فيما اكدت عائشة القذافي أن المطالبة بتنحي والدها تشكل quot;استفزازا لكل الليبيينquot;، جدد ساركوزي واوباما وكاميرون تاكيدهم ان لامستقبل لليبيا مع العقيد.
طرابلس: اعلنت عائشة ابنة الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي مساء الخميس امام حشد من الليبيين في طرابلس ان المطالبة بتنحي القذافي quot;استفزاز لكل الليبيينquot;، وشنت هجوما عنيفا على قطر والامارات اللتين تشاركان في العمليات العسكرية ضد نظام والدها.
وقالت ابنة القذافي من امام بيت والدها في باب العزيزية بمناسبة الذكرى ال25 للغارة التي شنتها الولايات المتحدة على هذا المبنى ان quot;الحديث عن تنحي القذافي كلمة استفزازية لكل الليبيين، فالقذافي لكل الليبيين وليبياquot;.
واضافت quot;عندما قال والدي quot;اذا كان الشعب لا يريديني فانا لا استحق الحياةquot;، رد عليه الشعب quot;بل من لا يريدك هو من لا يستحق الحياةquot;، مؤكدة ان quot;القذافي هو المجد والعزة والكرامة وهو من جعلنا نحن الليبيين نعانق السماءquot;.
وقالت عائشة في ذكرى الغارة التي استهدفت منزل والدها في 1986 ردا على اتهام واشنطن لنظامه بالوقوف وراء تفجير ملهى في برلين سقط فيه جنود اميركيون quot;منذ 25 سنة حاولتم ان تقتلوني وانا طفلة، والان رجعتم لتقتلوا اطفالي واطفال الليبيينquot;.
وقالت ايضا مخاطبة الدول الغربية ولا سيما القوة الاستعمارية السابقة ايطاليا quot;في سنة 1911 شنقتم عمر المختار وجدي، والان تريدون قتل والدي بحجة حماية المدنيين، من هم هؤلاء المدنيون؟ هل هم هؤلاء الذين يحملون الرشاشات والقنابل والار بي جي؟quot;.
واضافت quot;ارحلوا عن سمائنا بصواريخكم وقنابلكم، نحن شعب لا يهزم الى الابد، ولكن قبل ان ترحلوا خذوا ذيولكم معكم: دويلة قطر المحتلة، دويلة عبارة عن عائلة تسكن داخل قاعدة تأتي اليوم للتكلم عن شعب ليبيا من داخل مستعمرة فسحقا لهم. والامارات ادعوها ان تأخذ طائراتها وتذهب لتحرر جزرها المحتلة (من قبل ايران)، وسحقا لها ايضاquot;.
وختمت عائشة القذافي كلمتها مخاطبة الجمع quot;دمتم تطهرون بلادكم كما قال والدي بيت بيت، وزنقة زنقة، وشارع شارعquot;.
الغرب يجدد التاكيد: لا مستقبل لليبيا مع القذافي
من جهة اخرى، اعتبر الرئيسان الفرنسي نيكولا ساركوزي والاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون انه quot;من المستحيل ان نتخيل مستقبل ليبيا والقذافي على رأس السلطة فيهاquot;، وذلك في مقال مشترك نشرته الجمعة اربع صحف، فرنسية واميركية وبريطانية وعربية.
وجاء في المقال ان quot;هدفنا ليس إزاحة القذافي بالقوة. لكن من المستحيل ان نتخيل مستقبل ليبيا والقذافي على رأس السلطة فيها (...) ولا يمكن للعقل ان يتصور ان من حاول ارتكاب مجزرة ضد شعبه يلعب دورا في حكومته مستقبلاquot;.
واضاف الزعماء الثلاثة في مقالهم الذي نشر في صحف الفيغارو الفرنسية والتايمز البريطانية والهيرالد تريبيون الاميركية والحياة العربية quot;اذا ما قبل العالم بهذه الترتيبات فسيواجه افراد الشعب الشجعان، الذين صمدوا في وجه قوات استهدفتهم بالهجمات من دون شفقة ولا رحمة، بعملية انتقامية رهيبة، وسيكون في ذلك خيانة فوق ما يتصوره العقل للشعب الليبيquot;.
