بينما تواصل لجنة جامعة الدول العربية أعمالها في سوريا من أجل وضع حد للعنف المتفجر منذ منتصف آذار الماضي، حمّل خبراء ومعارضون سوريون النظام المسؤولية كاملة عن العنف، لاسيما تفجيرات دمشق الأخيرة وطالبوا بالتدخل الدولي لحماية الشعب مما وصفوه بquot;أعمال الإبادة من قبل نظام طائفيquot;.

المعارضة السورية إتهمت نظام الأسد بتدبير اعتداءات دمشق، ومحاولة إلصاق تهمة الإرهاب بالشعب

القاهرة: وفقاً للمعارض السوري في القاهرة مأمون الحمصي فإن نظام عائلة الأسد يتسم بالطائفية منذ توليه الحكم، مشيراً إلى أنه يتحالف مع دول وقوى شيعية طائفية، منها إيران ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، الزعيم الشيعي مقتدى الصدر، إضافة إلى حزب الله بقيادة حسن نصر الله، ضد الشعب السوري السني الأعزل.

وقال الحمصي لـquot;إيلافquot; إن النظام السوري يتعامل بوحشية منقطعة النظير مع الشعب السوري منذ اندلاع الثورة في منتصف شهر مارس الماضي، باستخدام الطائرات والدبابات والمدفعية الثقيلة فضلاً عن حملات الاعتقال والقتل باستخدام الشبيحة أو القتل تحت تأثير التعذيب، منوهاً بأن الأشهر العشرة الماضية شهدت سقوط أكثر من 12 ألف قتيل بينهم أطفال صغار ونساء.

إلصاق الإرهاب بالشعب

أضاف الحمصي أن النظام يقف وراء التفجيرات الأخيرة التي طالت مقرات أمنية في دمشق، من أجل إلصاق تهمة الإرهاب بالشعب السوري، وحتى يقول للعالم إنه يحارب ويقمع الإرهابيين وليس الثورة.

وأوضح أن المنشقين عن الجيش ليست في أيديهم أسلحة ثقيلة أو كميات كبيرة من المتفجرات تكفي للقيام بعمل كهذا، مشدداً على أنهم يدافعون عن الأعراض والنساء ضد هجمات الشبيحة، ولا يقدرون على القيام بتفجيرات السيارات.

وأكد أن النظام سوف يقوم بالمزيد من التفجيرات والأعمال الإرهابية من أجل نشر الفوضى والخوف في قلوب السوريين في الداخل، وإثارة الرعب في قلوب الغرب أيضاً لحمله على دعمه إلى أقصى درجة.

دلل الحمصي على أن النظام هو المسؤول عن تلك التفجيرات بالقول إنه ألصق التهمة تارة بتنظيم القاعدة، ثم ألصقها مرة أخرى بجماعة الإخوان المسلمين في سوريا، حيث اخترق موظف في قناة الدنيا التابعة للنظام موقع الإخوان الالكتروني ووضع عليه بيانا يعلن فيه مسؤوليتهم عن التفجير. وأشار الحمصي إلى أن النظام يحاول تدشين حرب طائفية في سوريا بهذه التفجيرات.

الجامعة العربية quot;إستديوquot;

وصف الحمصي الجامعة العربية بأنها quot;إستديوquot; لإعطاء نظام بشار الأسد الوقت الإضافي من أجل قمع الثورة والحفاظ عليها أطول فترة ممكنة، مشيراً إلى أنها عاجزة عن حماية الشعب السوري، ولم تتخذ موقفاً شجاعاً ضد النظام، رغم أن مندوب بشار لديها يوسف أحمد شتم قادة الدول العربية وأمينها العام نبيل العربي، لافتاً إلى أن دول مجلس التعاون الخليجي وحدها هي من تقف إلى جانب الشعب السوري ضد التحالف الذي يضم إيران ونظام الأسد العلوي وحزب الله الشيعي ونظام نوري المالكي ومقتدى الصدر، متهماً هذا التحالف بquot;إبادة الشعب السوريquot;.

قوة عسكرية

دعا الحمصي إلي ضرورة استخدام القوة العسكرية ضد quot;النظام الأسدي العلويquot;، لإيقاف الإبادة، مشيراً إلى أهمية أن تكون هذه القوة عربية، فإذا لم يكن هذا ممكناً، يجب تدخل المجتمع الدولي من أجل استخدام القوة على غرار ما حدث في ليبيا.

