في وقت دعت فيه واشنطن المنامة إلى احترام حقوق الإنسان والقيام بإصلاحات تلبّي تطلعات البحرينيين بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها البلاد، انطلق الحوار بين الحكومة والمعارضة في البحرين حيث من المتوقع ان تقدم المعارضة مطالبها لولي العهد.


محللون: الاحتقان السياسي سبب الاحتجاجات في البحرين

واشنطن، المنامة، وكالات: انطلق الحوار بين الحكومة والمعارضة في البحرين حيث من المتوقع ان تقدم مطالبها لولي العهد الذي يقود حواراً وطنياً.

كشف تجمع الوحدة الوطنية عن اجتماعه مع ولي العهد البحريني الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة في تحرك إيجابي لبعض القوى السياسية بعد ان أعلنت سبع جمعيات سياسية عن عدم قبولها الحوار الوطني الشامل.

وقال المحامي عبدالله هاشم في تصريح لـ quot;ايلافquot; ان تجمع الوحدة الوطنية قد quot;طرح في اللقاء مع ولي العهد البحريني سبل معالجة الأمور بعيدا عن اللجوء للقوة وممارسة العنفquot;. وأضاف: quot;تجمع الوحدة الوطنية يهدف إلى تقريب وجهات النظر للخوض في حوار وطني شامل لجميع الأطرافquot;.

وحول ما تضمنه البيان الأول للتجمع أوضح بأن البيان تضمن quot;استنكار التجمع لممارسة العنف غير المشروع وغير المتكافئ، والمطالبة بمحاكمة المسؤولين عن هذا العمل، وإخلاء السجون من سجناء الرأي والطالبة بأصلاح النظام إصلاحا عميقا وشاملاquot;.

وفي الوقت الذي يسعى فيه تجمع الوحدة الوطنية إلى تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، نفى هاشم ان يكون التجمع بمثابة quot;الوسيطquot; مشيرا إلى ان quot;التجمع يعمل على التنسيق مع الأطراف الآخرى التي لديها رؤية بما يتعلق بالاصلاح الدستوري وسنقوم بالاتصال بأي جهة تطرح سقفا أعلى للحوارquot;. وقال: quot;لنا مطالب كمثل جميع القوى السياسية التي لديها مطالبquot;.

وعن رأيه في الدعوة إلى الحوار الوطني التي وجهها ولي العهد البحريني لجميع الأطراف، قال: quot;اعتقد ان الدعوة إلى الحوار جاءت متأخرة. فالوقت أمامنا ضيق ومن الصعب ان تحزم جميع القوى السياسية أمرها الآن. اعتقد بأن المزاج العام للاعتصام الواقع في دوارة اللؤلوة يتماشى مع المزاج الخارجيquot;.

ويرى هاشم بالحاجة إلى وقت لحزم المواقف والمطالب على إلا يكون الوقت طويلا. ووجه رسالة إلى جمعية الوفاق قائلا:quot; ان هناك أمل للاصلاح عن طريق الحوار الوطني الشامل يحفظ البلاد من مغبة المجهولquot;. رؤ ويتكون تجمع الوحدة الوطنية من مجموعة من الشخصيات البارزة في المجتمع البحريني وغالبيتهم من السنة.

الى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن مسؤولاً كبيرًا في الإدارة الأميركية تحادث هاتفيًا السبت مع ولي عهد البحرين وحضّه على احترام حقوق الإنسان، والقيام بإصلاحات تلبّي تطلعات البحرينيين، بعد الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي شهدتها البلاد.

وأوضح البيت الأبيض أن مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي توم دونيلون أجرى محادثة هاتفية مع ولي العهد الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، غداة إدانة الرئيس باراك أوباما استخدام السلطات في المملكة العنف ضد المتظاهرين.

