر بجروح. كما اشار الى تدمير 12 عربة واربع شاحنات وشاحنة صهريج تنقل محروقات في المواجهات.

واكدت حركة العدل والمساواة الاحد مقتل زعيمها لكنها اوضحت ان هذا الامر وقع الجمعة في غارة جوية.

وقال المتحدث باسم الحركة المتمردة في دارفور جبريل آدم في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من لندن quot;تعلن حركة العدل والمساواة للامة السودانية مقتل زعيمها والقائد الاعلى لقواتها في غارة نفذتها طائرة مجهولة اطلقت صاروخا بالغ الدقة على رئيس الحركة يوم 23 كانون الاول/ديسمبر 2011 في الساعة الثالثة صباحاquot; بتوقيت السودان (01,00 ت غ).

واضاف المتحدث ان خليل ابراهيم قتل بصاروخ استهدفه في احد معسكرات الحركة وذلك بناء على معلومات قدمها quot;جاسوسquot;، مضيفا ان احد حراس ابراهيم قتل ايضا في الغارة نافيا حدوث اي اشتباك مع الجيش السوداني.

واوضح ادم quot;نؤكد انه لم يحدث اي اشتباك بين الجيش السوداني وقوات حركة العدل والمساواةquot;.

واكد المتحدث باسم المتمردين مضي الحركة في نهج زعيمها لتغيير النظام بكل الوسائل بما فيها العمل المسلح.

وقال جبريل ادم في هذا السياق quot;تؤكد حركة العدل والمساواة التزامها بالبرنامج الذي خطط له خليل ابراهيم وبرنامجه لتغيير النظام بكافة الادوات بما فيها العمل العسكريquot;.

وحاولت ارملة خليل ابراهيم وابنته اقامة مجلس عزاء في بيتها في جنوب الخرطوم لكن الشرطة منعتها من ذلك، بحسب ما قال شاهد لوكالة فرانس برس.

من جهته قال وزير الاعلام السوداني عبد الله مسار للصحافيين الاحد ان quot;المعارك ما زالت مستمرة في ولايتي شمال دارفور وشمال كردفانquot;.

وكان الصوارمي خالد سعد نسب الجمعة الى حركة العدل والمساواة هجوما على مدنيين في شمال كردفان مضيفا انها قواتها قامت باعمال نهب لممتلكات زعماء محليين.

واكدت العدل والمساواة ان قواتها تتجه شرقا نحو الخرطوم. وبحسب المتحدث باسمها فان قوات المتمردين وصلت الى منطقة النهود على بعد 120 كلم شرق دارفور في ولاية شمال كردفان وتواصل تقدمها بهدف اسقاط نظام الرئيس عمر البشير.

وكان خليل ابراهيم دعم انقلاب البشير في 1989 قبل ان يختلف مع الحكومة ويؤسس في نهاية تسعينات القرن الماضي مجموعة متمردة منددا بquot;هيمنة العربquot; على الحياة السياسية والاقتصادية في السودان.

ولجأ اثر ذلك الى هولندا حيث اعلن تاسيس حركة العدل والمساواة بتوجه اسلامي وكانت قاعدتها تقوم اساسا على عشيرة كوبي احدى عشائر قبيلة الزغاوة المنتشرة في السودان وتشاد.

ورفضت حركة العدل والمساواة توقيع اتفاق سلام دارفور في ايار/مايو 2006 معتبرة ان quot;تقاسم الموارد والسلطة لا يستجيب بشكل عادل للاسباب التي قام لاجلها التمرد وهي غياب المساواة بين الوسط (الخرطوم) والمناطق الواقعة على الاطرافquot;، بحسب مجموعة الازمات الدولية.

كما رفض ابراهيم توقيع اتفاق سلام في تموز/يوليو في الدوحة وقعته الحكومة السودانية ومجموعة صغيرة هي حركة التحرير من اجل العدالة.

وفي ايار/مايو 2008 هاجمت الحركة العاصمة السودانية ما ادى الى مقتل اكثر من 200 شخص.

وقتل 300 الف شخص على الاقل وهجر 1,8 مليون شخص في حرب دارفور منذ بدايتها في 2003، بحسب تقديرات الامم المتحدة.

