دمشق: دعت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون السبت سوريا الى وقف اعمال العنف ضد المتظاهرين والشروع في اصلاحات quot;الانquot;. وقالت اشتون في بيان quot;اندد بشدة بالعنف وسقوط القتلى في سوريا خلال تظاهرات مطالبة بالحرية والديمقراطيةquot;.

وتابعت quot;ادعو السلطات السورية بحزم الى وضع حد للعنف فوراquot; مشددة على quot;مسؤولية الدولة في حماية جميع مواطنيها واحترام التظاهرات السلمية وحرية التعبيرquot;. وجاء في البيان ان quot;اعلان السلطات السورية عن اصلاحات يجب ان تدعمها اجراءات ذات صدقية على الارضquot;.

واضافت اشتون quot;يجب ان يسمح للشعب السوري بالتعبير عن مطالبه من دون ان يخشى التخويف والقمع والاعتقالات. وينبغي الشروع في اصلاحات سياسية مهمة الان لضمان حرية التعبير والحقوق الاساسية ودولة القانونquot;.

ويواري سكان درعا وريفها السبت قتلاهم الثرى وسط مخاوف من تجدد اعمال العنف وتحول هذه الجنازات الى تظاهرات جديدة ضد النظام على الرغم من تحذير السلطات التي اكدت الجمعة نيتها عدم التهاون في تطبيق القانون والحفاظ على الامن.

واكد ناشط حقوقي في اتصال هاتفي من درعا مع وكالة فرانس برس quot;ان سكان درعا يتحضرون لدفن 17 شخصا قتلوا اثناء التظاهرات امس (الجمعة)quot; مشيرا الى ان العدد quot;قد يتجاوز 27 شخصا عند اضافة قتلى القرى المجاورةquot; لدرعا (100 كلم جنوب دمشق). واضاف الناشط quot;ان تشييع كل شهيد سيتحول الى تظاهرة ضد النظام ومن اجل اطلاق الحريات رغم ان بيان وزارة الداخلة يشي بالمزيد من العنفquot;.

واكدت السلطات السورية تصميمها على quot;التصديquot; للمجموعات المسلحة التي تطلق النار من دون تمييز على المتظاهرين وقوات الامن، بحسب بيان نشرته وزارة الداخلية السورية ليل الجمعة السبت. وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) quot;لن نسمح بالخلط المتعمد بين التظاهر السلمي وبين التخريب وزرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية الراسخة وضرب مرتكزات السياسة السورية القائمة على اساس الدفاع عن ثوابت الامة ومصالح الشعبquot;.

وتابعت الداخلية السورية quot;لم يعد هناك مجال للتهاون او التسامح لتطبيق القانون والحفاظ على امن الوطن والمواطن وحماية النظام العام تحت ذريعة التظاهرquot;. واغلقت المحال التجارية في جميع ارجاء هذه المدينة (85 الف ساكن) ذات الطابع الزراعي كما خلت الطرقات من المارة.

واضاف الناشط quot;ان الرأي العام يعلم انه لا يوجد عصابات مسلحة وان من يطلق النار هم عناصر الامنquot;. ولفت الى ان quot;كل السكان يعرفون بعضهمquot; مشيرا الى ان درعا quot;مدينة صغيرةquot;.

من جهته ، اعلن رئيس المنظمة الوطنية لحقوق الانسان عمار قربي لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من القاهرة ان quot;37 شخصا لقوا حتفهم الجمعة في سوريا خلال تظاهرات احتجاجية منهم 30 قتيلا في درعا (جنوب) و3 قتلى في حمص (وسط) وقتيلا في دوما و3 قتلى في حرستا (ريف دمشق)quot;.

واضاف quot;ان بيان الداخلية لا يبشر بالخير وان لغة التهديد بثت تخوفات لدى سكان درعا (..) هناك تخوف من رد فعل السلطات للمشاعر الجياشة التي قد يثيرها التشييع ونحو الامور الى مجزرةquot;.

