وافق المصريون بنسبة 77.2% على التعديلات الدستورية التي طرحت في الاستفتاء، فيما رفضها 22.2% من المقترعين.

القاهرة: هنأ البيت الابيض الاحد quot;الشعب والحكومة المصريينquot; بعد اقرار تعديلات دستورية بنتيجة استفتاء عقب سقوط الرئيس المصري السابق حسني مبارك فيالشهر الماضي. وقال توم دونيلون مستشار الرئيس الاميركي باراك اوباما للامن القومي خلال مؤتمر صحافي في ريو دي جانيرو، حيث اختتم اوباما المحطة البرازيلية من جولة في اميركا اللاتينية، quot;نود تهنئة الشعب المصري والحكومةquot;.

فوافق 77% من الناخبين المصريين على التعديلات الدستورية التي اقترحتها لجنة قانونية شكلها المجلس الاعلى للقوات المسلحة، الممسك بالسلطة في مصر، ليفتحوا بذلك الطريق امام انتخابات تشريعية يرجح اجراؤها في ايلول/سبتمبر المقبل.
واعلن رئيس اللجنة القضائية العليا المشرفة على الاستفتاء على هذه التعديلات الدستورية محمد عطية الاحد ان 77.2% من المقترعين أيّدوا هذه التعديلات، بينما رفضها 22.2%. واضاف ان نسبة المشاركة في الاقتراع بلغت 41% مع إدلاء اكثر من 18 مليون مصري بأصواتهم من اجمالي 45 مليونًا لهم حق الاقتراع. واوضح ان عدد الموافقين على التعديلات بلغ قرابة 14 مليونا، بينما كان عدد الرافضين حوالي 4 ملايين.
وكان الناخبون دعيوا الى البت في تعديل مواد دستورية موروثة عن عهد الرئيس حسني مبارك من شانها ان تفتح الباب لانتخابات برلمانية، قال المجلس الاعلي للقوات المسلحة انها ربما تجري في ايلول/سبتمبر، تليها انتخابات رئاسية خلال مرحلة انتقالية، يتم بعدها تسليم الحكم الى سلطة مدنية.
وقال اللواء ممدوح شاهين مساعد وزير الدفاع للشؤون القانونية عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة في تصريحات نشرتها صحيفة الشروق المستقلة الاحد ان المجلس العسكري quot;سيصدر فور اعلان نتائج الاستفتاء اعلانا دستوريا، واذا خرجت النتيجة بـ quot;نعمquot;، فإن المواد المعدلة ستكون اساس العمل في المرحلة المقبلة، وسيتم بعد ذلك اعلان مواعيد الانتخابات التشريعية والرئاسيةquot;.
وكان معارضو التعديلات، ومن بينهم المرشحان الأبرزان للرئاسة محمد البرادعي وعمرو موسى وكل القوى السياسية غير الإسلامية، يخشون من ان يفتح اقرار التعديلات الباب امام انتخابات تشريعية بعد فترة وجيزة، ما يتيح لجماعة الاخوان المسلمين، القوة السياسية الافضل تنظيمًا على الساحة السياسية، تحقيق فوز كبير لا يعكس حقيقة التنوع داخل المجتمع المصري.
اما انصار التأييد، وهم الاخوان المسلمون وحزب الرئيس السابق حسني مبارك، الحزب الوطني الديموقراطي، فقد رأوا انها تفتح الباب لاستقرار الاوضاع في البلاد، والاسراع في انهاء المرحلة الانتقالية التي اعلن عنها الجيش.
الا ان الحملات الدعائية تحولت خلال الايام الاخيرة التي سبقت الاستفتاء الى تعبئة على اساس ديني، اذ سرت خصوصًا على نطاق واسع في انحاء مصركافةشائعات لقت صدى واسعًا في الشارع المصري، مفادها ان رفض التعديلات سيفتح الباب لتعديل المادة الثانية من الدستور، وبالتالي لتولي مصري مسيحي الرئاسة في البلاد.
