رُوّجت مؤخرا عدّة تسريبات quot;غير رسميةquot; تُوجّه أصابع الاتهام إلى دولة الامارات بأنها هي المحرض على قيام الشباب بالاحتجاجات ضد نظام سلطنة عُمان بهدف قلب نظام الحكم، خصوصا بعد أن اتهمت مسقط الامارات بالتخطيط لفعل ذلك في نهاية يناير الماضي.
دبي: بعد ان طالت الاحتجاجات الشبابية والشعبية عددا كبيرا من الدول العربية نتيجة سياسات القمع والفقر والتجويع والظلم والاضطهاد التي مارستها تلك الدول لعقود طويلة بدأت بعض الانظمة بتعليق فشلها الداخلي على أطراف خارجية واتهمتها بأنها هي المحرضة على إثارة تلك الاحتجاجات الشعبية الجارفة التي عصفت ببعض الانظمة ولازالت تواصل طريقها للبعض الآخر، ففي اليمن قال الرئيس علي عبدالله صالح ان الولايات المتحدة الامريكية واسرائيل هما المحرضان لتلك التظاهرات في اليمن.
وفي ليبيا زعم الرئيس الليبي معمر القذافي أن هناك انظمة عربية وغربية اضافة الى تنظيم القاعدة يحاولون اسقاط نظامه السياسي، إلا أن الوضع في سلطنة عمان فيبدوأنه يكتفي بالتسريبات quot;غير الرسميةquot; التي توجه أصابع الاتهام إلى دولة الامارات بأنها هي المحرض على قيام الشباب بالاحتجاجات ضد نظام السلطنة بهدف قلب نظام الحكم.
وكانت عمان اتهمت حكومة الامارات بالتخطيط لقلب نظام حكم السلطان قابوس في نهاية شهر يناير الماضي، حيث أعلنت وكالة الأنباء العمانية في بيان لها عن اكتشاف شبكة تجسس تابعة لجهاز أمن الدولة في الإمارات تستهدف نظام الحكم في عمان وآلية العمل الحكومي والعسكري.
وأفادت مصادر من داخل عمان لـquot;ايلافquot; بأن هناك اشخاصا مجهولين يروجون اشاعات عبر الرسائل النصية من أرقام هواتف عمانية لمواطنين من دبا البيعة بأن الاحداث التي تقع في ولاية صحار العمانية تأتي بتحريض من حكومة ابوظبي.
ولفتت المصادر الى أن أكثر من رسالة نصية تم تناقلها خلال الأيام الماضية حول اتهام الامارات العربية المتحدة بالوقوف خلف تلك الاحداث الساخنة الدائرة في سلطنة عمان.
وتمكنت ايلاف من الحصول على عدد من تلك الرسائل التي يتم ترويجها وجاء فيها: quot;تم ضبط عدة سيارات كانت تمول المحتجين خلال الايام الماضية وبالتحقيق معهم تبين اتصالهم بقيادات في أبوظبي واتضح أن الهدف الرئيسي لهم هدم البنية الأساسية لميناء صحار... كما أنهم يسعون الى زعزعة ثقة الشعب العمانيquot;.
كما نشر عدد من أعضاء المنتديات العمانية أنباء عن وصول أعمال التخريب الى منطقة الرستاق، لافتين الى أن هناك مجموعة من الشباب العماني يعتصمون على دوار السويق ويقومون باحراق الاطارات وايقاف المركبات وذلك في ظل غياب واضح لعناصر الشرطة والجيش العماني. وأضافوا أن بعض المتظاهرين يطالبون بدم مالك سليمان المعمري الذي قتل على أيدي قوات الامن العمانية.
ويتداول العمانيون على اجهزة بلاك بيري quot;ان الجيش يتحرك من مسقط بذخيرة حية لأن الشباب في منطقة quot;شناصquot; انزلوا علم عمان ورفعوا علم الامارات... ان القوات المسلحة العمانية في حالة طوارئ من الدرجة البرتقاليةquot;.
كما اشارت الرسائل المتداولة على البلاك بيري ايضا الى ان السلطان قابوس امر بتجميد قاعدة قطع راتب الضمان الاجتماعي.
وقد علمت ايلاف من مصادر مسؤولة أن هناك ثلاثة اشخاص عمانيين هم (ع.م) و(ع. أ) و (م. ب) تربطهم علاقات مصالح قوية مع جهات عليا في عمان، يتزعمون اثارة هذه الاشاعات والزج بإسم الامارات والصاقه بتلك المظاهرات الدائرة في السلطنة، زاعمين أن المحتجين هم مجموعة قادمة من الامارات.