محاكمة المعارضة والنظام

حول ما يقال عن انقسام المعارضة السورية في الخارج، قال الحمصي إنه يدعو إلى محاكمة جميع رموز المعارضة في الداخل والخارج مع رموز نظام بشار الأسد بعد إسقاطه، مشيراً إلى أن المعارضة لم ترتق إلى مستوى آمال وتضحيات الشعب السوري.

وأضاف أن انقسام المعارضة لا يمنح النظام الدولي والعربي الحق في الصمت على جرائم الإبادة ضد الشعب السوري. ونبه الحمصي إلي أن الموقف الأميركي والأممي المتخاذل ساهم في قتل الآلاف من السوريين وانتهاك أعراض نسائهم، منوهاً بأنه منذ عودة السفير الأميركي إلى دمشق ارتفع معدل القتل يومياً، موضحاً أن القتل كان بنحو عشرة أشخاص، صار حالياً بالعشرات.

ووجه الحمصي لوماً شديداً للعالم قائلاً: كيف يحتفل العالم وأطفاله بأعياد الميلاد، وأطفال الشعب السوري يعذبون في أقبية السجون ويقتلون يومياً بالعشرات؟ معلناً عن اعتصام العشرات من أبناء الجالية السورية في مصر أمام مقر الأمم المتحدة في القاهرة، إحتجاجاً على قتل الأطفال وانتهاك أعراض النساء.

تفجيرات النظام

رفض الدكتور أسامة نور الدين الخبير في الشؤون العربية في مركز الحرية والعدالة للأبحاث والدراسات القول إن الثورة السورية تتحمل المسؤولية عن التفجيرات الأخيرة التي وقعت في دمشق، وقال لـquot;إيلافquot; إن السوريين حريصون منذ اندلاع ثورتهم على أن تكون سلمية وأن تظل كذلك، مشيراً إلى أن النظام السوري يقف وراء تلك التفجيرات وأعمال العنف، لتحقيق عدة أهداف منها: الحد من حركة المراقبين التابعين للجامعة العربية، ولفت أنظارهم عن أعمال العنف ضد الشعب السوري التي ارتكبها النظام على مدار عشرة أشهر، بالإضافة إلي إرسال رسائل إلى أميركا والغرب مفادها أن زواله يعني سقوط سوريا في أيدي القاعدة والإسلاميين المتشددين ما يضر بمصالح الغرب وإسرائيل، وأنه لا يواجه الشعب السوري، بل يحارب الإرهابيين.

وتوقع نور الدين أن يتوسع النظام السوري في هذه الأعمال من أجل تأصيل فكرة الأرهاب في نفوس السوريين في الداخل ودول الخليج والغرب.

فقد شرعيته

لكن جميع الأنظمة التي قامت بها ثورات، استخدمت هذه الخطة، منها زين العابدين بن على في تونس، وحسني مبارك في مصر، وعلي صالح في اليمن، فهل يستسلم المجتمع العربي والدولي لهذه الخدعة؟

يجيب نور الدين بالقول إن النظام السوري فقد شرعيته بالنسبة إلى المجتمعين العربي والدولي وما يحدث ما هو إلا محاولات يائسة لإطالة أمد بقائه في الحكم، لكن سقوطه صار مسألة وقت.

الشعب يحسم ثورته

أشار نور الدين إلى أن الوضع في سوريا معقد بعض الشيء وتتدخل فيه قوى إقليمية ودولية بثقلها، ومنها إيران وحزب الله والعراق، وتركيا، وأميركا أيضاً، وجميع هؤلاء يرون أن مصالحهم تلتقي في عدم سقوط النظام بشكل كلي، ولكن إعادة ترميمه أو إعادة إنتاجه مرة أخرى.

ولفت إلى أن هناك عدة عوامل أخرى تلعب لصالح بشار الأسد منها: انشغال العالم الغربي بالأزمة الاقتصادية، والانتخابات الرئاسية الأميركية، فضلاً عن انشغال الدول العربية ومنها مصر بثوراتها، وانشغال دول الخليج بمشاكلها الداخلية أو مشاكل البحرين واليمن أكثر، ومحاولتها عرقلة المد الثوري العربي إليها.

وأكد نور الدين أن الشعب السوري وحده هو من سيحسم ثورته لصالحه في النهاية، ويجبر جميع القوى على الساحة العربية أو الدولية على الإنحياز إليه.