بيروت: بعد عشرة أعوام من توحيد شطري ألمانياrlm;، تهدد الملفات السرية التي وضعها جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية quot;ستاسيquot;rlm;، بفتح الجراح القديمة بين غرب ألمانيا وشرقهاrlm;.rlm; وتنتظر برلين من بريطانيا تسليمها جزءاً من الملفات التي بحوزتها من أجل استكمال الملف وتسمية الأمور بمسمياتها.

رفضت بريطانيا تسليم ملفاتها لألمانيا ما جعلها متهمة بـ quot;ايواء الشيوعيينquot;، وتصر على رغبتها بعدم كشف أسماء الجواسيس البريطانيين الذين عملوا لحساب وكالة الاستخبارات الألمانية الشرقية السرية خلال الحرب الباردة.

وتحتوي الملفات المخزنة على مجموعة من الصور الغامضة quot;الميكروفيلمquot;، والمعروفة باسم سجلات quot;روزوودquot;، وتتضمن 28 ألف ملف عن معلومات أساسية عن العاملين في جهاز المخابرات الخارجية التابع للجمهورية الديمقراطية الألمانية السابقة.

تم الحصول على سجلات وكالة الاستخبارات المركزية في ظروف غامضة بعد وقت قصير من سقوط جدار برلين، وعمل العملاء الأميركيون على تحليل البيانات قبل توزيع الأجزاء ذات الصلة، للبلدان التي كانوا نشطين فيها.

أعطي جزء من الملفات المتعلقة بنشاط quot;ستاسيquot; في المملكة المتحدة لجهاز الاستخبارات البريطياني MI5 من قبل الاميركيين في التسعينات، واليوم تريد ألمانيا استعادة هذه الملفات مرة أخرى لإضافتها إلى أرشيفها الواسع في وزارة أمن الدولة المعروفة باسم quot;ستاسيquot;.

ورأت صحيفة الـ quot;غارديانquot; أنه في حال تمت إعادة الملفات إلى ألمانيا، ستصبح المعلومات متاحة ومتوفرة بين ايدي الباحثين والمؤرخين، الأمر الذي يعني ان البريطانيين الذين عملوا كجواسيس لصالح الستاسي والمتعاطفين معها ستكشف هوياتاهم علناً للمرة الأولى في التاريخ.

تملك ألمانيا جزءاً من الملفات التابعة لسجلات quot;روزوودquot; وتحديداً تلك المتعلقة بنشاط التجسس في ألمانيا الغربية سابقاً، على الرغم من أن حكومات النرويج والدنمارك والسويد أعلنت في الآونة الاخيرة عن استعدادها تسليم ملفات quot;روزوودquot; التي حصلت عليها من قبل وكالة الاستخبارات المركزية منذ أكثر من 10 أعوام.

منذ أن تسلمت برلين معلومات عن الجواسيس لصالح quot;ستاسيquot; في المانيا الغربية عام 2003، تم الكشف عن عدد من الشخصيات العامة والمتعاونين، وآخرهم كاهن كان يتجسس على جوزيف راتزينغر، الذي أصبح الآن البابا بنديكتوس السادس عشر.

ونقلت الصحيفة عن هيلموت مولر انبيرغز، أحد الخبراء العالميين في مجال الدراسات حول جهاز مخابرات ألمانيا الشرقية quot;ستاسيquot;rlm;rlm; قوله: quot;اننا بحاجة الى الوصول الى هذه الملفات البريطانية من أجل فهم الحرب الباردة التي خاضتها عناصر الاستخبارات السرية في جميع أنحاء العالمquot;.

يطالب انبيرغز أن تقوم بريطانيا بإرجاع ملفات روزوود إلى الأرشيف الستازي في برلين، مضيفاً: quot;بالنظر إلى أن بريطانيا لطالما كانت تعتبر دولة من الطراز العالمي في جمع المعلومات الاستخبارية، فمن المهم بالنسبة لنا خصوصاً أن نفهم كيف كان جهاز أمن الدولة قادراً على العمل في المملكة المتحدة.quot;

quot;المملكة المتحدة ليست دولة معروفة بإيواء الشيوعيين، فلماذا ترفض بريطانيا أن تكشف عن هويات الذين كانوا يعملون لحساب النظام الشيوعي؟quot;، يتساءل انبيرغز.

من جهته، قال رولاند يان، المفوض الاتحادي لأرشيف ستاسي: quot;هذه السجلات يمكن أن توفر عنصراً مكملاً هاماً لتلك الملفات التي بحوزتنا، وبالتالي يمكن أن تساهم في إعادة تقييم دور أمن الدولة الألمانية الشرقية في أوروباquot;quot;.

تشمل محفوظات ستاسي ملفات تغطي 69 ميلاً (111 كلم)، و1.4 مليون صورة فوتوغرافية، و34 الف من مقاطع الفيديو المصورة والتسجيلات الصوتية. لكن ملفات quot;روزوودquot; تعتبر مهمة بسبب التدمير المنهجي والمتعمد لمعظم السجلات المتعلقة بأحد أجهزة ستاسي المسماة بـ (HVA) ، الذي كان مسؤولاً عن تشغيل شبكة واسعة من الجواسيس في الغرب.

وافقت لجنة رفيعة المستوى عندما سقط جدار برلين في تشرين الثاني 1989، على تدمير كل المحفوظات التي تتعلق بهذه الملفات، وهو قرار وصف مؤخراً بأنه quot;احد أسوأ القرارات التي اتخذت خلال اعادة توحيد ألمانياquot;.

وقال هربرت زيهم، نائب رئيس شعبة الكشف/ المعلومات في معهد ارشيف ستاتسي في برلين، إنه سيكون quot;جميلاًquot; لو أن بريطانيا ستعيد حصتها من الملفات، quot;إذ سنكون قادرين على معرفة الذين كانوا يتجسسون لصالح جهاز أمن الدولة في بريطانياquot;.

من جهته، اعتبر توماس فاغنر فريس، أستاذ مشارك في مركز دراسات الحرب الباردة في جامعة جنوب الدنمارك، أن إعادة الملفات لألمانيا تهدف إلى الشفافية لا الفضح، مشيراً إلى أنها quot; ليست مجرد مسألة فضح أسماء وهويات، الأهم من ذلك هو القدرة على فهم كيفية عمل وكالات الاستخبارات على مستوى العمليات خلال الحرب الباردة، وسوف تسمح لنا بتعلم الدروس من أجل المستقبلquot;.