ومنذ أن اتهمت عمان جارتها الامارات في يناير الماضي والسؤال الكبير الذي يتناقله الاماراتيون يقول أن النظام العماني ربما لا يدرك أن أمن واستقرار سلطنة عمان شيء هام وضروري للغاية لاستقرار الامن في الامارات. وذلك لأن زعزعة الاستقرار في السلطنة سينعكس بالسلب على دولة الامارات واستقرار الاوضاع فيها.
وقد وجه السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان يوم الأحد الماضي على إثر الاحتجاجات بتوظيف 50 ألف مواطن عماني بشكل عاجل. وجاء القرار ردا على التظاهرات التي شهدتها مدينة صحار العمانية، وبعض المدن الأخرى البعيدة عن مسقط مطالبين بالحصول على وظائف.
وكان مصدر أمني قد أكد مؤخرا مقتل شخصين برصاص مطاطي أطلقته الشرطة العمانية وإصابة خمسة آخرون خلال مواجهات في صحار (تبعد حوالي 200 كلم شمال مسقط) عندما حاولت مجموعة من المتظاهرين التقدم باتجاه مركز للشرطة، وأضاف أن المتظاهرين قاموا بإحراق بعض السيارات.
وتعد الاحتجاجات في عمان هي الأحدث في موجة الاحتجاجات التي تجتاح العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط من تونس إلى مصر إلى ليبيا واليمن.
منع دخول الصحافيين
وحاولت حكومة سلطنة عمان عرقلة ومنع دخول الصحافيين والمراسلين الاجانب الى اراضيها حيث منعت سلطات سلطنة عمان، التي تشهد احتجاجات شعبية مناهضة للحكومة دخول الصحفيين الأجانب لمدة يومين، وذلك وفق مصدر في شرطة مراقبة الحدود العمانية. واضاف المصدر بأن ثمة تعليمات تقضي بمنع دخول الصحافيين.
عرائض ومطالبات
أطلق متظاهرون في شمال مسقط إسم quot;دوار الإصلاحquot; على دوار يطلق عليه اسم الكرة الارضية خلال تظاهرة يوم الاحد الماضي شهدت مواجهات مع الشرطة.
وقطع مئات المتظاهرين يوم الاثنين الطريق الى ميناء صحار ثاني أكبر الموانئ في سلطنة عمان، فيما سجلت مواجهات جديدة في وسط المدينة الشمالية بين الشرطة والمتظاهرين المطالبين بوظائف وبإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية غداة وفاة متظاهر في مواجهات مماثلة.
ويطالب المتظاهرون بمحاكمة كل الوزراء وإلغاء الضرائب والرسوم على المستشفيات والأراضي الممنوحة وتفعيل دور مجلس الشوري ومنحه صلاحيات كبيرة، مؤكدين أنهم لن يغادروا المكان قبل تحقيق مطالبهم.
وتأتي هذه المواجهات الاخيرة بعد يوم واحد من الاعلان عن سلسلة تقديمات اجتماعية تشمل رفع المخصصات المالية الشهرية للطلاب وانشاء هيئة مستقلة لحماية المستهلك ودراسة انشاء جمعيات تعاونية وتخفيض نسبة مساهمة موظفي الخدمة المدنية في نظام التقاعد.
وكان حوالي 300 عماني بينهم نساء تظاهروا في 18 فبراير الماضي بشكل سلمي في وسط مسقط للمطالبة برفع الرواتب وباصلاحات سياسية، من دون ان تحدث مواجهات مع الشرطة. وطالب المتظاهرون أيضا بـ quot;اسقاط الديونquot; عن المواطنين. وكان حوالى 200 عماني تظاهروا في 17 يناير الماضي احتجاجا على ارتفاع الاسعار والفساد.
وبعد قيام تلك التظاهرة قررت سلطنة عمان رفع الحد الادنى لرواتب المواطنين العاملين في القطاع الخاص من 364 دولارا الى 520 دولارا ولكن لم يقنع هذا المتظاهرين واستمروا في احتجاجاتهم التي يرتفع سقف مطالبها اليوم تلو الآخر.
هذا وتدل الاحصائيات ان السلطنة تعاني من مشاكل اقتصادية عديدة اهمها انخفاض احتياطيات النفط فيها اضافة الى تفشي البطاله وتدني مستوي الدخل وانتشار الفساد والفقر، وغياب الاصلاحات السياسية والديموقراطية.
التعليقات