دارت صدامات بين الشرطة الجزائرية ومتظاهرين السبت في وسط العاصمة إثر تمكن حوالى 500 شخص من التجمع في ساحة الوئام المدني للمشاركة في تظاهرة محظورة تطالب بتغيير النظام ويبدو أنها تحاكي الانتفاضات التي أطاحت بكل من الرئيس التونسي والمصري.


صدامات سابقة بين الشرطة ومحتجّين في الجزائر

الجزائر: دارت صدامات بين الشرطة الجزائرية ومتظاهرين السبت في وسط العاصمة اثر تمكن حوالى 500 شخص من التجمع في ساحة الوئام المدني للمشاركة في تظاهرة محظورة تطالب بتغيير النظام، بحسب مراسلي وكالة فرانس برس وشهود اكدوا ان الشرطة اعتقلت عددا من المتظاهرين.

وافاد مراسل وكالة فرانس برس ان المواجهات اندلعت في ساحة الوئام المدني وان الشرطة اعتقلت شخصين على الاقل احدهما النائب في المجلس الشعبي الوطني (البرلمان) عن حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية عثمان معزوز.

واكد رئيس الحزب سعيد سعدي اعتقال النائب معزوز، مضيفا ان quot;الرئيس الشرفي للرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الانسان المحامي علي يحيى عبد النور (90 سنة) تعرض لسوء المعاملة من طرف الشرطةquot;.

وافاد مراسل فرانس برس أن حوالى 20 شابا يحملون صور الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وصلوا الى ساحة الوئام المدني مردّدين شعار quot;بوتفليقة ليس حسني مباركquot; الرئيس المصري الذي تنحى من منصبه الجمعة بعد تظاهرات حاشدة استمرت 18 يوما.

ونشرت تعزيزات كبيرة للشرطة الجمعة في الجزائر تمهيدا لتظاهرات للمطالبة quot;بتغيير النظامquot;، دعت اليها التنسيقية الوطنية من اجل الديمقراطية والتغيير وقد يشكل رحيل الرئيس المصري حسني مبارك حدثا مشجعا لها.

وتبدأ المسيرات والتجمعات المقررة في جميع أنحاء البلاد في الساعة 11,00 (10,00 تغ) من اليوم السبت.

وفي العاصمة الجزائرية، نشرت قوات أمنية كبيرة -- قدرت الصحف عديدها بما بين 25 وثلاثين الف رجل -- بشكل واضح منذ الجمعة.

وتم تعزيز حواجز الشرطة التي نشرت عند مداخل العاصمة منذ العمليات الانتحارية التي وقعت بين نيسان/ابريل وكانون الاول/ديسمبر 2007 واعلن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي مسؤوليته عنها.

وكان العديد من الأشخاص جرحوا واعتقل عشرة في العاصمة عندما خرجوا في مسيرة عفوية ابتهاجا بتنحي مبارك الجمعة امام مقرّ التّجمع من اجل الثقافة والديمقراطية المعارض.

وأحدثت استقالة مبارك ومن قبله الإطاحة بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي الشهر الماضي دويا في العالم العربي ودفعت الكثيرين الى ان يتساءلوا عن الدولة التي قد يأتي عليها الدور في منطقة ينتشر فيها خليط قابل للاشتعال من الحكم السلطوي والغضب الشعبي.

وقد يكون لاضطرابات واسعة في الجزائر آثارها على الاقتصاد العالمي لأنها مصدر مهم للنفط والغاز لكن محللين كثيرين يقولون إن انتفاضة على غرار ما حدث في مصر غير مرجحة لان الحكومة يمكنها ان تستخدم ثروتها من الطاقة لتهدئة معظم الشكاوى.
ولم تحصل مسيرة العاصمة على ترخيص بموجب حظر مطبق منذ 2001. الا ان المتظاهرين سيتجمعون اعتبارا من الساعة 11,00 في ميدان موريتانيا على بعد اقل من كيلومتر عن ساحة الوئام المدني (اول مايو سابقا) ليتوجهوا الى ساحة الشهداء على سفح القصبة وعند مدخل باب الواد.

وقد انتشرت آليات لوحدة مكافحة الشغب في حين يسير شرطيون في الازقة القريبة من الموقع.

وفي وهران التي تبعد 430 كلم عن العاصمة، رفضت الولاية منح ترخيص للمسيرة.
لكن التنسيقية دعت مع ذلك الى تجمع في ساحة الاول من نوفمبر امام البلدية، في منشورات وزعتها الخميس في هذه المدينة الكبيرة في الغرب الجزائري.

وتنوي مدن اخرى الاستجابة لدعوة التنسيقية، من بينها على الساحل الشرقي بومرداس وبجاية ثم في جنوب شرق العاصمة تيزي وزو كبرى مدن منطقة القبائل وغربا تيبازة.

وفي كبرى مدن الشرق الجزائرية عنابة، صادرت قوات الامن منشورات تدعو الى التظاهر، اعتبرها مصدر امني تهديدا لسلامة الممتلكات والاشخاص.

وتطلق هذه الدعوات عبر التنسيقية الوطنية للتغيير والديمقراطية التي تضم احزابا معارضة وجمعيات من المجتمع المدني ونقابات غير رسمية.

وقد تأسست في 12 كانون الثاني/يناير في اوج الصدامات التي ادت الى سقوط خمسة قتلى واكثر من 800 جريح.

وتدعو التنسيقية الى quot;تغيير النظامquot; في مواجهة quot;الفراغ السياسيquot; الذي يهدد المجتمع الجزائري quot;بالتفككquot;، على حد قولها.