خليل ابراهيم.. زعيم اكثر حركات التمرد تسلحا في دارفور

خليل ابراهيم الذي اعلن الجيش السوداني قتله اليوم الاحد على تخوم دارفور، يقود حركة العدل والمساواة التي اسسها في 2003 لمقاتلة القوات السودانية في الاقليم.

واعلن الجيش السوداني الاحد انه قتل زعيم اكثر حركات التمرد في دارفور تسلحا في منطقة ودبندة شمال كردفان المتاخمة لاقليم دارفور غرب السودان المضطرب.

وابراهيم البالغ من العمر 54 عاما، مولود في قرية الطينة على الحدود السودانية التشادية لاسرة تعود لقبيلة الزغاوة المشتركة بين السودان وتشاد.

وقد التحق بالحركة الاسلامية السودانية التي يتزعمها حسن الترابي منذ ان كان طالبا في المرحلة الثانوية.

درس خليل الطب في جامعة الخرطوم وبعد تخرجه عمل في مهنة الطب في عدد من المستشفيات السودانية.

وبعد انقلاب عمر البشير على حكومة الصادق المهدي في حزيران/يونيو 1989، عين وزيرا للصحة في اقليم دارفور ثم وزيرا للتربية والتعليم وبعد ذلك مستشارا لوالي ولاية النيل الازرق (جنوب شرق السودان).

كما عمل وزيرا للصحة في ولاية شرق الاستوائية بجنوب السودان.

وقد شارك في الحرب الاهلية بين شمال السودان وجنوبه في تسعينات القرن الماضي تحت لواء قوات الدفاع الشعبي.

وكانت الحكومة السودانية اسست هذه القوات شبه العسكرية للمدنيين المتطوعين، مطلع تسعينيات القرن الماضي لمساعدة الجيش السوداني في الحرب الاهلية ضد الحركة الشعبية لتحرير السودان (متمردون سابقون).

وكان خليل ابراهيم يشغل منصب وزير في حكومة ولاية شمال دارفور قبل حدوث الانشقاق الذي قاده حسن الترابي عن البشير في حزب المؤتمر الوطني الحاكم في السودان في 1999.

وقد انضم الى حزب الترابي الذي اسس حزب المؤتمر الشعبي المعارض.

الا انه اسس في 2003 العدل والمساواة التي عرفت بانها اكثر الحركات الدارفورية المتمردة تسليحا وكانت لاعبا رئيسيا في الايام الاولى من الصراع الذي اندلع في 2003 حينما رفع هو ومتمردون اخرون من غير العرب السلاح ضد الحكومة التي يهيمن عليها العرب في الخرطوم.

وهذه الحركة هاجمت الخرطوم في ايار/مايو 2008 في عملية اسفرت عن سقوط اكثر من مئتي قتيل لكن القوات الحكومية تصدت لها ما ادى الى اشتباكات عنيفة، ثم محاكمة عدد من المتمردين الذين صدرت عليهم عقوبات اعدام في وقت لاحق.

غير ان خليل لجأ لاحقا الى تشاد التي طردته في ايار/مايو 2010 بعد تقارب مفاجئ مع السودان، ثم انتقل الى ليبيا التي وفر له زعيمها معمر القذافي ملاذا.

وفي تموز/يوليو 2008 وقعت الحكومة السودانية وثيقة الدوحة للسلام مع حركة التحرير والعدل التحالف الذي يضم عددا من فصائل التمرد. لكن الحركات الكبرى بما فيها العدل والمساواة لم توقع الوثيقة.

ومنذ عودة إبراهيم بدأ صراع جديد على الحدود السودانية مع جنوب السودان في ولاية النيل الازرق ويدور الصراع بين الجيش السوداني والحركة الشعبية-شمال وهي حزب المعارضة الذي تحول الى مجموعة متمردة تقاتل ايضا في ولاية جنوب كردفان القريبة.

وقد اكد ابراهيم ان حركته تقاتل الى جانب هذه الحركة مشيرا الى تواجد لها في شرق السودان ايضا حيث انتهى تمرد مستمر منذ عقد ضد الخرطوم باتفاق سلام هش عام 2006.