وشهد يوم الجمعة تظاهرات دامية خصوصا في درعا (جنوب) مركز الاحتجاجات ضد نظام الرئيس السوري بشار الاسد. وبحسب الجهات الرسمية السورية، فإن 19 عنصرا امنيا قتلوا و75 جرحوا باطلاق quot;مجموعات مسلحةquot; النار في هذه المدينة. واضاف قربي quot;ان من يعرف سوريا يعرف جيدا ان لا وجود لجماعات مسلحة ولا يوجد فلتان امني فالبلاد محكمة الامساك منذ 50 عاما ومحكومة بحالة الطوارئquot;.

واشار quot;هناك 17 جهازا امنيا سخرت له جميع الامكانيات المادية واللوجستية والعددية واغلب الميزانية مخصصة للدفاعquot;. وتابع quot;فكيف يمكن وجود عصابات مسلحة في مدينة محاصرة منذ شهر وتقوم بقتل 19 عنصر امن خلال ساعات وتقف الدولة عاجزة عن فعل اي شيءquot;.

وفي حمص (160 كلم شمال دمشق)، افادت وكالة الانباء السورية ان quot;المئات خرجوا في بعض احياء حمص وقامت مجموعة منهم بحرق سيارات للشرطة وأطلقت النار على عناصر الشرطة وقوى الامن فيما قام ملثمون على دراجات نارية باطلاق النار بشكل عشوائي على المواطنين ما أدى الى وقوع اصاباتquot;.

ونقلت الوكالة عن مدير المشفى العسكري في حمص ان quot;المشفى استقبل ستة جرحى من قوى الامنquot; موضحا ان quot;احدهم مصاب بطلق ناري وحالته حرجةquot;. في المقابل اعلن قربي ان quot;3 قتلى سقطوا برصاص قوات الامن في مدينة حمص اثر التظاهرات التي انطلقت من مسجد حمص الكبيرquot;.

وانطلقت التظاهرات الجمعة في معظم المدن السورية من درعا وريفها وصولا إلى دمشق وريفها (حرستا ودوما والمعضمية وكفر بطنا) اضافة الى حمص وحماة والسلمية واللاذقية وبانياس وجبلة وبعض أحياء حلب ومحافظة الحسكة في القامشلي والدرباسية و عامودا.

احد ابرز شيوخ قبائل سوريا يهاجم النظام ويدعو الى حوار وطني

الى ذلك شن احد ابرز شيوخ القبائل في سوريا السبت هجوما لاذعا على نظام الرئيس بشار الاسد، داعيا اياه الى اطلاق حوار وطني مع المحتجين المطالبين باطلاق الحريات بدلا من quot;الايغال في اراقة دماء الشعب السوريquot;.

وقال نواف البشير، شيخ قبيلة البكارة، واحد ابرز وجوه quot;اعلان دمشقquot; المعارض quot;ارى ان ما زال هناك امل اللحظة الاخيرة قبل ان يوغل النظام في اراقة دماء الشعب السوريquot;.

واضاف البشير متحدثا عبر الهاتف لفرانس برس من مدينة دير الزور مسقط رأسه في شرق سوريا quot;على النظام السوري ان يطلق حوارا وطنيا بين السلطة والشعب وعلى رأسه شباب الثورة، ضمن جدول اعمال وزمن محددquot;.

واضاف البشير quot;نؤمن بالتغيير الديمقراطي السلميquot; وشدد على ان الحوار الوطني الذي اقترحه يجب ان يفضي الى quot;قانون احزاب وصحافة والى الغاء المادة الثانية من الدستورquot; التي تكرس هيمنة حزب البعث على السلطة.

