أعرب عدد من العراقيات عن آسفهن للواقع الذي تعيشه المرأة من ناحية التراجع الخطر لحقوقهن، وأكدن أن ما يقال عن الحرية والحقوق مجرد إدعاءات وشعارات، إذ إن الرجل ما زال ينظر إلى المرأة نظرة دونية.


بغداد: أكدت مجموعة من النساء العراقياتفي أحاديث خاصة لـ quot;إيلافquot; لمناسبة يوم المرأة العالمي، وهن يمزجن كلماتهن بالتأوهات، أن المرأة موجودة فيمعظم مفاصل الحياة العراقية، لكن الجميع يضطهدها، ويعتبرها جنساً ثانيًا أو درجة ثانية أدنى من الرجل.

وقالت تانيا طلعت عضو مجلس النواب العراقي quot;مع الأسف الشديد هناك تراجع كبير في حقوق المرأة العراقية،خاصة مع التراجع الواضح في الحريات في عموم العراق، وليس في محافظات معينة فقط، وما سمعناه أخيرًا عن أحاديث يؤكد أن الوضع العام ليس بالجيد، حيث سمعنا أن البعض يسعى إلى الفصل ما بين الذكور والاناث في الجامعات والمدارس، وهذا يشكل تدهورًا خطرًا كما هو واضح، فنحن نناضل من أجل أن تأخذ المرأة العراقية دورها في الحياة العراقية، وتنال حقوقها، وليس العكسquot;.

وأضافت quot;أتمنى في يوم المرأة العالمي في مئويته أن نحتفي به، ونحن لا نتمنى ولا نطالب بحقوق وحريات أكبر وأن لا تكون هذه الحقوق في تراجعquot;.

أماالكاتبة زينب القصاب فقالت: المرأة العراقية ومن خلال عملي وتجربتي البسيطة أرى أنها اخذت دورها، ولكن بعنوة، يعني مثلما يقال بذراعها، اخذته بجهدها، فمن غير الممكن ان يعطى للمرأة منصب او جائزة او حتى (كتاب شكر) من الرجل من دون أن تبذل جهدا استثنائيًا ومضاعفًا، ومع هذا هناك ملاحظة، وهي انه مع هذا الجهد الكبير ارى قليلاً من المسؤولين، اي مسؤول، حتى في القطاع الخاص، يفكر في مكافأة المرأة، يكافؤها لجهد امرأة، وليس لاسم معين او شكل معين، في حين لو كان هو في مكانها لطالب بالتكريم.

وترىان المرأة العراقية انسانة استطاعت ان تثبت ذاتها بطريقة عجيبة، وأضافت quot;لا اتحدث فقط عن المثقفة العراقية بل حتى عن المرأة البسيطة، فقبل ايام شاهدت امرأة عراقية عمرها 70 سنة تتكفل بنفسها، وهي تصنع ورودا جميلة من خيوط النايلون على الرغم من ضعف بصرها، وتبيعها بسعر 250 دينار، اي ما يعادل 20 سنتا حتى تشتري لنفسها كيلو طماطم ورغيف خبز، اذا هذا انجاز اكبر من انجازي انا كإعلامية وكاتبة.

وأشارت إلى أن الواقع العراقي الجديد لم يعط المرأة حقها، وعليها ان تأخذه بقوة، وعليها ان تفرض نفسها رغم الصعوبات، هناك حرية للمرأة في الحديث. فخذ مثلاً السيدة النائبة آلاء طالباني، التي القت كلمة في مجلس النواب ودافعت عن المرأة، وكان صوتها مدويًا، وانا استقرأت انفاسها، وليس كلماتها، وكانت منفعلة، واستطاعت أن تشد اليها كل الرجال، الذين لم يجدوا بدًا من التصفيق لها، أنا اعتبر هذا انجازًا.

من جهتها، قالت الفنانة التشكيلية، ندى عثمان quot;لا يوجد تقويم حقيقي للمرأة، ولا تقدير، وكل ما يقال عن حقوقها مجرد شعار، إنها آخر ركب في القطار، هناك معاناة كبير للمرأة العراقية مع الأسف، وما نسمعه عن احترامها وتقديرها شكل صوري نحن النساء نفرح أنفسنا به، ومن حقنا أن نفرح، ولكن نتمنى أن لا تكون شعارات فقط تحكى ولا تنفذ.

وأكدت أنالواقع العراقي الجديد للأسف quot;لم يعط المرأة حقها، بل لم ينفذ أحد كل ما يتم القول به بخصوص المرأة، هل ثمة جديد للمرأة في العراثق الجديد، أنا أسأل، وحين تريد مني إجابة سوف أقول ليس هنالك اي جديد، فالحديث عن حقوق المرأة وحريتها مجرد كلام لا غير، المرأة العراقية لم تحصل على ابسط حقوقها، وما يقال عكس ذلك ادعاء ليس إلا.

وقالت الفنانة بتول عزيز quot;أنا اعتقد أن المرأة حتى الآن لم تأخذ حقها الطبيعي، واعتقد اننا رجعنا الى الخلف، ولو قارننا بين السنوات لوجدنا أننا في السبعينيات افضل بكثير من المرحلة الحالية التي نعيشها، ربما للوضع الأمني والانتكاسات التي مر بها البلد اكثر من اللازم، وظهور بعض الاحزابادى الى تحجيم دور المرأة، وحالة الفوضى التي نعيشها حاليا عمومًا تؤثر بشكل او بآخر الى المرأة وعلى كل انسان عراقي، الخلاصة ان المرأة العراقية ما زالت لم تنل حقها.

