اعتقلت السلطات المصرية الشاب أحمد صلاح في 25 يناير الماضي، بعد تهشيم أنفه، ثم أطلقت سراحه بعد ثلاثة أيام ليواصل تظاهره مع أقرانه من شباب الثورة باتجاه التغيير المنشود، كما قال، فمن هو أحمد صلاح؟ ولماذا ما زالت هناك دعوات للتظاهر يوم غد الجمعة في ساحة التحرير رغم إسقاط النظام؟ وغيرها من التساؤلات أجاب عنها أحمد في لقاء مع quot;إيلافquot;.


القاهرة:عندما اعتقلت قوات الأمن المصرية أحمد صلاح عند انطلاق الثورة المصرية في 25 كانون الثاني يناير، هشمت أنفه وبعد أيام أطلق سراحه ليعود إلى رفاقه، ويكمل ثورته. أحمد صلاح تحدث لـquot;إيلافquot; عن هذه التجربة.

كان أحمد عضو لجنة تنسيقية في حركة كفاية، ثم تسلم منصب منسق شباب من أجل التغيير التي كانت الحركة الشبابية الوحيدة في 2005- 2006، لكنه اليوم كما يقول quot;مستقلquot;، مشيراً إلى أنه quot;نظّم الخطة يوم 25 يناير في إنشاء بؤر ساخنة متعددة في كل مدينة وحي ومنطقة من أنحاء مصر في وقت مبكر عن الوقت المعلن للتظاهرات لبدء مسيرات من المناطق الشعبية إلى المناطق المستهدفةquot;، وأضاف quot;الحمد لله نجحت خطتنا كما رأيتم، فهي ما جعلت عددا كبيرا من الناس يتظاهر في 25 ينايرquot;.

ويشير أحمد إلى quot;أنه عندما نظمنا المسيرات والتظاهرات في الأماكن الشعبية إنضم إلينا الكثيرون، وساعد في ذلك أن التظاهرة كان معلنا عنها في الإنترنت وبعض وسائل الاعلام، وفي الواقع انه بعد ما حصل في تونس كانت الإستجابة رائعة وعالية، وما كان مستحيلا، بات ممكناquot;.

وعن ظروف القبض عليه قال أحمد quot;ليل الثلاثاء 25 يناير قبض عليّ وتم تهشيم أنفي وبعد 3 أيام تم إطلاق سراحي، وشاركت في تظاهرات يوم السبت 29 يناير، ولا نزال منذ ذلك الوقت في تظاهرات وإجتماعات وتحضيرات وعمليات حشدquot;.

التحركات متواصلة

يواصل الشباب تحركاتهم، ويقول أحمد وزملاؤه أكملوا تحضيراتهم للأيام المقبلة quot;نحن الآن نحاول بناء تمثيل جغرافي حقيقي بشكل ديمقراطي بحيث إن كل منطقة وبلدة وحي في مصر تكوّن لجنة أو مجموعة تبدأ تسجيل بيانات المتظاهرين، وبعد فترة من فتح باب التسجيل نجري إنتخابات لتعيين مندوب لكل لجنة، وهذا المندوب يتحدث باسم الأعضاء ويقوم بالتنسيق مع باقي المجموعات، ثم في الخطوة التالية سنعتبره برلمانًا شعبيا حقيقيا يقوم بالتصويت على القرارات المهمة وعلى مطالبنا وحاجاتنا الاساسية ويقوم بالبت فيهاquot;.

لكن أحمد يحذر من استغلال الثورة quot;نحن نريد التعبير عن الشارع، لأن كل ما يحصل الآن بعيد جداً عن الشارع، فالذين يتفاوضون باسم الناس لا يمثلون الناس ويحاولون استغلال الثورة مع أنهم لم يقدموا شيئاً لها، فالناس هم من تظاهروا وهناك شهداء وجرحى منهمquot;.

وأضاف quot;نحاول ان نخلق آلية ديمقراطية بكل الطرق، وليس بأيدينا أن ننظم إنتخابات بالبطاقة الإنتخابية لأن هذا بيد الدولة، لكن ما نستطيع فعله هو البدء بإعداد لجان في كل المناطق والأحياء لتسجيل الناشطين الحقيقيين المستقلين الذين كانوا في الشارع، لتنعقد انتخابات حقيقية ديمقراطية وهذا ما سنفعلهquot;.