وسخر البشير من اتهام السلطات ل quot;عصابات مسلحةquot; باطلاق النار على المتظاهرين وقوى الامن خلال الاحتجاجات التي تشهدها سوريا منذ منتصف الشهر الماضي والتي اوقعت عشرات القتلى. وقال quot;ان ثورة الشباب ثورة سلمية لا تستعمل القوة. بلطجية النظام وازلامه الامنية هم من يطلقون النار على المتظاهرينquot;.

واضاف quot;اذا كان هناك عصابة فهذا النظام هو العصابة ولكنها عصابة يحميها القانونquot;. وتابع البشير quot;لقد استعبدونا، عشنا اربعين عاما من الذل والمهانة والقتل العشوائي والسجون ولكن اليوم لم نعد نخاف من هذا النظامquot;. كما اكد البشير ان التظاهرات ستستمر في سوريا quot;حتى يسترد الشعب السوري حريته وكرامته والعدالة التي حرم منها. لا رجوع الى الوراءquot;.

ويبلغ عدد افراد قبيلة البكارة بحسب البشير اكثر من 1,5 مليون شخصا ينتشرون من شرق سوريا الى غربها. وبسبب نشاطاته المعارضة فان البشير ممنوع من السفر كما يؤكد منذ 16 عاما كما استدعي للتحقيق خلال السنوات الاخيرة quot;اكثر من 75 مرةquot;.

اقالة رئيسة تحرير صحيفة تشرين الحكومية

اقالت السلطات السورية رئيسة تحرير صحيفة تشرين الحكومية سميرة المسالمة من منصبها على خلفية لقاء اجرته مع قناة الجزيرة الفضائية حول الاحداث الدامية التي شهدتها الجمعة مدينة درعا جنوب البلاد. واكدت مسالمة السبت في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس نبأ الاقالة وقالت quot;تبلغت من احد قادة الامن قرار اقالتيquot; لافتة الى تعيين منير الوادي خلفا لها.

واوضحت مسالمة ان قرار الاقالة تم quot;على خلفية لقائي مع قناة الجزيرةquot; حول الاحداث التي جرت في درعا امس (الجمعة). وكانت المسالمة اجرت لقاء مساء الجمعة اشارت فيه الى quot;ان خرقا للتعليمات قد حصل عندما حدث اطلاق للنارquot;.

واضافت في اللقاء quot;ان كان اطلاق النار قد بدأ من الجهات الامنية فعلينا فعلا ان نحاسب هذه الجهات ونبحث عن الاسباب التي جعلت هذه الجهات تخالفquot; لافتة الى وجود quot;تعليمات رئاسية بعدم اطلاق النارquot;. وتابعت quot;ان كان هناك طرف ثالث وانا اعتقد بطرف ثالث، فعلى الجهات الامنية ان تقدمه الى الناس، هذه ارواح شعب ولا يمكن التسامح فيهاquot;.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد وجه في 31 اذار/مارس الماضي quot;رئيس مجلس القضاء الأعلى بتشكيل لجنة قضائية خاصة لإجراء تحقيقات فورية في جميع القضايا التي اودت بحياة عدد من المواطنين المدنيين والعسكريين في محافظتي درعا واللاذقيةquot;. وقالت المسالمة في لقائها مع الجزيرة quot;احمل قوات الامن المسؤولية، عليهم ان يمسكوا بهذه العصابات ان كانت موجودة وان يقدموها للمحاسبةquot;.

واكدت المسالمة للوكالة انها quot;ستبقى اعلامية مؤمنة بمشروع اصلاحي يقوده الرئيسquot; السوري. وكانت المسالمة التي تنحدر من درعا، مركز الاحتجاجات بدات الاسبوع الماضي نواة للحوار بين جهات مقربة من السلطات السورية وبعض المثقفين السوريين بينما تدخل البلاد ثالث اسبوع من الاحتجاجات.

واكدت المسالمة لوكالة فرانس برس حينها انها quot;اتصلت مع بعض المثقفين المعارضين للسلطة لاقامة حوار يمكنهم من خلاله التعبير عن ارائهم حول الاصلاحات السياسية والحريات العامة لكي تأخذ السلطات علما بهاquot;.

