أعدّ صحافي إسرائيلي كليباً ساخراً عن سارة نتانياهو، زوجة رئيس الوزراء، ووضعها في المركز الثاني من حيث أكثر الشخصيات المثيرة للسخرية بعد الزعيم الليبي معمّر القذافي، وزادت حدة الانتقادات الموجّهة لنتانياهو وزوجته على خلفية تقديمه دعوى قضائية ضد صحافيين إسرائيليين.


نتانياهو وزوجته

تربّعت سارة نتانياهو على عرش الكليبات السياسية الساخرة في اسرائيل، لتحتل المركز الثاني بعد كليب الزعيم الليبي معمّر القذافي المعروف بـ quot;زنقة.. زنقةquot;، فلم تمض أيام على صدور الكليب الساخر الذي أعدّه الصحافي الإسرائيلي quot;نافي ألوشquot;، للسخرية من القذافي، الا وقرر إعداد كليب ساخر جديد، ولكنه كان هذه المرة من نصيب سارة نتانياهو، زوجة رئيس الوزراء الاسرائيلي.

ينطوي كليب سارة الساخر على تصريحات كانت أدلت بها للقناة الثانية من التلفزيون الاسرائيلي، لتنفي بها اتهامات الفساد المنسوبة إليها وزوجها نتانياهو، في اطار الفضيحة التي باتت حديث الدوائر السياسية، وربما الشعبية في الدولة العبرية، والمعروفة بـ quot;بي بي تورزquot;.

إذ نفت نتانياهو أن تكون سبباً في اتهام زوجها بالفساد، ونظراً إلى أنها لم تسق دليلاً واحداً على صدق حديثها، اعتبرت صحيفة معاريف تصريحاتها لا تختلف كثيراً عن تصريحات الزعيم الليبي، عندما نفى الاتهامات الموجهة اليه داخلياً وخارجياً، وهى المقارنة التي أوحت للصحافي الاسرائيلي نافي ألوش بإعداد كليب ساخر عن سارة نتانياهو على نسق الكليب الذي سبق وأعّده عن الزعيم الليبي معمّر القذافي، وأطلق عليه اسم quot;زنقة.. زنقةquot;.

سلسلة من النفي

وكانت قناة التلفزيون الإسرائيلي الثانية أجرت حواراً مع زوجة رئيس الوزراء سارة نتانياهو، وحاولت خلاله تفنيد تقرير كانت القناة الإسرائيلية العاشرة بثته عن سفر زوجة رئيس الوزراء الإسرائيلي في رحلات خارج البلاد على نفقة عدد كبير من رجال أعمال يهود من الداخل ومن الولايات المتحدة وأوروبا، وفي رد على سؤال محاورها أجابت سارة بسلسلة من النفي، وقالت: quot;مرة اخرى أتحول إلى هدف لوسائل الإعلام، ان ما يحدث هو حفل نميمة قذر، تحول الى مشهد شبه يومي في مختلف وسائل الاعلامquot;.

وأمام هذا الهجوم قرر الصحافي الاسرائيلي ألوش اقتباس بعض العبارات من حديثها وتحويلها إلى كليب ساخر، واطلق عليه اسم quot;سارة سارة اغنية سعيدةquot;.

ووفقاً لتقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، أدى اعتزام المراقب العام الاسرائيلي ميخا لندشتراوس فتح تحقيقات مع نتانياهو حول قضية تمويل رحلاته وزوجته خارج اسرائيل الى اصابة سارة بحالة من الصمت التام، إلا أنها قررت بشكل مفاجئ الخروج عن صمتها عندما تحدثت مع القناة الثانية للتلفزيون الاسرائيلي وقالت: quot;قررت الحديث والخروج عن صمتي، لقناعتي بأنه لم تعد هناك قوة لمواجهة هجوم آخر، للمرة الثانية وأنا اقف أمام الجماهير الإسرائيلية كهدف، وللمرة الثانية يسيؤون لرئيس الوزراء من خلالي، ولا يمكن أن اصف ما يحدث إلا بأنه نميمة شريرة منظمة ومرتبة جيداً، واحب أن اقول لهؤلاء: quot;يكفي ذلك، توقفوا عن ارتكاب تلك الحماقاتquot;.

والمحت زوجة نتانياهو الى أنه إذا كان من الضروري محاسبة نتانياهو على رحلاته خارج اسرائيل، فينبغي: quot;محاسبة ساسة الدول العبرية على الرحلات التي يقومون بها إلى خارج إسرائيل على نفقة هيئات ورجال أعمال داخل اسرائيل وخارجها.

