يبتكر الثوار الليبيون أسلحة ومعدات بديلة مؤقتة في ظل احتدام المعارك، فيعيدون تدوير الذخائر الخاصة بسلاح الطيران لأغراض أخرى، ويستعان بها كمنظومات أسلحة، كتلك التي تكثر مشاهدتها فوق شاحنات خفيفة.


بلغة إنكليزية مرحة وواضحة، عرض مواطن ليبي، يدعى عادل صنفد، سلاحه الجديد، الذي تم تثبيته فوق إطار ملحوم في مؤخرة السيارة الجيب الخاص به، وعلى مقربة من الخطوط الأمامية في شرق ليبيا.

وتابع بقوله quot;تُستَخدم تلك القطع للطائرات. لكننا قمنا بتعديلهاquot;، في إشارة منه إلى بدء اعتماد الثوار الذين يخوضون مواجهات عنيفة مع قوات العقيد معمّر القذافي على أسلحة ومعدات بديلة مؤقتة.

وكانت توجد خلف صنفد منصة خاصة بإطلاق صواريخ جو - أرض، من النوع الذي يُستخدم عن طريق الطائرات الهجومية لضرب أهداف في الأسفل. كما ذكرت في هذا السياق اليوم صحيفة النيويورك تايمز الأميركية أن منظومة صنفد كانت ممتلئة تماماً، ومسلحة ومجهزة للمضي قدماً.

وعلى مدار الأيام العشرة الماضية، أعيد تدوير العديد من الذخائر الخاصة بسلاح الطيران لتستخدم في أغراض أخرى ويستعان بها كمنظومات أسلحة، وقد ظهرت عند الخطوط الأمامية، حيث يتم إطلاقها بصورة متكررة من جانب قوات تحرير ليبيا، كما يطلق المتمردون على أنفسهم.

في تلك الحالة، لفتت الصحيفة إلى أن السلاح قد تم تجهيزه أخير،اً ومُنح لصنفد، باعتباره مقاتلاً تقنيًا ومتنقلاً فوق شاحنة مفتوحة، يجوب الطرق السريعة في الصحراء الليبية، بينما يقوم بخلط المعدات المدنية والعسكرية لخوض حرب تقليدية.

عندما يتعلق الأمر بتزايد الاعتماد على منظومات أسلحة الطيران فوق شاحنات خفيفة، يمكن القول إن تلك النوعية من الأسلحة تمثِّل مشهداً من مشاهد القتال الدائرة في ليبيا. كما إنها تشكِّل خوفاً. ويرى كثير من الثوار أن مجرد وجودهم بين قوات أخرى مزودة بأسلحة خفيفة يبشّر بوعود وقوة.

لكن الأمر ليس كذلك تماماً. ففي حقيقة الأمر، لا يعرف الرجال الذين يقومون بإطلاق تلك الأسلحة إلى أي مدى يمكن لها أن تصل، إضافة إلى قدرتهم المحدودة في ما يتعلق بتغيير ارتفاعها، وعدم امتلاكهم القدرة كذلك في كثير من الأحيان على توجيهها صوب اليمين أو اليسار.

ولا يمكن لأحد أن يجادل بعقلانية في أن ذلك يمثل إطلاق نار عشوائي، وأن هناك بالفعل مسحة صغيرة من الغضب في صفوف الثوار من بعض من هؤلاء الأشخاص الذين يقومون بإطلاقها. فالصواريخ كثيراً ما تقع على مقربة من مناطق يوجد فيها ثوار آخرون، يرون أنهم يواجهون قدراً كافياً من الذخيرة التي تصلهم من قوات القذافي.

واستناداً إلى بعض التقارير الموثوق بها، كان هناك وابل من الصواريخ طراز 57 ملم التي أطلقت عن طريق الخطأ من منصة أخرى، مثل تلك التي تسببت في مقتل دكتور صلاح العوامي في الأسبوع الماضي. وكان يقدِّم العوامي، وهو طالب في السنة الرابعة في كلية الطب، الإسعافات الأولية بكل شجاعة داخل ساحة القتال، لكنه أصيب بشظايا بينما كان يجلس في سيارة إسعاف كانت عائدة إلى الجبهة لنقل ومعالجة الثوار الذين أصيبوا بجروح عندما هاجمت طائرة تابعة للناتو عن طريق الخطأ قافلة تتبع الثوار.

هنا، تابعت الصحيفة بقولها إن تشكيلات المتمردين تعتبر تشكيلات لافتة بالنسبة إلى التنوع الاجتماعي، ويعتبر صنفد من نوعية المواطن الليبي، الذي تلقى دراسته في أميركا، وانضم إلى الانتفاضة، انطلاقاً من شعوره بأن تلك هي فرصة عمره للإطاحة بأسرة القذافي، التي يعتبرها متحجرة ووحشية وقاسية.

وأوردت الصحيفة عنه، قوله، وهو يتحدث إلى أحد الصحافيين: quot;أود أن تنتهي الحرب غداً. فهذا هو أملي. وبعد الحرب، سوف أسمح لك بأن تلعب بهذا السلاحquot;. وأضاف quot;أعلم أن الأمر خطر. لكن ليس أمامنا خيار آخر. علينا أن نخاطر، لأن بمقدورك أن ترى أنه لم يعد في حوزتنا أية أسلحة أخرى تقريباً، بينما يمتلك القذافيكل الأسلحة المميتة المتاحة في العالمquot;.

وختمت الصحيفة الأميركية بقولها إن الحرب البرية الدائرة في شرق ليبيا قدَّّمت العديد من الأمثلة على العواقب الأمنية الإقليمية المحتملة الملازمة للدول الهشة التي تقوم بتكديس مخزونات من الأسلحة العسكرية. فمنذ بدء الانتفاضة في منتصف شهر شباط/ فبراير الماضي، والكثير من الأسلحة والذخائر الخاصة بالحكومة الليبية قد خرجت من عهدة الدولة، وانتشرتكل أنواع الأسلحة في الشوارع.