صحافي جزائري عالق في مطار دمشق الدولي

قالت هيئة تحرير صحيفة الوطن السبت ان مبعوثها الى سوريا زين الشرفاوي الذي اوفدته لتغطية التظاهرات في سوريا، عالق منذ الخميس في مطار دمشق. واضاف المصدر ان الشرفاوي محتجز في فندق في المنطقة الدولية في مطار دمشق.

وطلبت السلطات السورية من الشرفاوي مغادرة البلاد في اول رحلة باتجاه الجزائر الاحد. وقال زملاء الصحافي ردا على اسئلة وكالة فرانس برس ان الشرفاوي لم يتعرض الى سوء معاملة.

المعلّم: لم يعد من الممكن السكوت عما يقوم به quot;المخرّبونquot;
من جهته قال وزير الخارجية السوري وليد المعلم السبت إن الحوادث التي قام بها quot;المخربونquot; في درعا، في جنوب البلاد الجمعة، أمر quot;لم يعد من الممكن السكوت عنه، ويتطلب اتخاذ الإجراءاتquot; الكفيلة بحفظ الأمن، بحسب ما أفاد مصدر رسمي.

وذكرت وكالة الأنباء الرسمية quot;ساناquot; أن وزير الخارجية السوري وليد المعلم قال quot;إن مثل هذه الحوادث تؤدي إلى الإضرار الكبير باقتصاد البلاد وسلامة المواطنين وأمنهم، كما إنها محاولة للإساءة إلى سمعة سوريا الدولية، وهذا ما يهدف إليه المخرّبونquot;.

واكد المعلم اثناء لقائه سفراء الدول المعتمدين في دمشق quot;ان هذا الامر لم يعد يمكن السكوت عنه، ويتطلب اتخاذ الاجراءات الكفيلة بحفظ الامن والاستقرار وسلامة الوطن ومواطنيهquot; من دون المزيد من التفاصيل.

وشدد وزير الخارجية على quot;ان سوريا تحترم حق التظاهر السلميquot;، مؤكدا quot;مشروعية المطالب الشعبية، وعلى ما سبق ان اعلنته سوريا من انها تعمل للاستجابة لها وفق برنامج اصلاحي، يشمل الاصلاحات الاقتصادية والسياسية واصلاح القضاء ومحاربة الفسادquot;.

وشهدت مدينة درعا في جنوب سوريا الجمعة يومًا داميًا، تضاربت فيه المعلومات حول العدد الفعلي لعدد القتلى الذين بلغوا العشرات، بين الرواية الرسمية وناشطين حقوقيين، اثر اطلاق النار على تظاهرة فيها انطلقت بعد صلاة الجمعة.

وقتل ما لا يقل عن 37 شخصًا حين اطلقت قوات الامن النار بالرصاص الحي على المتظاهرين الجمعة وفق المنظمة الوطنية لحقوق الانسان.

وكانت السلطات السورية اكدت تصميمها على quot;التصديquot; للمجموعات المسلحة التي تطلق النار من دون تمييز على المتظاهرين وقوات الامن، بحسب بيان نشرته وزارة الداخلية السورية ليل الجمعة السبت.

وجاء في البيان الذي نشرته وكالة الانباء السورية الرسمية quot;ساناquot; quot;لن نسمح بالخلط المتعمد بين التظاهر السلمي وبين التخريب وزرع الفتنة وزعزعة الوحدة الوطنية الراسخة وضرب مرتكزات السياسة السورية القائمة على اساس الدفاع عن ثوابت الامة ومصالح الشعبquot;.

وتابعت الداخلية السورية quot;لم يعد هناك مجال للتهاون او التسامح لتطبيق القانون والحفاظ على امن الوطن والمواطن وحماية النظام العام تحت ذريعة التظاهرquot;.