دعا عضو في مجلس الشيوخ الأميركي لاستقالة مدير المخارات جيمس كلابر بسبب تصريحاته بشأن نظام العقيد معمر القذافي.


موجة من الجدل أحدثتها الشهادة التي أكد من خلالها مدير المخابرات الأميركية، جيمس كلابر، أن الزعيم الليبي معمر القذافي سينتصر في معركته ضد الثوار وأنه سيتمكن من البقاء في السلطة.

وأفادت اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية بأن تلك الشهادة قد دفعت بالبيت الأبيض يوم أمس لمحاولة التهوين من هذا التقييم، كما طالب واحد على الأقل من أعضاء مجلس الشيوخ باستقالة كلابر. ورأت الصحيفة أن تلك التداعيات هي المثال الأحدث على الحساسية المفرطة التي تحيط بالتعليقات العامة التي يدلي بها مسؤولو المخابرات الأميركية بخصوص الأحداث التي تشهدها منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط.

وتعكس ردود الفعل التي أحاطت بالتعليقات التي أدلى بها كلابر بشأن ليبيا أحد جوانب وظيفته غير المستقرة. وباعتباره مديراً للمخابرات الوطنية، فإن المتوقع من كلابر هو أن يُقَدِّم تقييمات واضحة غير مصبوغة بالطابع السياسي، رغم أن مثل هذه التقييمات غالباً ما تتسبب في خلق عواقب سياسية خاصة بها. هذا وقد شارك كلابر في موجة الجدل الدائرة الآن داخل الأوساط الأميركية فيما يخص الأحداث المتلاحقة في منطقة الشرق الأوسط، عندما طُلِب منه أن يتحدث عن الصراع في ليبيا.
حيث شدد كلابر يوم أمس في جلسة استماع لجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ على أن القذافي يسعى على ما يبدو إلى البقاء في السلطة، وأن ذلك يعود إلى امتلاكه موارد التفوق العسكري على المدى البعيد، وأن نظامه سيبقى في نهاية المطاف.

وقد أتت شهادة كلابر بعد أن أعلن أوباما أن القذافي لم يعد مهيمناً بصورة شرعية على السلطة، وفي الوقت الذي قالت فيه الإدارة الأميركية إن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ستلتقي قادة المعارضة الليبية. وفي غضون ساعات، بادر البيت الأبيض برفض ما أدلى به كلابر من تعليقات. وقال في هذا الشأن توماس دونيلون، مستشار الأمن القومي، إن تقييم كلابر ليس إلا تقييم ثابت وأحادي الأبعاد، ما يعكس التقسيم غير المتوازن للأصول العسكرية في ليبيا وعدم وجود قوات أخرى تجتاح المنطقة.

كما أصدر السناتور ليندسي غراهام بياناً يدعو فيه الرئيس باراك أوباما بأن يفصل كلابر من وظيفته. ونقلت عنه الصحيفة، قوله :quot; سوف تزيد تعليقاته من صعوبة الموقف بالنسبة لهؤلاء الأشخاص الذين يعارضون نظام القذافي. كما أنها تقوِّض جهودنا الوطنية الرامية لتحقيق النتيجة المرجوة من انتقال ليبيا من ديكتاتورية إلى ديمقراطيةquot;.

وبلفته إلى التعليقات التي سبق أن تسبب بموجبها كلابر في إثارة موجة من الجدل، قال غراهام إن تعليقاته بشأن ليبيا لابد أن تكون القشة التي قصمت ظهر البعير. وقد اُضطر مكتبه الشهر الماضي أن يقوم بإصدار توضيح بعد أن وصف عن طريق الخطأ جماعة الإخوان المسلمين في مصر بأنها quot;جماعة علمانية إلى حد كبيرquot;. كما تسببت التصريحات التي أدلى بها في جلسة الاستماع يوم أمس في إصابة البعض بالدهشة، بقوله إن الصين وروسيا يشكلان quot;تهديداً قاتلاًquot; على الولايات المتحدة.