بكين: تزداد المخاوف في الصين من انبعاثات محطة فوكوشيما النووية اليابانية، ما ادى الى الغاء رحلات طيران واجلاء الاف الصينيين وقياس مستويات النشاط الاشعاعي على المسافرين والبضائع على الحدود فيما تنتشر شائعات تهويلية على الانترنت.

وتقع محطة فوكوشيما-1 اليابانية التي شهدت مفاعلاتها سلسلة من الانفجارات والحرائق على مسافة الف كلم فقط من محافظة جيلين الصينية (شمال شرق) وعلى مسافة الفي كلم من العاصمة بكين.

وتنتشر المخاوف من الاصابة بسحابة ملوثة بين المواطنين الصينيين الذين اعتادوا عدم الشفافية من جانب قادتهم في حال وقوع كارثة بيئية، وسط انتشار التحذيرات على الانترنت وعبر الرسائل النصية.

وفرضت الرقابة الاربعاء على عبارة quot;تسرب نوويquot; على موقع سينا.كوم، الصفحة الرئيسية للمدونات القصيرة في الصين، في محاولة على ما يبدو للتخفيف من وطأة المخاوف، غير ان المخاطر الاشعاعية ظلت الموضوع الاكثر تداولا في منتديات النقاش.

والمدونات القصيرة هي الوسيلة الاكثر استخداما بين رواد الانترنت الصينيين لبث المعلومات في بلد يفتقر الى حرية الصحافة.

وان كانت الحكومة اكدت عدم رصد اي مستوى غير اعتيادي من النشاط الاشعاعي في الصين، الا ان رسائل تهويلية انتشرت تحض على عدم الخروج مثلا في حال هطول المطر وارتداء ملابس واقية.

ونصحت بعض المدونات الامهات اللواتي يشترين عادة مسحوق الحليب المستورد من اليابان لاطفالهن بلزوم quot;الحذرquot;، فيما دعت اخرى الى تناول اليود الذي يمنع الجزيئيات الاشعاعية من التراكم في الغدة الدرقية.

وازاء توارد الرسائل القلقة، قامت مجموعة سينا، عملاقة الانترنت الصينية، الثلاثاء ببث quot;بلاغ لنفي الشائعاتquot; الى مشتركيها سعيا للتهدئة من مخاوفهم.

وامرت بكين بتفتيش عام للسلامة في محطاتها النووية وعلقت الموافقة على اي مشروع باقامة محطة نووية جديدة، وفق ما جاء في بيان رسمي صدر الاربعاء عن مجلس شؤون الدولة (الحكومة).

كما امرت بكين سلطات المرافئ والمطارات بتشديد مراقبتها على البضائع والاشخاص الوافدين الى الصين والذين يمكن ان يكونوا تعرضوا لاشعاعات.

وجاء في بيان رسمي ان عناصر الامن على الحدود واجهزة الحجر الصحي تلقت تعليمات بالبحث عن اي مستويات غير اعتيادية من النشاط الاشعاعي.

وشدد البيان على quot;الخطورة والغموضquot; المخيمين اثر سلسلة الحوادث التي وقعت في محطة فوكوشيما-1 المتضررة جراء الزلزال العنيف والتسونامي المدمر اللذين ضربا اليابان الجمعة الماضي.

كما اعلنت اجهزة الجمارك في مطاري شانغهاي وبكين ان المسافرين الوافدين يخضعون لعمليات تثبت من مستويات النشاط الاشعاعي.

واعربت الحكومة الصينية الثلاثاء عن quot;قلقها الكبيرquot; واعلنت عن اجلاء جميع المواطنين الصينيين الموجودين في المناطق المنكوبة مع احتمال اعادتهم الى الصين.

واعلنت السفارة الصينية في اليابان انها سترسل موظفين وحافلات الى المناطق المنكوبة وبينها مياجي وفوكوشيما.

كما نظمت شركتا تشاينا ساوذرن وتشاينا ايسترن للطيران رحلات اضافية لعمليات اجلاء المواطنين.

والغت شركة الطيران الوطنية الصينية عددا من رحلاتها الى اليابان quot;لاسباب امنيةquot; غير انها في المقابل ارسلت طائرات اكبر سعة لاعادة المزيد من الركاب.

ومن المقرر ان تبحر سفينتان تتسعان لاربعة الاف راكب بشكل اجمالي الاربعاء من مرفأ يانتاي الى اليابان، بحسب ما افادت الاذاعة الوطنية الصينية.

ويقيم حوالى 33 الف صيني بينهم الاف الطلاب في خمس مناطقة منكوبة في شمال شرق اليابان، بحسب وكالة انباء الصين الجديدة.