وصف عمار الحكيم الزعيم الليبي معمر القذافي بالقاتل مثل صدام حسين والرئيس اليمين علي عبد الله صالح بالمتعنت، وقال إن مطالب البحرينيين عادلة واطلق مبادرة وطنية لإصلاح الأوضاع العراقية وتلبية حاجات الناس على أسس علمية منهجية بعيدًا من المزايدات السياسية والمصالح الحزبية الضيقة.
الحكيم خلال إلقاء كلمته |
قالرئيس المجلسالأعلى الإسلامي العراقي عمارالحكيم خلال محاضرة سياسية في الجلسة الأسبوعية للملتقى الثقافي للمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي يترأسه بحضور جمع غفير من السياسيين والإعلاميين والمثقفين وأبناء العشائرإن المنطقة العربية التي تعيش حاليًا تصعيدًا كبيرا في المظاهرات والاحتجاجات للمطالبة بالحرية والكرامة والديمقراطية والإصلاحات السياسية والتداول السلمي للسلطة يقوم الشباب فيها بدور حضاري أذهل العالم وشغل الرأي العام العربي والعالمي والإسلامي.
مشددًا على أنه ليس للأنظمة العربية إلا الانصياع لإرادة الشعوب وتلبية المطالب الحقة في إجراء الإصلاحات السريعة لأنظمتهم قبل فوات الأوان موضحًا أن الحكمة تكمن في اتخاذ الموقف الصحيح في الوقت المناسب. وحذر من أن استهداف المتظاهرين واستخدام الاتهامات ضدهم سوف لن يغير المسارات ولن يغير مطاليب الجماهير الغاضبة.
واضاف أن الشباب العربي قد استعاد دوره التاريخي بعد تغييب وحرمان وتضييع لإرادتهم على مدى عقود من الزمن حتى اصبح شعار الإصلاح والتغيير هو الاقدر على تحريك مشاعر الناس وتعبئة الناس لتحميلهم المسؤولية كما اصبح له اثر أعظم بكثير من الاسلحة الفتاكة والقنابل النووية التي يمكن أن تسقط آلاف الضحايا في بلدان معينة.
مطالب الشارع البحريني عادلة
وقال الحكيم إن الأوضاع في مملكة البحرين ما زالت تشهد تطورًا ساخنًا والشارع البحريني يرفع العديد من المطالب الحقة والمشروعة ويستحق أن يصغى اليه ويستجاب لمطاليبه العادلة.
واضاف quot;أخشى ما اخشاه ان يكون لتجاهل المعنيين لمطالب الناس اثر في رفع اسقف مطالب الشعب والمطالبة بقضايا تؤدي الى مزيد من التعقيد في حل هذه المشكلة. واكد ان الحكمة تكمن في اتخاذ الموقف الصحيح في الوقت الصحيح في الاستجابة لهذه المطالب.
الرئيس اليمني متعنت
وقال انه في اليمن هناك تعنت الرئيس علي عبد الله صالح وتجاهل مطاليب شعبه ستؤدي الى تظاهر عدد اكبر من الناس وتجاوبهم مع الاحتجاجات والاعتراضات والانضمام الى المحتجين حيث ان هذا سيؤدي الى صعوبة في معالجة الموضوع وقد تودي بسقوط هذا النظام اذا لم يتدارك ولم يستجب لمطالب الشعب، كما ان استهداف المتظاهرين والاتهامات الزائدة لهم سوف لن تغير المسارات وعلى الرئيس اليمني ان يتعامل بواقعية مع مطاليب ابناء شعبه.
منطق العقل غائب عن القيادة الليبية
واشار الى انه في ليبيا ما زالت الاحتجاجات مستمرة ومنطق العقل غائب تماما عن اداء القيادة الليبية والتعامل الهستيري للعقيد القذافي مع هذه الأزمات يضيق الخناق عليه ويوسع من رقعة الاحتجاجات ويشدد العزلة الاقليمية والدولية على هذا النظام الدكتاتوري الذي اساء لشعبه واساء للمنطقة والعالم.
وأكد قائلاً quot;إن لهذا الظالم نهاية والاعتداءات السافرة على الشعب الليبي والقتل والبطش بابناء الشعب الليبي وقتل وخطف الرموز والعلماء وفي مقدمتهم الامام المغيب الامام موسى الصدر له تأثيرات طبيعية على واقع الحياة السياسية في ليبيا، لذلك فإن التاريخ سيثأر لاولئك المظلومين ويطيح بالظالمين وسوف لن يبقى لهؤلاء الطغاة الا العار والذكر السيئ. ولاحظنا التعامل الغريب من معمر القذافي الذي اطلقه بالتعامل مع الشعب على انه ينتمي لتنظيم قاعدة، وان اولئك كلهم ارهابيون ولا بد من استهدافهم، ولا بد من التضييق عليهم. وهكذا نجده يتعامل بعنجهية ولا يريد ان يسمع او يصغي لمطاليب شعبه.
