تناقش صحيفة الدايلي تلغراف البريطانية دور الاسلاميين في الثورات العربية، وانطلاقا من ليبيا تطرح الصحيفة تساؤلات عن القاعدة ومشاركتها، كما اعلنت اميركا، في الحرب ضد العقيد.


بنغازي: في حين تبقى ثروات قوات الكولونيل القذافي والثوار الليبيين تتأرجح، يطالب العديد من المعلّقين من الغرب بتسليح القوات المعارضة.

ومع ذلك كشفت وكالات المخابرات الأميركية يوم الثلاثاءعن اضطرابات جرت بين القاعدة والثوار، الأمر الذي أفضى إلى جدال عنيف بين إدارة أوباما وقوات التحالف حول مسألة إعطائهم أسلحة التي قد تساعد بشكل غير مباشر أعداء الغرب.

يعود جزء من المشكلة بحسب مسؤل كبير في المخابرات إلى أن الحكومة الأميركية تغض الطرف عن بنية قوات الثوار.

وقد تكمن المخاوف في تغلغل القاعدة في الحرب الأهلية وحول المجموعة المقاتلة الليبية الإسلامية وهي منظمة جهادية تأسست في منتصف التسعينيات وشنت حربًا على القذافي، غير أنها quot;لم تشن يومًا اعتداءات ضد الغرب أو المدنيينquot; بحسب ما جاء على لسان نومان بينوتمان، قائد سابق للمجموعة المقاتلة الليبية الإسلامية.

في الأعوام الأخيرة، رفضت علنيًا إيديولوجية القاعدة وأعلنت وقف إطلاق النار مع الحكومة كنتيجة لإطلاق سراح 700 محارب في غضون السنوات الأربعة الأخيرة.

ومن المعلوم أن الرقم الثالث من القاعدة هو أبو يحيا الليبي الذي ظهر على الشاشة مدعيًا أن الغرب يحث الدكتاتورات العرب والمدنيين لحمل السلاح في وجه القذافي.

كما أن القلق في واشنطن لا ينحسر على ليبيا وحسب بل ثمة مخاوف من القاعدة في شبه الجزيرة العربية مستفيدةً من الوضع المتدهور في اليمن. وقد عبّر مسؤلون كبار ضد الإرهاب عن أن هذا الفريق شكّل التهديد الأكبر للغرب منها محاولته الفاشلة بتفجير طائرة فوق ديترويت.

ووفق صحيفة التلغراف البريطانية فان القاعدة وعملاءها في العالم الإسلامي ازدهروا في فوضى الحروب الأهلية.

من المعلوم أن quot;الشبابquot; وهو فريق مقاتل أعلن ولاءه لبن لادن منذ عامين ويسيطر على قطع كبيرة من الصومال. وكذلك الأمر في العراق حيث أدت القاعدة إلى مقتل الألوف في الحرب الأهلية الأخيرة.

ويناهض قادة القاعدة فكرة دورهم الضئيل حتى الآن. فيوم الثلاثاء، أطلق أنوار العولقي وهو رجل دين أميركي ndash; يمني وصاحب ايديولوجية اسلامية, رفضًا قاطعًا لفكرة أن القاعدة لها دور هامشي في الثورات العربية.

ويفسر العولقي : quot;إن المجاهدين حول العالم يعانون من التيه وأتساءل إن كان الغرب يعلم بثورة المجاهدين في مصر وتونس وليبيا واليمن زالجزائر والمغرب؟quot;

فمهما كانت نتائج هذه الانتفاضات، لن يسعد بن لادن ذلك أن المتظاهرين لا يطالبون بحلول نظام الطالبان بل بحكومة محاسبة وبدولة القانون وبمستقبل زاهر.