وقالت الرئاسة الأميركية في بيان إن quot;دونيلون جدد إدانة الرئيس استخدام العنف ضد متظاهرين مسالمين، وأعرب عن دعم (أوباما) الخطوات التي اتخذها ولي العهد بإصداره أمرًا بضبط النفس وبدء حوارquot;. وفي ما بدا وكأنها خطوة تصالحية من الحكومة انسحبت الشرطة وقوات الجيش من ميدان اللؤلؤة في وسط المنامة، ما سمح للمتظاهرين بالعودة إلى هذه الساحة، القلب النابض لتحركهم الاحتجاجي، بعد يومين من إخلائهم منها بالقوة.

بعدها أمر ولي العهد قوات الأمن بالبقاء بعيدًا من المحتجين، وناشد المتظاهرين العودة إلى ديارهم من أجل quot;البدء في مرحلة جديدة من العمل الوطني، تشارك فيها جميع الأطرافquot;.وكانت قوات مكافحة الشغب أغارت فجر الخميس على دوار اللؤلؤة وفضّت بالقوة اعتصام المطالبين بالإصلاح، ما أسفر عن أربعة قتلى، إضافة إلى قتيلين سقطا برصاص قوات الأمن الاثنين والثلاثاء.

واعلن مسؤول كبير في المعارضة الشيعية البحرينية الاحد ان بدء حوار سياسي مع السلطة مرتبط باستقالة الحكومة المسؤولة بحسب قوله عن القمع الدموي لحركة الاحتجاج الشعبية. وقال عبد الجليل خليل ابراهيم رئيس الكتلة البرلمانية لجمعية الوفاق الشيعية المعارضة لوكالة فرانس برس ان quot;الحكومة التي لم تستطع حماية شعبها يجب ان تستقيل، ومن ارتكب المجزرة يجب ان يحاسب ويحاكمquot;.

واضاف ان quot;المعارضة لا ترفض الحوار وانما تطالب بالارضية الصالحة للحوارquot;. وتابع رئيس كتلة الوفاق البرلمانية quot;نطالب السلطات بان تعلن الحداد الوطني على ارواح الشهداءquot;، مضيفا ان تلبية هذه المطالب كلها quot;خطوات يمكن ان تضمد جراح من سقطوا وتعطي اشارة على جدية الحوارquot;.

وتواجه البحرين، التي تعتبر أحد الحلفاء الاستراتيجيين للولايات المتحدة في المنطقة، موجة احتجاج شعبي واسعة النطاق تطالب فيها المعارضة، وعلى رأسها المعارضة الشيعية، بـquot;ملكية دستوريةquot; تضمن أن تكون الحكومة منتخبة من الشعب. وأضاف البيت الأبيض في بيانه أن quot;الولايات المتحدة، وبصفتها شريكًا منذ أمد بعيد للبحرين، فإنها تؤمن بأن استقرار البحرين يعتمد على احترام الحقوق العالمية لشعب المملكة، وعلى مسيرة إصلاح ذات مغزى تلبّي تطلعات البحرينيين أجمعينquot;.

وكان أوباما دان في اتصال هاتفي أجراه الجمعة مع ملك البحرين الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة استخدام قوات الأمن البحرينية العنف ضد المتظاهرين، داعيًا المنامة إلى quot;ضبط النفس ومحاسبة المسؤولين عن العنفquot;، كما أعلن البيت الأبيض في بيان سابق.

وتتمتع البحرين بأهمية استراتيجية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، التي أقامت فيها المقر العام لأسطولها الخامس المكلف مراقبة الخطوط البحرية التي تسلكها ناقلات النفط، ودعم العمليات في أفغانستان، والتصدي لأي تهديد إيراني محتمل.

وكان ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة قد دعا السبت إلى إعلان يوم للحداد العام على من قتلوا خلال الاضطرابات التي تشهدها البلاد، وأمر بسحب كل قوات الجيش من الشوارع، وقوات الأمن من مواقع التظاهر، وفيما رفضت المعارضة عرضه للحوار الذي طرحه، جددت دول مجلس التعاون الخليجي عدم قبول تدخل أي طرف خارجي في شؤون مملكة البحرين.