واضاف انه ما اشبه اليوم بالبارحة وانا كلما ارى معمر القذافي وسلوكه وأسلوبه وطريقته وأداءه أتذكر صدام وأسلوبه، وكيف كان يتعامل مع الشعب العراقي في هذا الخطاب يبدأ ليقول هؤلاء قاعدة هؤلاء إرهابيون ثم يطرح الحوار عليهم. فإذا كانوا إرهابيين كيف يتحاور معهم. فالحوار لا ينسجم مع اتهام الناس بالإرهاب والانتماء الى القاعدة، وقد أصبنا بالدهشة حينما سمعنا بالإخبار عن تجميد عشرات المليارات من الدولارات في حساباته الشخصية في دول غربية. هذه الحسابات كانت له ولعائلته والمقربين اليه، فيما نجد أن الشعب الليبي يعاني الجوع والفقر والحرمان فتسحب عشرات المليارات وتوضع في مصارف عالمية بعيدة من إرادة هذا الشعب ويخرج القذافي ويتحدث بكل صلافة ويقول انه لا يمتلك موقعًا حتى يتخلى عنه وانما هو قائد ثورة. فأي قائد هذا، حينيملأ بلاده بالقصور ويملأ حساباته المصرفية بأموال الفقراء والضعفاء من ابناء شعبه والناس تموت من الجوع.
سلوكيات القذافي مثل سلوكيات صدام
وقال الحكيم quot;اننا نستذكر سلوكيات صدام من خلال سلوك القذافي في كل تفاصيله حتى في استخدامه للمرتزقة الذين يستقدمهم من دول الجوار الإفريقي ولا ننسى كيف استخدم صدام منظمة خلق الإرهابية (منظمة مجاهدي خلق) وغيرها من المنظمات الإرهابية لقتل الشعب العراقي والبطش بهم والإساءة إليهم وما زالوا اليوم متنعمين في معسكرات فارهة، على الرغم من عدم وجود أي مبرر للبقاء على الأراضي العراقية لأنهم يفتقدون لأي صفة رسمية ويعتبرون متجاوزين على الحدود العراقية.
واوضح ان زوار العتبات المقدسة في العراق من الإيرانيين والأفغانيين الذين دخلوا الى العراق بعضهم دخل من دون تأشيرة واليوم نجدهم في السجون العراقية يحاكمون ويسجنون لانهم دخلوا بصورة غير شرعية ولانهم لم يحصلوا على تأشيرة. بينما نجد منظمة خلق الإرهابية تتواجد على الأراضي العراقية وتتنعم بهذه المعسكرات الفارهة ولا احد يتعرض لهم ويسيء إليهم. وقد راسلني بعض المراجع الافغان قبل ايام قليلة يشكو لي وجود العشرات من الزوار الافغان الذين دخلوا الى العراق دون الحصول على تأشيرة قبض عليهم ووضعوا في السجون وبعضهم توفوا في داخل السجون لانهم من كبار السن او من الاطفال الرضع او من النساء.
واشار الى ان هناك العشرات من اعضاء منظمة مجاهدي خلق قد توفرت ادلة ادانة لتورطهم بقتل العراقيين فصدرت احكام الاعتقال بحقهم من الجهات المختصة في الدولة العراقية ولا احد ينفذ هذه القرارات وهذه الاحكام ويجب القبض عليهم وتقديمهم الى المحاكمة.
احتجاجات الشعب العراقي
واشار الحكيم الى ان العراق ايضًا يشهد العديد من المظاهرات والاحتجاجات التي شملت اغلب المحافظات العراقية الجمعة الماضي لكنه قال انه يشكر اولئك الذين لم يشاركوا فيها على الرغم من حماسهم ورغبتهم في المشاركة وتوفر الدواعي الكافية من المطاليب الحقة والمشروعة للتظاهر والاحتجاج والمطالبة بحقوقهم فلم يشاركوا ليس لسبب الا لدعوة المرجعية وتحذيرها من خشية الاندساسات واستغلال هذه المسيرات والاساءة الى المواطنين والى ارواحهم وكما توفرت معلومات من الاجهزة الامنية بهذا الصدد.
ثمّ ثمن المشاركين في هذه المسيرات بطريقة سلمية وحضارية وهادئة وعبروا عن مطالبهم بكل وضوح محافظين على النظام وعلى الاطار العام ومحذرين من حزب البعث وعودته، ولكن مطالبين بحقوقهم المشروعة والعادلة ولذلك فوتوا الفرصة على كل مندس وعلى كل مستغل يريد ان يستغل هذه المطالب العادلة للناس لمآربه الخاصة او اجندته السياسية الخاصة وتحويل هذه المسيرات من كونها ذات مطاليب حقة ومشروعة الى مسيرات تعادي الشعب وحقوقه ومعاداة النظام السياسي الجديد الذي اسس بدماء الشعب وتضحياته وجهوده.