وتنصّ المادة الثانية من الدستور التي لم تشملها التعديلات على ان quot;مبادئ الشريعة الاسلامية هي المصدر الرئيس للتشريعquot;. وتقترح التعديلات الحد من الولايات الرئاسية الى اثنتين، بعدما كانت غير محددة، وان تقتصر على اربع سنوات بدلاً من ست سنوات حاليًا، وتليين القيود المفروضة على شروط الترشح الى الرئاسة.
ورغم الاستقطاب الحاد الذي شهده المجتمع على مدى قرابة اسبوعين بين مؤيدي ورافضي التعديلات الدستورية، يتوقع ان يتم احترام نتيجة الاقتراع، الذي يعد اول اختبار للديموقراطية منذ عقود عدة.
في هذا السياق، دعا ائتلاف شباب الثورة الذي يضم حركات احتجاجية شبابية كان لها فضل تفجير quot;ثورة 25 ينايرquot;، فور اعلان نتائج الاستفتاء الى quot;احترام إرادة الشعب واختياره من خلال هذه العملية الديمقراطية والتي اعتبرناها تاريخية في الحياة السياسية المصريةquot;.
واضاف الائتلاف في بيان نشره على صفحته على فايسبوك quot;ستخسر الثورة كثيرا إذا زعمنا أن quot;نعمquot; للتعديلات الدستورية تعني أن الشعب غير مؤهل للديمقراطية، ستخسر الثورة كثيرا إذا زعمنا أن نعم للتعديلات الدستورية تعني أن التيارات الإسلامية هزمت الأحزاب والكنيسةquot;.
وتابع الائتلاف quot;ستخسر الثورة كثيرا إذا زعمنا أن نعم للتعديلات الدستورية تعني أن الحزب الوطني مازال مؤثرًا في الحياة السياسية، فنحن الآن على ابواب مرحلة جديدة، يقرر فيها المصريون شكل دولتهم لعشرات السنين المقبلة، لذا يجب علينا وبشكل فوري وقف تبادل الاتهامات، لنبدأ العمل من جديد لتحقيق مطالب الثورة عبر المسار الذي اختاره الشعبquot;.
وقال القيادي في جماعة الاخوان المسلمين عصام العريان لوكالة فرانس برس ان نتيجة الاستفتاء quot;انتصار للشعب المصريquot;، مؤكدًا انه quot;لا يوجد انقسام، فهناك مسلمون قالوا نعم، ومسلمون قالوا لا، كما ان هناك مسيحيين قالوا نعم ومسيحيين قالوا لاquot;.
واضاف quot;كل شيء تم على ارضية وطنية، وليس دينية، سنطوي هذه الصفحة، ونبدأ مرحلة جديدة لمصرquot;.وكانت الصحف المصرية الصادرة صباح الاحد رحبت بمشاركة الناخبين quot;القياسيةquot; في الاستفتاء، واعتبرته quot;تاريخيًاquot; مهما كانت نتيجته.
وعنونت quot;الاهرامquot; ان quot;الشعب قال quot;نعمquot; للمشاركة، وquot;لاquot; للتزويرquot;، منوهة ايضا بإقبال غير مسبوق منذ ستين عامًا. وكتبت صحيفة quot;العالم اليومquot; المستقلة quot;المصريون انحازوا إلى الديمقراطيةquot; في quot;اقبال غير مسبوق على المشاركةquot;.
ونشرت كل الصحف صورًا لطوابير طويلة وقف فيها الناخبون ينتظرون الإدلاء بأصواتهم، وأخرى ظهر العديد منهم يبرزون أصابعهم الملونة بالحبر الفوسفوري، في دلالة على الادلاء باصواتهم. واعربت سفيرة الولايات المتحدة في القاهرة مارغريت سكوبي عن quot;تفاؤلها الكبيرquot; بـquot;مستقبل ديمقراطيquot; في مصر، بعدما شاهدت quot;المصريين في اعداد غير مسبوقة يمارسون سلميًا حريات اكتسبوها أخيرًاquot;.