على الرغم من ترحيبهم بالتعديلات الوزارية التي اعتبرت الأكبر في تاريخ سلطنة عُمان منذ حوالى 40 سنة، واصل مئات المحتجين الاعتصام في مسقط وصحار الثلاثاء مطالبين بمحاكمة وزراء يتهمونهم بالفساد، وإقالة وزير الإعلام وتحسين المشهد الإعلامي في بلادهم.


جانب من احتجاجات العُمانيين في مسقط

مسقط: واصل مئات المحتجين الاعتصام في مسقط وصحار (شمال) اليوم الثلاثاء على الرغم من التعديل الحكومي الكبير الذي أجراه السلطان قابوس بن سعيد وطال أكثر من ثلث الحكومة.

ويطالب المحتجون خصوصا بمحاكمة وزراء يتهمونهم بالفساد، على الرغم من ترحيبهم بالتعديلات الوزارية الأكبر في السلطنة منذ حوالى 40 سنة.

وقال المتظاهر علي حبيب في صحار ان quot;القرارات هي لتنحية الوزراء فقط وهي لا تكفيquot; في اشارة الى قرارات سلطانية باستبدال 13 وزيرا وبإلغاء وزارة الاقتصاد.

وأكد حبيب، وهو متقاعد، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف quot;نريد محاكمة الوزراء الذين نهبوا الدولة وتركوا المواطن فقيراquot;.

وذكر المتظاهر ان حوالى 300 شخص يستمرون بالاعتصام في دوار الكرة الارضية في صحار وعددهم يرتفع خلال الليل.

وذكر شهود عيان لوكالة فرانس برس ان المتظاهرين في صحار يطالبون الآن خصوصا بإقالة وزير الإعلام وتطوير الاعلام ومحاكمة quot;الوزراء الفاسدين وعلى رأسهم وزير الاقتصادquot; وquot;بمنعهم من السفر حتى محاكمتهمquot;.

لكن الشهود أشاروا ايضا الى ان المحتجين رحّبوا بالتعديلات الوزارية واحتفلوا بالقرارات السلطانية ما ان صدرت.

ويرفع المتظاهرون لافتات تطالب بquot;تنحية الوزراء ومحاسبتهمquot; وquot;زيادة الرواتب للموظفين والمتقاعدينquot;.

ويستمر الاعتصام ايضا امام مجلس الشورى في عمان.

واصدر السلطان قابوس بن سعيد قرارات على دفعتين، السبت والاثنين، عين بموجبها 13 وزيرا جديدا واقال عددا كبيرا من الوزراء الذين طالب المحتجون برحيلهم.

ومن بين الوزراء الجدد خمسة يتمتعون بمقاعد في مجلس الشورى المنتخب.

وتم إلغاء وزارة الاقتصاد وعين وزيرا جديدا للشؤون المالية.

وكان السلطان امر بتوظيف 50 الف مواطن لمكافحة مشكلة البطالة، واعلنت الحكومة ان من بين الوظائف الجديد 15 الف وظيفة في القطاع الخاص وعشرة الاف وظيفة في الشرطة والباقي في الجيش والادارات الحكومية.

وكانت التحركات الاحتجاجية بدأت في 26 شباط/فبراير في مدينة صحار، وامتدت بعد ذلك الى مسقط حيث ينفذ اعتصام امام مجلس الشورى. وقتل شخص في صحار خلال تفريق المتظاهرين في 27 شباط/فبراير.

ولا يطالب المحتجون في السلطنة باسقاط النظام كما يؤكدون ولاءهم التام للسلطان، ويطالبون خصوصا بمكافحة الفساد والبطالة.

وتعد هذه التظاهرات الاحتجاجية نادرة في السلطنة التي يقطنها حوالى ثلاثة ملايين نسمة يشكل الوافدون نسبة 20% منهم.