وقع المشاهدون في تشيلي وحول العالم ضحية خدعة، لجأت اليها السلطات التشيلية أثناء عملية إنقاذ عمال المناجم المحاصرين عندما لجات الى بث اشرطة فيديو مسجلة في وقت سابق بدلا من النقل الحي.


تمكنت السلطات التشيلية في عملية إعلامية ذكية من التستر على حقيقة ان كبسولة الانقاذ التي استُخدمت لانتشال عمال المناجم المحاصرين على عمق 700 متر تحت الأرض خرجت عن مسارها وان انهيارا صخريا قطع احد الاسلاك بين السطح والكبسولة.

وبسبب هذه الحوادث الطارئة قُطع البث المباشر لعملية انقاذ العمال وأُعيد بث اشرطة فيديو مسجلة في وقت سابق بدلا من النقل الحي الى حين اجراء التصليحات اللازمة على وجه السرعة اثناء الساعات الاثنتي وعشرين التي استغرقها انقاذ الثلاثة وثلاثين عاملا من بداية العملية في 12 تشرين الأول/اكتوبر الماضي.

هذه المعلومات غير المعروفة من قبل كشفها كتاب جديد يروي قصة العمال الذين دُفنوا في منجم سان خوسيه لاستخراج الذهب والنحاس في صحراء اتاكاما شمالي تشيلي.

وبحسب جونثان فرانكلين مؤلف الكتاب الذي اطلع على جوانب خاصة من عملية الانقاذ لم تتمكن غالبية وسائل الاعلام من الوصول اليها فان مليار مشاهد في انحاء العالم كانوا ضحية خدعة. ولم يدركوا ان الصورة التي تظهر فيها فرق الانقاذ تنفذ عملية ناجحة بكل معنى الكلمة ، كانت تسجيلا سابقا من أجل التستر على فصل دراماتيكي محفوف بالمخاطر حتى ان الحكومة التشيلية لم تسمح للعالم برؤية وقائعه.

ويلقي الكتاب الضوء على الدور الذي قام به الرئيس التشيلي سبستيان بنيرا الذي كان على سطح المنجم وأول من استقبل العمال لدى خروجهم من كبسولة الانقاذ الى الهواء الطلق بعد اكثر من تسعة اسابيع في باطن الأرض. ولكن الرئيس اراد ان يكون اول رجل ينزل بالقفص المعدني للانضمام الى العمال تحت الأرض لأنه كان quot;مهجوساquot; بفكرة التعهد شخصيا بضمان سلامتهم.

ويكتب المؤلف فرنكلين ان مساعدي الرئيس الأمنيين كادوا يصابون بهستيريا لا سيما وانهم عرفوا ان الرئيس جاد في قراره النزول الى العمال وكذلك سيسيليا موريل ، سيدة تشيلي الاولى. وحين رأت موريل تقاسيم وجه زوجها قالت له ان يصرف النظر عن خطته وأن يطرد الفكرة من رأسه فورا. وامتثل الرئيس بنيرا على مضض لأوامر زوجته.

وذات مرة اثناء عملية الانقاذ حدثت مشادة بين ضباط البحرية الذين كانوا يشرفون على انتشال العمال ومسؤول محلي أُنزل للمساعدة لكنه أُعيد بسرعة الى السطح بعد التهديد باستخدام القوة. ويكتب المؤلف فرانكلين انه بفضل تقطيع شريط الفيديو بذكاء اثتاء بث عملية الانقاذ لم ير العالم ثانية واحدة من الدراما.

كما يتناول الكتاب قصة الأيام السبعة عشر الأولى التي تحملها العمال المحاصرون بعد انهيار المنجم قبل الاتصال بالسطح. ويقول المؤلف ان العمّال فكروا في اللجوء الى أكل لحم بعضهم بعضا خلال تلك الفترة من تقنين ما لديهم من غذاء قليل.

وفي وقت لاحق بعد مد انابيب اتصال بالعمال طلبوا إنزال دمى جنسية وواقيات ذكرية ولكن الفريق الطبي الذي كان على السطح منع ذلك.

كما يذهب المؤلف فرانكلين الى ان كميات صغيرة من المخدرات وتحديدا الماريجوانا ، هُربت الى بعض العمال داخل رسائل.