أمام مبنى مجلس الشورى، الذي يلعب أعضاؤه دورًا استشاريًا للسلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، جلس ما يقرب من عشرين رجلاً داخل خيمة سوداء، وعند هبوط الليل شاركهم مئات الرجال والنساء والأطفال.
لؤي محمد: أمام مبنى مجلس الشورى، الذي يلعب أعضاؤه دورًا استشاريًا للسلطان قابوس بن سعيد آل سعيد، جلس ما يقرب من عشرين رجلاً داخل خيمة سوداء، وعند هبوط الليل شاركهم مئات الرجال والنساء والأطفال.
وكان بعض من هؤلاء الرجال موجودين في هذه الخيمة منذ يوم الأحد الماضي حين اندلعت المواجهات بين رجال الأمن والمتظاهرين في أماكن أخرى من هذا البلد الهادئ، الذي يعتبر الأكثر استقرارًا وتطورًا في منطقة مضطربة. وترتب عن هذه المواجهات مقتل ستة من المحتجين. لكن إراقة الدماء في المدينة النائية سحار لم يخف السياح وأجانب آخرين من البقاء في عُمان والاستمتاع بالشواطئ الدافئة.
ونقلا عن مجلة تايم الأميركية، رفع شعارات عديدة بالإنجليزية والعربية مثل quot;نعم للعدالة، لا للفسادquot;، وأخرى تقول quot;نحن لا نريد هذاquot;. وبعضها كانت تحمل صور بيوت عُمانية فقيرة مما يوحي وكأن المرء موجود في مصر أو تونس. لكن على العكس من تلك البلدان وغيرها ليس هناك رجال شرطة تواجه المتظاهرين في مسقط أو جنود أو دبابات، بل حتى لا يوجد حراس أمام بوابة مجلس الشورى السوداء.
لكن مراسل مجلة تايم يعتبر الهدوء خادعًا للبصر، فهناك شكاوى حادة ومخاوف شديدة من مستقبل النظام الملكي الوراثي مع غياب أي ولي عهد. وفي سحار ما زالت التظاهرات قائمة.
مع ذلك فإن السلطان قابوس، 70 سنة، يحظى باحترام كبير باعتباره زعيمًا رؤيويًا تمكن أن ينقل عُمان خلال 40 سنة من بلد راكد تمامًا يقع على حافة الجزيرة إلى آخر ديناميكي من الناحية الاقتصادية، حيث تنوع اقتصاد عُمان ما بين بلد يجمع النفط والصناعة والسياحة والزراعة معًا.
لكن السؤال الدائر حاليًا هو من سيأتي بعده؟ قال زهران زاهر الرقيشي الذي شارك في الاحتجاجات ضد الحكومة والموظف في مصلحة الكهرباء التابعة للحكومة: quot;الخوف الملازم لكل مواطن هو عدم وجود طريق واحد للانتقال. كذلك لن يستثمر الاجانب أموالهم في بلد لا يعرفون ما سيحدث فيه بالنسبة إلى نقل السلطةquot;.
كان معظم المحتجين في الخيمة من المتعلمين والموظفين في أعمال ذات أجور عالية، لكن بعضًا منهم مثل سائق السيارة موسى العمري، 23 سنة. قال quot;نحن مستعدون أن نعمل في اي مجال، لكننا بحاجة إلى أجور حسنةquot;. إذ يجب أن يكون أقل اجر هو 350 ريالا (909 دولارًا) بالنسبة إلى القطاع العام، لكن الراتب الأدنى كان 140 ريالاً إلى أن رفعه السلطان قابوس إلى 200 ريالاً في الفترة الأخيرة سعيًا إلى التخفيف من أجواء التوتر.
كذلك وعد السلطان بخلق 50 الف وظيفة ورفع الإعانة الاجتماعية للعاطلين عن العمل إلى 390 دولاً في الشهر وإجراء تعديل وزاري لحكومته.
وتستعمل هذه المجموعة مثل غيرها من المجاميع في العالم العربي موقع فايسبوك لحشد المحتجين، لكنهم لا يبدون عنيدين وثوريين مثل نظرائهم العرب. وقال الرقيشي الموظف في مصلحة الكهرباء الحكومية quot;جلالته قد قام بخطوات حسنة. لكنها لا تمضي بعيدًا بشكل كاف لتحقيق مطالب الناس بشكل أسرع. علينا أن نتحمل مسؤولية عدم الفعل في الشرق الأوسط. ونحن نريد الآن نتائجquot;.
التعليقات