وتفصيلاً، نقلت وكالة الأنباء البحرينية عن الأمير سلمان دعوته إلى إعلان يوم للحداد العام على من قتلوا خلال الاضطرابات، ومناشدته مواطني البلاد التزام الهدوء والتكاتف والتعاون مع القوى السياسية كافة في البلاد. ونقل البيان الذي أوردته الوكالة عن ولي العهد البحريني تأكيده من جديد أن من واجب السلطات صون الأمن والاستقرار، وإشاعة الوئام والاطمئنان إلى عدم تفاقم الموقف. ودعا مواطني البلاد إلى الانضمام إلى الحكومة في تهدئة الأوضاع من أجل إعلان يوم للحداد الوطني على من قتلوا.

وكان قد أمر في وقت سابق، السبت، بسحب جميع قوات الجيش من شوارع البلاد، كما أمر قوات الأمن بالانسحاب من مناطق التظاهر في المنامة، لاسيما دوار اللؤلؤة، الذي تمكن المتظاهرون المطالبون بالإصلاح من العودة إليه، حسبما أفادت وكالة الأنباء البحرينية. وطلب في الوقت عينه من المتظاهرين التفرق تلبية لمبادرته من أجل الهدوء والحوار.

وقال بيان إن الأمير سلمان أمر بالانسحاب الفوري لقوات الجيش كافة من شوارع البحرين. وأضاف البيان أن قوات الشرطة ستواصل الإشراف على القانون والنظام. وشوهدت الدبابات والعربات المصفحة التي نشرت وسط العاصمة إثر تفريق اعتصام في دوار اللؤلؤة، وقد شكلت طابورًا واتجهت غربًا. وقال مسؤول بحريني، طلب عدم كشف هويته، إن الجيش سيعيد الانتشار خارج المنامة.

وكانت المعارضة البحرينية رفضت عرض الحوار، الذي طرحه ولي العهد، مطالبة بأن تسبق الحوار استقالة الحكومة وانسحاب الجيش من شوارع العاصمة. وطالب رئيس كتلة الوفاق البرلمانية المعارضة عبد الجليل خليل ابراهيم، باستقالة الحكومة، وانسحاب القوات المسلحة من شوارع المنامة، للاستجابة لعرض الحوار الذي تقدم به ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة. وفرّقت الشرطة بالقنابل المسيلة للدموع متظاهرين بدأوا بالتوجه إلى دوار اللؤلؤة في المنامة، فور انسحاب مدرعات الجيش، على ما أفادت وكالة الانباء الفرنسية.

وألقت الشرطة القبض على ثلاثة أشخاص على الأقل، بعدما وصل المتظاهرون بسرعة مشياً على الأقدام أو بالسيارات إلى دوار اللؤلؤة. وقال طبيب إن ما بين 60 و80 شخصاً نقلوا إلى مستشفى السلمانية، أمس، بعد تأثرهم بغازات مسيلة للدموع أو إصابتهم بأعيرة مطاطية.

من ناحية أخرى، قال عضو في نقابة عمال طيران الخليج إن الاتحاد العام لنقابات عمّال البحرين دعا إلى إضراب اعتبارًا من اليوم. فيما اعتبرت وزيرة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون السبت أن الحوار السياسي الذي وعد به ولي العهد في البحرين يجب أن يبدأ على الفور، معربة عن قلقها لاستخدام القوة ضد المتظاهرين.

إلى ذلك، جدد الأمين العام لمجلس التعاون الخليجي عبدالرحمن بن حمد العطية، في بيان له، التأكيد على دعم دول مجلس التعاون الكامل لمملكة البحرين. وأشار إلى أن الإخلال بأمن واستقرار البحرين يعد انتهاكًا خطرًا لأمن واستقرار دول مجلس التعاون كافة.

ونوّه العطية بقرار العاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة، تكليف ولي عهده الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، إجراء حوار وطني جاد وبناء مع جميع الأطراف، لتحقيق الآمال والتطلعات التي يصبو إليها مواطنو مملكة البحرين.