يبدو أن الدولة المغربية مستعدة لحلّ ملفّمعتقلي ما يُعرف بـ quot;السلفية الجهاديةquot; المتهمة باعتداءات 16 مايو/أيار في الدار البيضاء، حيث بدأ quot;الحوارquot; بين مسؤولين إداريين وقضائيين وأمنيين وسجناء إسلاميين يعود.


تلوح في المغرب مؤشرات حول إستعداد الدولة لحلّ ملفّ معتقلي ما يسمى بـ quot;السلفية الجهاديةquot;، التي تتهمها السلطات الأمنية بالوقوف وراء اعتداءات 16 أيار/ مايو في العاصمة الاقتصادية الدار البيضاء.

فإلى جانب منح وعود لمعتقلي سجن quot;الزاكيquot; بحلّ ملفاتهم بعد التمرد، الذي نفذه 300 نزيل، قبل أيام، سجل عودة quot;الحوارquot; بين مسؤولين إداريين وقضائيين وأمنيين وسجناء إسلاميين، كما أفاد مصدر مقرب من المعتقلين لـ quot;إيلافquot;، بأن بعض النزلاء جرى تخفيض عقوباتهم.

وقال محمد حقيقي، المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، quot;ليس هناك أي وعد من طرف الجهات الرسمية لحلّ ملفات معتقلي ما يسمى بالسلفية الجهادية بشكل نهائي، لكن لاحظنا حركة داخل السجونquot;.

وأشار حقيقي إلى أن quot;المندوبية العامة لإدارة السجون وإعادة الإدماج التقت مع معتقلين، وأعطتهم مجموعة من الحقوقquot;. وأضاف في تصريح لـ quot;إيلافquot;، quot;نحن لا نطالب بمسكنات، بل بحلّ جذري للموضوعquot;.

وأكد المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسانأن لقاءات عقدت، أمس الأربعاء، quot;الأول تحضيري، وتعلق بتأسيس إطار قانوني وطني، على شاكلة هيئة الإنصاف والمصالحة، سيهتم برفض المحاكمات غير العادلة، وإنجاز دراسات حول ملفات معتقلي السلفية الجهادية بأثر رجع، لرصد الخروقات في المحاكمات ومدد الاعتقال في الحراسة النظرية...quot;.

ولفت حقيقي إلى أنه ستجري المطالبة بـ quot;إسقاط قانون مكافحة الإرهاب، وجبر ضرر المعتقلين، وتأهيل هذه الشريحة وإدماجها في المجتمع، وتمكينهم من حقوقهم كافةquot;، مبرزًا أن quot;من بين توصيات الإنصاف والمصالحة توفير ضمانة لعدم تكرار سنوات الرصاص، في حين أن هذا القانون يطلق يد الأمن لارتكاب انتهاكات باسمهquot;.

أما اللقاء الثاني، يشرح المدير التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان، فكان مع تنسيقيات السجون، التي تضمّ مجموعة من الجمعيات الحقوقية (منتدى الكرامة لحقوق الإنسان، والجمعية المغربية لحقوق الإنسان، والمنظمة المغربية لحقوق الإنسان، وهيئة المحامين، والمركز المغربي لحقوق الإنسان، والهيئة المغربية لحقوق الإنسان، وجمعية عدالة، ومرصد السجون)، quot;وجرى خلاله التباحث حول الطريقة التي سيفعل بها الاتفاق الذي تم بين معتقلين السلفية الجهادية في سجن (الزاكي) في سلا ووزارة العدلquot;.

وأوضح محمد حقيقي أنه quot;جرى توجيه رسالتين لمقابلة الوزير الأول ووزير العدل، كما سننجز مذكرات تحصي التجاوزات التي ارتكبت في حق المعتقلينquot;.

من جهة أخرى، قال محمد جوك، معتقل في سجن عكاشة في الدار البيضاء، وأدين ضمن مجموعة 31، قبل أحداث 16 أيار (مايو) 2003، quot;أريد أنا ومن معي إيصال صوتنا إلى أعلى هيئة حقوقية في البلاد، وهو الراعي الأول وأب كل المغاربة، ويتعلق الأمر بجلالة الملك محمد السادس، وهو أمير المؤمنينquot;.

وأضاف محمد جوك، في تصريح لـ quot;إيلافquot;، عن طريق وسيط، quot;أريد رفع الظلم عنا والأحكام القاسية التي حكمنا بها، جراء أحداث أليمة استنكرناها، ولا علاقة لنا بها لا من قريب ولا من بعيدquot;، مشيرًا إلى أنها quot;سببت لنا محاكمات استعجالية، ومقاربات أمنية وأحكام قاسية شابتها كل الخروقات، وتفتقر إلى أبسط ضمانات المحاكمات العادلةquot;.

وأوضح المصدر نفسه، فيما وصفه بـquot;صرخة استغاثة لأمير المؤمنينquot;، quot;بما أننا ضحايا اعتقال ظروف أو حسابات سياسية، فإننا قمنا واستجبنا لكل المبادرات، وكنا نحن السباقين والمؤسسين لبعضها. وراسلناكل الجهات، سواء الأمنية، والحقوقية، والسياسية، ولسنا ندري لماذا الوزارة الوصية لم تتخذ القرار المناسبquot;. وأضاف محمد جوك quot;نلتمس جمع شملنا مع أسرنا قبل فوات الأوانquot;.

يشار إلى أن رجال دين قاموا بزيارات إلى المعتقلين الإسلاميين، بهدف مناقشة مجموعة من الأفكار معهم، بعدما جرى استثناء من يقال إنهم يحسبون على quot;التيار البركانيquot;، أي أولئك الذين يؤمنون بـ quot;الإمارة المفقودة في أفغانستانquot;، أو لهم صلات بالإرهاب الدولي.