ما هوسر ظهور جنرالات بورما بملابس نسائية؟فليس معروفا عن رئيس المجلس العسكري الحاكم في بورما الجنرال ثان شوي، ان في شخصيته جانباً أنثوياً. بل يقول غالبية المحللين المتخصصين بشؤون بورما ان عدائه لزعيمة المعارضة الديمقراطية اونغ سان سو تشي ناجم في أحد أسبابه عن كونها امرأة.

ليس معروفا عن رئيس المجلس العسكري الحاكم في بورما الجنرال ثان شوي، الزعيم الجهم، قليل الكلام لواحد من أشد الأنظمة قمعا في العالم، ان في شخصيته جانباً أنثوياً. بل يقول غالبية المحللين المتخصصين بشؤون بورما ان عدائه لزعيمة المعارضة الديمقراطية اونغ سان سو تشي ناجم في أحد أسبابه عن كونها امرأة.

لذا دهش كثير من البورميين مؤخرا عندما خلع الزعيم ثان شوي ومعه رهط من الجنرالات الآخرين بدلاتهم العسكرية خلال إحتفال بثه التلفزيون الحكومي، وارتدوا ملابس نسائية تقليدية.
وأعرب العامل مينت وو في مدينة رانغون عن حيرته لفهم السبب الذي دفع الجنرالات الى ارتداء الساري التقليدي الذي ترتديه المرأة البورمية، مشيرا الى ان منظر الجنرالات كان غريبا بفساتينهم الملونة. لكن مجلة تايم نقلت عن منجم طلب عدم ذكر اسمه تفسيرا آخر يرتبط بشكل من أشكال السحر الأسود يُسمى quot;يداياquot; في بورما.

توالى على بورما ثلاثة حكام خلال الأعوام الخمسين الماضية وكانوا جميعهم يمارسون طقوس هذا السحر. ويقال ان الجنرال ني ون الذي حكم من 1962 الى 1988 أطلق النار على انعكاس صورته في المرآة عملا بنصيحة عرَّافه لإحباط محاولة اغتيال تنبأ بها العراف. وقاده هوسه بالتنجيم الرقمي الى أبلسة كل الأوراق النقدية في عام 1987 فطُبعت أوراق جديدة بدلاً منها كلها قابلة للقسمة على 9 رقم الحظ عند الجنرال ني ون.
وتسبب هذا الإجراء في محو مدخرات غالبية البورميين وإندلاع انتفاضة بعد عام على هذه الخطوة الكارثية. ونُحي خلفه الجنرال سو موانغ لسلوكه الشاذ، بما في ذلك توجيه خطاب مفكك ومبهم زاخر بالإشارات الباطنية الى السحر والتنجيم. ويقال ان لدى الرجل الذي تسلم مقاليد الحكم من بعده الجنرال ثان شوي سبعة منجمين شخصيين مطلوب من بعضهم التركيز حصرا على زعيمة المعارضة اونغ سان سو تشي، بحسب كاتب سيرته بن روجرز.

ويبدو ان وسائل الاعلام الرسمية أغلقت الصفحات الإلكترونية التي يظهر فيها الجنرال مرتديا ملابس نسائية خلال الإحتفال بيوم الاتحاد وهو عطلة وطنية في بورما، في محاولة لوقف اللغط الذي أثاره مظهره الغريب بالساري النسائي. ونقلت مجلة تايم عن العالمة الانثروبولوجية انغريد جوردت المتخصصة ببورما في جامعة ويسكونسن الاميركية ان الصفحة الخاصة بهذه المناسبة على الإنترنت حُجبت بسبب التكهنات الذي شاعت قائلة ان ثان شوي يؤمن بالشعوذة.

وبحسب الصحافي واي موي الذي يعمل في مجلة إلكترونية بورمية معارضة في الخارج هناك تفسيرين وراء إرتداء ثان شوي الزي النسائي التقليدي. الأول ان منجمين تنبؤوا بأن إمرأة ستحكم بورما وأن ثان شوي وجنرالاته حاولوا تحقيق النبؤة بإرتداء ملابس نسائية للتحايل على القدر. والتفسير الثاني وهو تفسير أشد تعقيداً، ان الجنرالات بإرتدائهم ملابس نسائية حاولوا إبطال قوة سو تشي. فبعد إخماد الإنتفاضة التي قادها الكهنة في عام 2007 قام ناشطون مناوئون للنظام بحملة طلبوا فيها من المواطنين إرسال ملابس داخلية نسائية الى القادة العسكريين لأن الجنرالات يؤمنون بأن ملامسة الملابس الداخلية النسائية تجردهم من قوتهم. وهم بإرتدائهم الساري التقليدي يعتقدون انهم يعطلون قدرة سو تشي على تجريدهم مما يعتبرونه فحولتهم التي تقوم عليها زعامتهم.

ما لا يمت بصلة الى الرجم بالغيب ان موقف النظام العسكري عاد الى تشدده السابق مع سو تشي الفائزة بجائزة نوبل للسلام بعد أقل من أربعة اشهر على الافراج عنها. وحذرت صحيفة موالية للجنرالات ان سو تشي واتباعها سيواجهون quot;نهاية مأساويةquot;. وهو تحذير يتعين أخذه على محمل الجد. ففي عام 2003 هاجم مؤيدون للنظام سو تشي واتباعها في شمال بورما وأسفر الهجوم عن وقوع عشرات القتلى.