أكد الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد مشاركة الحزب فيكل الانتخابات التي ستشهدها مصر في المستقبل. وفي حديث مع إيلاف، رحّب نور بالتعديل الوزاري الذي شهدته الحكومة الانتقالية أخيرًا، وأوضح أن حزبه لن يشارك في أي حكومة إلا من خلال الانتخابات، معتقدًا أن أي رئيسمقبل لن يكون في استبداد مبارك.


ايمن نور خلال حديثه مع إيلاف

توقع المعارض المصري أيمن نور أن يحصل حزبه على نسبة مرتفعة من أصوات الناخبين في الانتخابات البرلمانية المقبلة.

وقال الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد ووصيف الرئيس السابق حسني مبارك في الانتخابات الرئاسية الماضية إن أي رئيس مقبل لمصر لن يكون في استبداد الرئيس المخلوع، مرجعًا ذلك إلى كون ما حدث في 25 كانون الثاني- يناير سيظل معادلة في الحياة السياسية.

وأوضح نور في حوار مع quot;إيلافquot; أن حزبه سيشارك في كل الانتخابات المقبلة، مطالبًا بضرورة أن تكون هناك ضمانات لإجراء انتخابات نزيهة.

في ما يلي نص الحوار:

*كيف ترى التشكيل الحكومي الجديد بعدما أدخل تعديل على أكثر من ثلث أعضاء الحكومة؟

**تغيير عدد كبير من الوجوه في وزارة الدكتور شفيق كان أمرًا حتميًا، لأنها كانت وزارة حزب وطني، والحزب الوطني لم يعد له وجود في الحياة السياسية في مصر.لذا كان لابد أن تزال آثاره كافةمن الحكومة، وأن تُقال قيادته، ورحّبنا بانضمام وجوه معارضة إلى الحكومة، وهو أمر إيجابي للغاية، حيث يعطي مؤشرًا لفكرة تداول السلطة التي ننادي بها، ويعطي مزيدًا من الثقة والأمل في الحوار خلال المرحلة المقبلة.

*لكن حزب الغد الذي تترأسه لم يدرج أي من أعضائه ضمن التشكيل؟

**حزب الغد لديه مبدأ، وهو أنه لن يشارك في الحكومة إلا من خلال الانتخابات، أي لن يأتي إلا بإرادة الشعب. لذا نرفض المشاركة في أي حكومة انتقالية ليست بالانتخابات، مع كامل احترامنا للمجلس العسكري المجلس العسكري الذي شكلّها، لأن هدف الحزب هو إقامة دولة مدنية، تكون المرجعية فيها إلى الدستور، وتحترم حقوق الإنسان، واعتقد أننا قادرون على تنفيذ ذلك من خلال الحوار المجتمعي مع القوى الوطنية كافة.

*ثمة مخاوف من سيطرة التيار الديني ممثلاً في جماعة الأخوان المسلمين، لاسيما بعدما ضمّت لجنة تعديل الدستور أحد قياداتها ومرجعية رئيسها الإسلامية. كيف تعلق؟

**لن أقول إنه لا توجد لدينا مخاوف. بالطبع هناك مخاوف، ولكنها مخاوف محدودة، وليست من اللجنة فحسب، وإنما من أكثر من جهة. أما بالنسبة إلى اللجنة فرئيسها المستشار طارق البشري مفكر وباحث ومؤرخ وذو مرجعية إسلامية، وأعتقد أن اختيارهجرى بعيدًا عن مرجعيته الإسلامية. أما صبحي صالح المحامي فهو عضو تنظيمي في جماعة الأخوان المسلمين، وهو أمر لا توجد فيه مشكلة لأن هناك تمثيلاً للتيار الليبرالي في اللجنة من خلال الدكتور عاطف البنا، لذا أعتقد أن اللجنة في تشكيلها لجنة متوازنة، لكنني أرفض المهام المكفلة بها لأن فيها إخلال لمكاسب الثورة.

*كيف؟

**اللجنة كلفت بإجراء التعديلات الدستورية التي كانت قد حددت سلفًا في عهد مبارك، لذا كان من الأفضل والأجدر أن تقوم اللجنة بكتابة إعلان دستوري، ليتم بعد ذلك تشكيل لجنة لكتابة دستور جديد للبلاد، وتكون هذه اللجنة منتخبة، لأن الدستور الحالي كتبت شهادة وفاته يوم تعطيله.

*ما رأيك في الحديث عن تعديلات دستورية تحوّل مصر من دولة رئاسية إلى دولة برلمانية؟

**الحديث عن إقامة دولة برلمانية في مصر من اللجنة الحالية عبث دستوري وغشّ سياسي لأن الدستور المصري بشكله الحالي لا يمكن من خلاله تحقيق ذلك، حيث تصل الصلاحيات الممنوحة للرئيس فيه إلى 36 صلاحية. لذا فإن تحويل مصر من دولة رئاسية إلى دولة برلمانية يحتاج وضع دستور جديد.

*هل تعتقد أن مؤسسات الدولة قادرة على القيام بمهامها على الوجه الكامل من دون التدخل من قبل مؤسسة الرئاسة وغيرها من الجهات السيادية؟

**مشكلة الرئيس المخلوع مبارك الكبرى هي أنه كان رجلاً توسعيًا للغاية، حيث قام بتقزيم كل مؤسسات الدولة لمصلحة مؤسسة الرئاسة بما فيها الحكومة والبرلمان لتصبح كل المؤسسات خاضعة له، وحالة مبارك غير قابلة للتكرار مطلقا.

*لماذا ؟

**لأن ما حدث في يوم 25 كانون الثاني- يناير سيظل معادلة تاريخية في الحياة السياسية المصرية، حيث يعلم كل رئيس جيدًا قوة الشعب. لذا لن يكون هناك رئيس أسوأ من مبارك أو في نصف استبداده وظلمه.

*ما هي مطالب حزب الغد من المجلس العسكري في المرحلة الحالية؟

**لابد من وضع سياج من الضمانات الدستورية لضمان نزاهة وشفافية، أي انتخابات، سواء برلمانية أو رئاسية، وتحقيق عملية الانتقال السلمي للسلطة، بحيث يتم تسليمها إلى حكومة منتخبة من الشعب.

*هل سيخوض الحزب انتخابات مجلس الشعب؟

**هذا الموضوع مرتبط بالضمانات التي سيتم توفيرها لضمان نزاهة الانتخابات، لأننا اكتفينا من الانتخابات المزورة، حيث كنا نشاهد التزوير أمامنا، ولا أحد يستطيع إيقافه. وفي حال تحقيق الضمانات، هناك وجهتان للنظر تتم دراستهم في الوقت الحالي، الأولى أن يشارك الغد مع الأحزاب الليبرالية الأخرى في الانتخابات كجبهة ليبرالية واحدة، وهو أمر تتم مناقشته ودراسته. أما الأمر الثاني فهو أن يشارك الحزب منفردًا في الانتخابات، ولدي ثقة في هذه الحالة بأن الحزب سيحصل على نسبة مرتفعة من الأصوات.

*ثمة مرشحين محتملين لانتخابات الرئاسة، من بينهم أصدقاء ومعارضين، وحدكتم مواجهة النظام السابق، كيف ترى المنافسة مستقبلا؟

**لا أريد أن أعّلق على ترشّح أي شخص إلى انتخابات الرئاسة، لأن منهم أصدقاء شخصيون لي، وتربطني بهم علاقة جيدة للغاية، لكن في النهاية الحكم سيكون للناخبين ولأصواتهم في صناديق الاقتراع.