وأدعت نتانياهو أن رحلاتها ونظيرتها التي قام بها زوجها إلى خارج إسرائيل، لا تنطوي على أية إشكالية قانونية، وأن ما نشرته القناة العاشرة من تقارير حول شبهات بالفساد تطول رئيس الوزراء الإسرائيلي وزوجته بخصوص تمويل هذه الرحلات عارية تماماً من الصحة، واضافت: quot;سافرنا وفقاً للنظام الذي كان يسير عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت ولم نغيّر فيه شيئاًquot;.

ويبدو أن سارة نتانياهو وزوجها باتا هدفاً لوسائل الاعلام العبرية خلال الأونة الاخيرة، وحلت صوتهما واخبارهما ضيفاً شبه دائم على صفحات quot;ابواب النميمةquot; السياسية داخل اسرائيل، الأمر الذي وصفه ديوان رئاسة الوزراء الاسرائيلي بالحملة المنظمة ضد نتانياهو.

واوضح تقرير نشره موقع quot;NFCquot; أن عدداً من الصحافيين الاسرائيليين يقفون وراء هذه الحملة بعد قيام نتانياهو برفع دعوى قضائية ضدهم وضد الصحف التي يعملون فيها، خاصة صحيفة معاريف، التي اولت اهتماماً ملحوظاً بالحملة المناهضة لنتانياهو ودعمتها اعلامياً، وكان من بين اهتمامها بأخبار نتانياهو الخاصة، رصدها احتفال نتناياهو وسارة بعيد زواجهما العشرين على أحد اليخوت في بحيرة طبرية في الثالث من شهر آذار/مارس المنصرم.

عيد زواج نتانياهو وسارة

ووفقاً لتقرير موقع quot;NFCquot; تناولت معاريف حفل عيد زواج نتانياهو وزوجته بجانب كبير من السخرية، مشيرة إلى أنه قبل وصول الزوجين مقر الحفل، قام فريق من خبراء المتفجرات باستكشاف وجود قنابل أسفل اليخت، ولم تسفر عمليات البحث عن وجود قنابل أو متفجرات، وانما وجدت القنبلة الحقيقية على متن اليخت، وهي أن نتانياهو وزوجته رفضوا دعوة أي من اصدقائهما إلى حضور حفل عيد زواجهما، فيما اعتبرته اوساط مقربة منهما تعالياً وتكبراً، مستشهدين بموقف آخر يعكس المعنى نفسه، إذ رفضت سارة نتانياهو حضور مراسم حفل اصدار كتاب لصديقتها quot;ليئا غلوبوسquot;، وتذرعت بأنها مشغولة بترتيب نفسها قبل مرافقة زوجها نتانياهو في سفريته الاخيرة إلى روسيا.

لم تنج سارة نتانياهو من حملة الانتقادات الموجهة اليها، منذ ان وطأت قدميّ زوجها للمرة الاولى ديوان رئاسة الوزراء في تل ابيب. وبحسب تقرير نشرته صحيفة يديعوت احرونوت العبرية، كانت سارة نتانياهو وما زالت صاحبة الكلمة الأولى والأخيرة في حملة زوجها الانتخابية على رئاسة الوزراء، وكانت ضالعة بشكل مباشر في تعيين وزراء وشخصيات رفيعة المستوى داخل إسرائيل وخارجها، ولم يمنعها زوجها من متابعتها شبه اليومية كل صغيرة وكبيرة تجري في ديوان رئاسة الوزراء، من خلال ما تضعه من عملاء وعيون لها داخل مكتب نتانياهو، لدرجة إنها امتكلت السيطرة على دوائر صنع القرار السياسي، وربما العسكري في الدولة العبرية، الامر الذي نفاه ديوان رئاسة الوزراء جملة وتفصيلاً، وقال في بيان له: quot;تلك الاتهامات لا تنطوي على دقة أو دليلquot;.

ولدت سارة نتانياهو في اسرائيل عام 1958، والدها هو شموئيل بن ارتسي، كان معلماً للتوراة واديبا وشاعراً، ولسارة ثلاثة اشقاء، الاول هو quot;متانياquot; وهو دكتور في الرياضيات في الجامعة العبرية في القدس، وquot;حاجيquot; الذي انهى أخيراً رسالة الدكتوراه في الفلسفة اليهودية في الجامعة العبرية بالقدس، وquot;أمتسياquot; وهي دكتور في علوم الحاسوب في الولايات المتحدة. وفي الفترة ما بين 1977 حتى 1979دخلت سارة نتانياهو في سلاح الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، وحصلت على الليسانس ودرجة الماجستير في علم النفس، ثم عملت مضيفة في شركة طيران العال الاسرائيلية، وبعد عملها في هذا المجال بفترة تزوجت ببنيامين نتانياهو وانجبت منه ولدين هما quot;يائيرquot;، وquot;إبنرquot;.