القاهرة: احتلت خطبة الجمعة التي القاها رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ يوسف القرضاوي الصفحات الاولى للصحف الصادرة صباح السبت في مصر، في جو من الارتياح القته هذه الخطبة الاولى للقرضاوي في بلده منذ 30 عاما، لاسيما لخلوها مما كان يتردد عن وجود محاولات ترمي الى quot;أسلمةquot; الثورة المصرية.

فقد انتقدت صحيفة quot;المصري اليومquot; المستقلة، تحت عنوان quot;القرضاوي في احدى اعظم خطب العصر الحديث يؤكد استمرار الثورةquot;، quot;من يقارن بين عودة القرضاوي إلى مصر بعد الثورة ضد نظام (الرئيس السابق حسني) مبارك وعودة (اية الله) الخميني من باريس إلى إيران بعد الثورة ضد نظام الشاهquot;.

وقالت الصحيفة quot;عاد الخميني ليحكم ويقيم دولة دينية، ولكن القرضاوي عاد ليعبر عن ثورة الشعب المصري بمسلميه ومسيحييه من أجل إقامة دولة مدنيةquot;.

وابدى جورج اسحق المنسق العام لحركة كفاية لوكالة فرانس برس السبت quot;الاعجاب الشديدquot; بخطبة القرضاوي.

وقال quot;انه خطاب قومي مصري، وليس فيه اي اشارات بأنه يقود الثورة، او ان الثورة اسلامية، بل هي تجمع كل ابناء الامةquot;.

وحيا ما جاء في الخطبة من اشارة الى quot;شهداء المسيحية تاريخيا في مصرquot;.

وتحت عنوان quot;ترحيب واسع بعودة القرضاوي بعد 30 عاماquot; كتبت صحيفة الاهرام الحكومية quot;لاول مرة بعد غياب دام ثلاثين عاما عن ساحة الخطابة في مصر عاد الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي ليؤم صلاة الجمعة (...) وسط ترحيب شديد وهتافاتquot;.

وكتب المدون وائل غنيم على صفحة كلنا سعيد على موقع فيسبوك quot;اروع ما في خطبة الشيخ القرضاوي قوله +لن أقول أيها المسلمون بل سأقول أيها المسلمون وأيها الأقباط لأن كلنا مصريون ووجه الخطبة كاملة لكل المصريين+quot;.

ولم يشر القرضاوي في خطبة صلاة الجمعة في ميدان التحرير الذي احتشد فيه quot;ملايين المصريينquot; بحسب الصحافة المصرية، الى اي بعد اسلامي quot;لثورة 25 ينايرquot;، بل رحب quot;بانصهار المسلمين والمسيحيين والراديكاليين والمحافظين واليمينيين واليساريين (...) في بوتقة واحدة لتحرير مصر من الظلم والطاغوتquot;.

وتطرق القرضاوي في خطبته الى التحركات الاحتجاجية التي يشهدها العالم العربي، قائلا للحكام العرب quot;لا تكابروا، لا تناطحوا المريخ ولا تقفوا امام التاريخ وامام شعوبكمquot;.

وحملت الخطبة نداءات الى القوات المسلحة المصرية، وايضا الى الشعب المصري وشبابه.

فطالب القرضاوي الجيش باقالة حكومة احمد شفيق التي عينها مبارك، وتعيين حكومة quot;جديدة مدنية من الشرفاء أبناء الوطنquot;، والى الإفراج عن كافة المعتقلين السياسيين.

والتقى القرضاوي بذلك مع مطالب quot;ائتلاف شباب ثورة 25 ينايرquot; الذي اشار في وقت سابق الى المطالب التي لم تحقق بعد وهي quot;الغاء قانون الطوارىء والافراج عن المعتقلين السياسيين، واطلاق الحريات العامة (...) وتشكيل حكومة انقاذ وطني من التكنوقراط، والغاء دستور العام 71quot;.

وليل الجمعة، افرجت السلطات المصرية فعلا عن 239 موقوفا سياسيا، على ما نقلت وكالة انباء الشرق الاوسط الرسمية.

ونادى القرضاوي بفتح معبر رفح مع قطاع غزة. وفي وقت لاحق اعلنت السلطات المصرية فتح المعبر امام الفلسطينيين الراغبين في العودة الى القطاع وليس امام الراغبين في دخول مصر، في ما قد يبدو انعكاسا للتأثير الذي يحظى به القرضاوي.

من جهة اخرى، طالب القرضاوي quot;ابناء مصر من العمال والفلاحين الذين ظلموا كثيراquot; بالكف عن التحركات المطلبية في هذه المرحلة والعودة الى العمل.

وقال quot;انادي كل من عطل العمل واضرب او اعتصم ان يؤدي لهذه الثورة بالعملquot; لأن quot;الاقتصاد المصري يتأثر ولا يجوز ان نكون سببا في الاضرار باقتصاد مصرquot; داعيا الى quot;الصبر قليلا (...) حتى تسير مصر في مرحلة البناءquot;.

وتماهى القرضاوي في ذلك مع دعوة المجلس الاعلى للقوات المسلحة بالكف عن الاضرابات التي اعتبر ان نتائجها ستكون quot;كارثيةquot; على الاقتصاد المصري.

وكان المجلس الاعلى للقوات المسلحة حذر من quot;قيام بعض الفئات بتفضيل مطالبها الفئوية وتنظيم الوقفات والاحتجاجات التى تسبب تعطيل المصالح وايقاف عجلة الانتاج وخلق ظروف اقتصادية حرجة مما يؤدى الى تدهو اقتصاد البلادquot;.

كما وجه الشيخ القرضاوي الشكر الى الجيش المصري، مشيرا الى ان quot;الجميع كان متأكدا ومؤمنا بان رجال القوات المسلحة البواسل لن يضحوا بالشعب من اجل شخص ولم ولن يستخدموا القوة ضد افراد الشعب ... وأن الجيش ليس بديلا عن الشرعية التي يرتضيها الشعبquot;.

ويحظى الجيش المصري باحترام وتعاطف كبير في الشارع لا سيما بعدما ابدى خلال التظاهرات الاحتجاجية قدرا كبيرا من الانضباط واستيعاب المتظاهرين، بخلاف الشرطة التي تتعرض لاتهامات بالفساد ومعاملة المواطنين بعنف.

واشاد القرضاوي ايضا بالمستشار طارق البشري رئيس لجنة تعديل الدستور التي شكلها المجلس الاعلى للقوات المسلحة، وهو رئيس سابق لمجلس الدولة يحظي بالتقدير في مصر ومعروف عنه نزاهته واستقامته الا انه ذو توجهات فكرية اسلامية.