نسب إلى مصادر خليجية مطلعة عن إحتمال وساطة سعودية بين الحكومة البحرينية والمعارضة الشيعية. وقال مصدر quot;مقربquot; من المعارضة إنها تأمل أن ترى من الشقيقة الكبرى السعودية خطوة من هذا النوع. يأتي ذلك خصوصاً وأن الحكومة السعودية تشعر الآن بقوة موقفها السياسي والعسكري، سواء داخل البلاد أو خارجها، مما جعلها تدخل في أجواء كهذه لتعيد الأوضاع إلى طبيعتها الحقيقية، معززة من مكانة النظام الملكي في البحرين، مع الأخذ بالاعتبار المطالب الإصلاحية التي يطمح إليها المعارضون.

لم تتكشف بعد طبيعة الدور السعودي، عما إذا كان سينحو نحو أسلوب (الطائف) أو يتماشى مع طبيعة الوضع في البحرين وحساسيته، مما يجعله ينهج نهجًا مميزًا.

وتستطيع quot;إيلافquot; التأكيد أن الطرفين مهيئان لتقبل وساطة مثل هذه، بينما يرى تيار شيعي فاعل أن السعودية قد تكون راعياً تمارس دورها كشقيقة أكبر للطرفين، وفي الوقت نفسه تحتدم الآراء في الخليج داخل الطبقات الحاكمة والمثقفة، وسط تساؤلات عما إذا كان الوقت حان لاستعادة الشيعة الخليجيين من اليد الإيرانية، وتحريرها من تلك العقدة.

تصبّ هذه التساؤلات عما إذا أمكن تعزيز المرجعية الشيعية العربية في النهج عينه، وتوظيف طريقة للتحالف معها كخطوة أولى، ثم استيعاب الأقلية الشيعية في الخليج عبر إغراء الطبقة المتوسطة الشيعية، بتحقيق أعلى درجات المساواة معها. هذا بالطبع يقتضي تنازلات بين من الأطراف جميعها، خصوصاً وأن المنطقة الخليجية تختلف عن نظيراتها في غالب البلدان العربية من حيث الاستقطاب الطائفي الذي يوصف بالبركان الخامد الذي يعاود نشاطه بين الفينة والأخرى.

وتسعى السعودية من ذلك إلى تحييد ذلك الاستقطاب الذي من شأنه أن يعصف باستقرار المنطقة الغنية بالنفط. ورغم أن الوضع المضطرب يشمل دول أخرى غير بعيدة عن السعودية مثل اليمن، إلا أن الأمر بالنسبة إلى المملكة أقل وأخف وطأة، على اعتبار أن السعودية تمسك ببعض زمام الأمور في جارتها الجنوبية، ذلك لأن المملكة تستطيع أن تفعّل علاقات مميزة مع القبائل القريبة من الحدود السعودية، لتكون ساتراً ضد أي اضطراب يهدد الشريط الحدودي السعودي.

وتشهد البحرين منذ نحو شهرين اضطرابات أدت إلى استدعاء قوات درع الجزيرة الخليجية، ودخل ضمنها أكثر من ألف عسكري سعودي، إضافة إلى 500 من الإمارات وغيرهم من قطر والكويت أيضاً. وتقتضي مهمة قوات درع الجزيرة حماية الممتلكات الحيوية البحرينية التي أصبحت مهددة بعد تزايد الاضطرابات في البلد الخليجي الصغير، في وقت يرى فيه مراقبون أن دول الخليج، وعلى رأسها البحرين والسعودية، أرادت من ذلك أيضاً إيصال رسائل إقليميةودولية عدة.