وشدد بالقول quot;نعم لمطاليب الناس المشروعة والعادلة ولكن كلا والف كلا لحزب البعث وسرقة العراق وحكمه من ابناء هذا الشعب الكريم ومن اهل العراقquot;. واضاف quot;نقول نعم للمطالبة بالحقوق وفرص العمل والخدمات من الماء والكهرباء.. نعم لرفض الفساد الأداري والمالي نعم لكل مطلب حق يخطر على بال العراقيين يطالبون به ولكن كلا والف كلا لاستغلال هذه المسيرات المشروعة من قبل جهات معادية للشعب وارادة الشعب واستهداف الممتلكات الخاصة والعامة ومؤسسات الدولة والمخاطرة بأرواح المواطنين واراقة الدماءquot;.
مبادرة وطنية لإصلاح الأوضاع
واوضح الحكيم ان المجلس الاعلى الاسلامي الذي يترأسه يستعد لا طلاق مبادرة وطنية عبر كتلتنا النيابية بالتعاون مع الكتل البرلمانية الاخرى ومنظمات المجتمع المدني لإصلاح الاوضاع في البلد وتلبية احتياجات الناس على اسس علمية ومنهجية بعيًدا من المزايدات السياسية والمصالح الحزبية الضيقة.
واضاف أن هذه المبادرة ستعتمد على محاور عدة، هي:
أولًا: سنقدم رؤية في القوانين والاجراءات المطلوبة لتسريع العمل واتخاذ الاجراءات التي تسرّع في تلبية احتياجات المواطنين ومصالحهم وخصوصًا القوانين والإجراءات التي ترتبط بالسلطة التنفيذية أوالتشريعية او القضائية.
ثانيًا: تحديد التعليمات والاجراءات التي تسهل عملية الرقابة الشعبية ورقابة وسائل الاعلام ضد الفساد الاداري والمالي الذي يبتز المواطنين ويرهقهم.
ثالثًا: تقديم رؤية في تطبيق نظام الحكومة الالكترونية لتخليص المواطنين من تضخم الاجراءات والوثائق الورقية المتزايدة المطلوبة في دوائر الدولة.
رابعًا: تقديم تصور عن تسهيل عملية الاستثمار الداخلي والاجنبي وحماية المستثمرين من الابتزاز وتعطيل اعمالهم في مفاصل الدولة وانشاء مناطق التجارية الحرة وتحديد الاولويات في الخدمات في رؤية استراتيجية قصيرة ومتوسطة وطويلة الامد.
خامسًا: توزيع الملاكات الوظيفية على اساس الكفاءة والنسب السكانية للمحافظات مما يحقق فرصًا عادلة لجميع الناس بعيًدا من الاعتبارات الحزبية والفئوية وبعيدًا من المحسوبيات والمنسوبيات خصوصًا مع اطلاق 285 الف درجة وظيفية في موازنة العام الحالي.
سادسًا: توزيع الاراضي السكنية لكل عائلة لا تملك قطعة ارض ومنح الصلاحيات للمحافظات في تمليك الأراضي وكذلك تمليكها لذوي المشاريع وحسم نزاعات الملكية وتشجيع الأستثمار في اراضي البور والأراضي المتروكة.
سابعًا: تقديم رؤية في تسريع تنفيذ مشاريع الطاقة الكهربائية مع الشركات الكبرى المتعاقدة مع الحكومة العراقية وتسهيل استثمار القطاع الخاص في المحافظات مما يوفر لكل محافظة منظومة طاقة كهربائية خاصة بها فإذا حصل توقف في أي منظومة لا تتوقف الكهرباء في كل العراق وانما يكون لكل محافظة منظومتها الخاصة.
ثامنًا: تحديد رؤية في آليات جديدة تساعد على توفير الحصة التموينية لجميع المواطنيين في وقتها المحدد وفرض عقوبات صارمة على كل من يتلاعب بأرزاق الناس وحجب هذه الحصة عن ذوي الدخل العالي وزيادتها للفقراء والمحرومين.
تاسعًا: اصلاح النظام المصرفي مما يساعد في تطوير الاقتصاد.
عاشرًا: دعم السلطات المحلية في المحافظات والتشجيع على اللامركزية الأدارية وتطوير القانون بما يحقق اللامركزية الحقيقية للمحافظات وبما يخفف الاعباء عن الوزارات ويسهل مهمة انجاز قضايا الناس.
التعليقات