وحول رأيه في الأحزاب المصرية ومنظمات المجتمع المدني قال quot;معظمها لم يكن موجوداً في الفترة الأخيرة وليس لها دور حقيقي ودورها اقتصر على الإعلام، لكن هناك البعض الآخر الذي كان يتولى الدفاع عن المعتقلين وإثبات إنتهاكات حقوق الإنسان وقاموا بمجهود رائع، فهناك من قام بعمل عظيم ومنها لم يكن مرئياًquot;.

وأشار أحمد صلاح إلى أن quot;بعض الناشطين كان يأتي إلى ساحة التحرير ليتحدث أمام الكاميرا ويمشي، وهناك محمد البرادعي الذي تعرض للإنتقاد بسبب هذا الأمر، لكن رأيي الشخصي ان البرادعي ليس من هذا النوع، لكنه ليس رجل ثورات فهو رجل إداري محترمquot;.

وحول من سيمثله في الفترة القادمة رد صلاح سريعا quot;الشعبquot;.

مسيرة الجمعة إحتفالاً بالنصر

مع تحقق مطالب الثورة المصرية، يبرز السؤال حول السبب الذي دفع إلى قيام تظاهرة غداً الجمعة، وعنها يقول أحمد quot;سيكون هناك تجمع كبير بعد صلاة الجمعة للإحتفال بنجاح الثورة، ثم للدعوة إلى مطالب الثورة ما عدا المطلب الأول وهو إقصاء الرئيس المخلوع لأنه تحققquot;.

وأكد أحمد أن quot;المطلب الشعبي هو تغيير الدستور وليس تعديله حتى تصبح مصر جمهورية برلمانية تتمتع بالحريات العامة، والوضع الديمقراطي حتى تصبح مصر دولة مؤسسات، ورغم حل البرلمان ومجلس الشورى إلا ان المجالس المحلية لا تزال موجودة وهي في منتهى الفساد، وهو ما قال عنه زكريا عزمي وهو من أكثر المقربين للرئيس السابق حسني مبارك quot;ان فساد المحليات للركبquot; وهو ما يعني ان الواحد يغرق. وفعلياً لم يتم المساس بالمحليات، كما ان الوزارات لا يزال على رأسها أشخاص غير مقبولين شعبياً والمشكلة أنهم من الممكن أن يدخلوا أشخاصا من المعارضة في الوزارة بمعنى انه سيتم شراء المعارضين بالمناصب حتى ُيقال ان مجلس الوزراء فيه العديد من الأطياف، لكن الأمر ككل غير مقبول ونحن نريد حكومة تكنوقراط يرأسها أحد القضاة المشهود لهم بالأمانة والحسم وحسن الإدارة حتى نتمكن من مقاومة الفساد ونطرح التعديلات المطلوبة ووضعها قيد التنفيذquot;.

إلغاء قانون الطوارئ

ومن بين الثغرات التي يدعو المصريون إلى تغييرها وإلغائها يبيّن صلاح quot;ان قانون الطوارئ لا يزال مستمرا، والمعتقلون لا يزالون معتقلين ويتم تعذيبهم، وحتى في ما يتعلق بالجيش المصري هناك روايات على الإنترنت وشهادات من أشخاص عن قيامهم بعمليات خطف وتعذيبquot;.

ومن وجهة نظر صلاح quot;الفترة القادمة هي فترة إنتقالية تثير المخاوف، والمسار الذي دخلت فيه مسار مختلف عن المطالب الشعبية، ولا نفهم لماذا لا يسير الجيش في المسار الصحيح إلا اذا كان لديهم أغراض أخرىquot;.

وحول المسار الصحيح الذي يجب ان يبدأ الآن تساءل quot;لماذا يتم الآن طرح تعديل الدستور بل تغييره، وهذا لن يأخذ وقتاً لأن الدساتير البديلة موجودة، ولا تحتاج إلا الى مراجعة بسيطة ثم يتم طرحها على الإستفتاء العام، وهناك اتفاق على الأساسيات ونؤكد على العدالة والحفاظ على الحريات وهي أمور متفق عليها وبالنسبة للوضع الإقتصادي ليس هناك أي خلافquot;.