تضافرت عوامل عدة لتحرم أقارب ضحايا حادثة تفجير طائرة laquo;بان آمraquo; الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية من وقوف موسى كوسا أمام العدالة - حالياً على الأقل - متهماً بأنه الرأس المدبّر. في وقت أعلن وزير الخارجية البريطاني أن بلاده لن تجبر كوسا على العودة إلى بلاده.


موسى كوسا

لندن: أعلن وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ أن بلاده لن تجبر نظيره الليبي المنشق على النظام، موسى كوسا، على العودة إلى بلاده. أتى هذا في إطار حديثه عن أنها ستسمح له بمغادرتها إلى حيث يريد.

يوجّه هذا التصريح ضربة لآمال أقارب ضحايا حادثة تفجير طائرة laquo;بان آمraquo; الأميركية فوق بلدة لوكربي الاسكتلندية في العام 1988 في تقديم كوسا إلى العدالة متهماً بتدبيره الأمر برمّته عندما كان مسؤولاً أمنيًا كبيرًا. يذكر أن المحكمة الجنائية الدولية تطلبه للعدالة متهمًا بهذه الجريمة، وأيضًا بسلسلة من التصفيات الجسدية للمعارضين وانتهاكات حقوق الإنسان في الفترة التي تولى فيها إدارة الاستخبارات الليبية (1994 - 2009).

وكان هيغ يتحدث إلى فضائية laquo;سكاي نيوزraquo; الإخبارية التي كانت قد استضافت أيضًا سوزان كوهين، وهي اسكتلندية فقدت ابنتها الوحيدة في حادثة لوكربي. فقالت: laquo;ربما كان الشيء الواجب تنفيذه هو إعدامه بالمشنقة جرّاء ما ارتكب من إثم عظيمraquo;. لكنها أقرّت بأنها فقدت الأمل في وقوفه أمام العدالة.

واتهمت أقارب الضحايا الأميركيين بأنهم laquo;يفضلون أن توظفه السلطات البريطانية في حملة إزاحة القذافي على أن يمثل أمام القضاءraquo;. وكانت تتحدث بعد يوم من تحقيق الشرطة والإدعاء الاسكتلنديين للمرة الأولى مع كوسا. وتورد التقارير أنه لم يعترض على تحقيق السلطات الاسكتلندية معه.

من جهتهم، يطالب ضحايا تفجيرات laquo;الجيش الجمهوري الآيرلنديraquo; (آي آر ايه) بالتحقيق مع كوسا أيضًا في تزويد النظام الليبي هذه المنظمة الثورية المنحلّة الآن بمادة laquo;السيمتيكسraquo; الشديدة الانفجار، التي كان الجيش الجمهوري يستخدمها في سلسلة أعماله الإرهابية الطويلة. إضافة إلى هذا يطالب أقارب ضحايا هذه الأعمال بالتعويض المالي.

وكان العقيد القذافي قد وافق على دفع تعويضات لأقارب ضحايا لوكربي في 2003. ورغم أن المراقبين أجمعوا على تفسيرهم هذا القرار باعتباره إقرارًا بالمسؤولية عن تدبير تفجير الطائرة الأميركية، فإن العقيد نفسه ما زال ينفي هذا بشدة، ويرجع موافقته على التعويضات إلى دوافع إنسانية.

يذكر أن كوسا (61 عامًا) أدى دورًا مهمًا في الإفراج عن الليبي عبد الباسط المقراحي، الذي حوكم وسجن بعد إدانته في محكمة اسكتلندية بأنه الرجل الذي دسّ المادة المتفجرة في طائرة بان آم (برّأت المحكمة المتهم الآخر الأمين خليفة فهيمة في 2001). كما إن كوسا أشرف على المفاوضات التي انتهت بموافقة القذافي على دفع تلك التعويضات.

عبد الباسط المقراحي مع القذافي

ويظل المقراحي (59 عامًا)، وهو ضابط استخبارات سابق، الوحيد الذي أدانه القضاء في حادثة لوكربي. لكنه أعيد من سجنه الاسكتلندي إلى طرابلس بعد قرار السلطات الإفراج عنه لأسباب صحية في 2009، إذ قال طبيبه وقتها إنه يعاني مرض السرطان، ولم يبق أمامه إلا أشهر قليلة ليظل على قيد الحياة. وفي حال تقديم كوسا معلومات جديدة تورط المتهم الآخر خليفة الأمين فهيمة فقد يواجه محاكمته مجددًا.