وتابعوا quot;علاوة على ذلك، لن تكون ليبيا مجرد دولة منبوذة فحسب، بل كذلك دولة مارقة، فقد وعد القذافي بشن هجمات ارهابية ضد السفن والطائرات المدنية. ونظرا لانه فقد القبول بين افراد شعبه، فان أي اتفاق لابقائه في السلطة سيؤدي الى المزيد من الفوضى والخروج على القانونquot;.
واضاف الزعماء الثلاثة في مقالهم quot;نحن نعلم من وحي تجربة مريرة ما قد يعنيه (بقاء القذافي في السلطة). وليس بمقدور اوروبا ولا المنطقة ولا العالم، مشاهدة تحول ليبيا الى ملاذ آمن للمتطرفين على اطراف حدودناquot;.
ومن اجل تسريع رحيل القذافي، اعتبر ساركوزي واباما وكاميرون انه quot;يتوجب على قوات حلف الاطلسي مواصلة عملياتها لاجل استمرار توفير الحماية للشعب وزيادة الضغط على النظام. وحينها فقط يمكن البدء بعملية حقيقية للتحول من الديكتاتورية الى عملية شمولية دستورية، بقيادة اجيال جديدة من القادةquot;.
واذ اعتبروا انه يتوجب على الامم المتحدة والدول الاعضاء فيها quot;مساعدة الشعب الليبي بينما يعيد بناء ما دمره القذافي(...) ومساعدة الليبيين في بناء المؤسسات وتعزيز أسس مجتمع مزدهر ومنفتحquot;، وquot;لكن الشعب الليبي، وليس الامم المتحدة، هو من يختار دستوره الجديد وينتخب قادته ويكتب الفصل الجديد في تاريخ ليبياquot;.
وشدد الزعماء الثلاثة على انه quot;لن يهدأ بال الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا إلى أن تنفذ قرارات مجلس الامن الدولي بالكامل، ويتمكن الشعب الليبي من تقرير مستقبلهquot;.
واذ شددوا على انه quot;لا بد للعقيد القذافي من أن يرحل، وأن يكون رحيله بلا رجعةquot;، كي تبدأ المرحلة الانتقالية هذه، طالب كاميرون وساركوزي واوباما على الفور بquot;وقف حقيقي للعنف، متمثل بالفعل لا بالقول. وعلى النظام الليبي ان يسحب قواته من المدن التي يحاصرها، بما فيها أجدابيا ومصراتة وزنتان، ويعود الى ثكناتهquot;.
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الاميركي حول ليبيا
على صعيد متصل، كشف اعضاء في مجلس الشيوخ الاميركي عن مشروع قرار يعلن ان الضربات الجوية ضد ليبيا لا تدخل quot;في المصالح الحيويةquot; للولايات المتحدة وان اي عمل في المستقبل يجب ان يقره الكونغرس.
وقال السناتوران الجمهوريان جون اينساين وكاي بايلي هوتشيسون quot;يجب ان يحصل الرئيس باراك اوباما على موافقة الكونغرسquot; قبل البدء باية عملية عسكرية.
وعلى خط مواز، يعمل السناتوران الديموقراطيان جون كيري وكارل ليفين وكذلك الجمهوري جون ماكاين معا على مشروع قرار اخر يجيز التحرك الاميركي في ليبيا.
وينص الدستور الاميركي على انه يعود للكونغرس السماح او عدم السماح للولايات المتحدة الدخول في اية حرب. ومع ذلك فان عددا من الرؤساء ادخلوا بلادهم في حروب بالرغم من قانون صادر عام 1973 حاول الحد من سلطاتهم.
وحسب النص، فان القوات الاميركية التي تتحرك بامر من الرئيس يجب ان تنسحب خلال ستين يوما في حال عدم الحصول على موافقة الكونغرس.
التعليقات