اما الصحافية في جريدة الصباح بلقيس كاووش، فقالت إنquot;المرأة العراقية لم تأخذ حقها، ولا أي شيء من حقوقها، على الرغم من انها متحملة نحو 90 % من الحال، المرأة العراقية مضطهدة، وكل من يقول إن المرأة نالت حريتهافتلك مجرد ادعاءات وشعارات، كل الرجال ما زالوا شرقيين، بل ما زالوا بدويين، فالمرأة موجودة فيمعظم مفاصل الحياة، ولكن الجميع يضطهدها ويعتبرها جنسًا ثانيًا أو درجة ثانية ادنى من الرجل.

مع ذلك اثبتت المرأة أنها تستطيع التقدم اكثر، بدليل انها تتحمل اكثر هموم العراق، وهي تعيش الكثير من المعوقات في حياتها والكثير من المشاكل في الشارع والمجتمع والاسرة وفي كل مكان.

واضافتإن quot;التأثير السلبي على المرأة نسبته مليون بالمئة من الأحزاب الدينية، فهي دائمًا تعتم على المرأة وتصورها على أنها ضعيفة ولا تستطيع ان تفعل شيئا، وانها مخلوق من الدرجة الثانية، وعليها ان تجلس في البيت وتنتظر الزواج او من ينفق عليها، وبالتالي تبقى من دون قوة ارادة ولا حرية، والكثير الكثير من الاوجاع التي لا يمكن التحدث عنها.

وقالت المخرجة النلفزيونية عبير الزبيدquot;الله يا المرأة، لا ادري كيف اقول عن واقعنا السيء، واتمنى ان يتم اعلاء شأن المرأة، قد تختلف الظروف الحالية عن السابقة، وبدأت تتطزر وتعمل وتقارن نفسها بالرجل، وتثبت شخصيتها القوية التي تستطيع بها ان تنال حقوقها، وان لم تستطع ان تنال سوى القليل بسبب ان الرجل ما زال ينظر اليها نظرة دونية، ويعتبر نفسه فقط صاحبة الكلمة والرأي وهو امر خاطيء بالطبع، فالمرأة لها مكانتها، وهي نصف المجتمع، وتتحمل من الهموم اكثر مما يتحمل الرجل. واضافت: ومما لاشك فيه ان الاحزاب الدينية حدّت من حرية المرأة، وهناك من يريد ان يفرض عليها شكل الملبس، ويعتبر وجودها في العمل عيبًا.

اما الاعلامية رقاء الصالحي فقالت للاسف ان المرأة العراقية في كل عام تعاني ظروفًا ومشاكل اكثر من العام الذي سبقه، فنحن في السابق كنا نعاني نقصًا فيفي الحريات، لكن للاسف بدأنا نتراجع ولم نحصل على مكاسب، وبدأنا نحصل على خسائر، فالمرأة العراقية غير مقدرة شأنها شأن الانسان العراقي، أنا لا أريد ان اميز، انا ضد الجنس، ضد ان اقول انني امرأة، الانسان العراقي بشكل عام ظروفه صعبة واعماله وجهوده واحلامه كلها ليست ذات اهمية، اعتبر كل النساء العراقيات سواسية في المشاكل، سواء كانت في اعلى المراكز العلمية والثقافية ام كانت امرأة عادية، المشاكل واحدة والصعوبات تزداد والاحلام لم تتحقق، وان شاء الله في هذه السنة أو السنة المقبلة نرى انفراجا في الوضع.

ورأت أن الحريات للمرأة العراقية غير موجودة، وما زالت محاربة على الأقل من زملائها في العمل، إضافة الى القيود من عائلتها بحكم المجتمع، يكفي ان اسمها (امرأة) لتتعرض للاضظهاد، وكأن هذه التسمية تشير الى كائن ناقص، على الرغم من أن المرأة العراقية مبدعة ومجاهدة، الى جانبأن وجود الكثير من الاحزاب الاسلامية يجعلها لا تتمتع بالحرية.

واشارت إلى أن quot;المرأة العراقية تمتلك ذكاء وحضورًا، ولكن ينقصها فعلاً الثقة بالنفس، التي اثرت عليها، وهذه متأتية من العائلة والمجتمع، والمفروض ان تمنح العائلة العراقية المرأة حرية وثقة اكثر، انا اعتقد ان الثقة والحرية تبدأ من البيت، ونصيحتي لكل فتاة عراقية ان تبدأ التغيير من نفسها، وانا ابسط مثال فأنا انسانة جئت الى بغداد من محافظة فيها تقاليد وعادات، وكان فيها الارهاب مستشريا، ولكن عندي روح التحدي وروح الاصرار ووقفت في وجه اقرب الناس إلي من اجل ان اكون اعلامية ناجحة، فإن لم استطع ان اغيّر الذي في داخلي، ولم اقدر أن افرض شخصيتي، فسوف لن احقق اي شيء، فأنا سأكون أمّا وصاحبة عائلة وصاحبة قرار، ولابد ان اقود بيتي بشكل صحيح، فالقوة تبدأ منا نحن النساء، وليس من المجتمع فقط.