جانب من لقاء الرئيس التركي غول بالصحافيين |
أنقرة: أكد الرئيس التركي عبد الله غول أن بلاده حالت دون تقسيم العراق، وقال إن مدينة كركوك هي عراق مصغر تسعى بلاده إلى أن تنعم الأطياف الثلاثة التي تسكنها بالمساواة والعدل وبعيش مشترك. وحذّر من صدام طائفي شيعي سني في المنطقة تسعى إليه بعض الاطراف. واشار الى ان بلاده تأمل ان تتحقق التغييرات والاصلاحات في الدول العربية من دون اراقة دماء او معاناة لشعوبها.
تركيا والقضية العراقية
حول الموقف التركي من القضية العراقية، اكد الرئيس التركي ان بلاده بذلت ما بوسعها من اجل الحفاظ على وحدة العراق. وقال ان اجتماعات مؤتمرات الجوار العراقي انعقدت تسع مرات، وترأس بعضها هو شخصيا quot;ولولا المواقف التركية خلالها لتم تقسيم العراق، لكن المشكلة في هذا البلد هو التناحر الشيعي السنيquot;. واشار الى ان بعض القوى التي لم يسمها ترى انه اذا لم يحصل تصادم ايراني اسرائيلي في المنطقة فإنه لابد من العمل على تحقيق تصادم طائفي فيها.
واضاف في هذا المجال ان الحرب الطويلة بين العراق وايران في بداية ثمانينات القرن الماضي اندلعت لاسباب غير منطقية، لكنها خلفت الملايين من القتلى والجرحى والارامل والايتام.
الموقف التركي من مدينة كركوك
في ما يخص الموقف التركي من مدينة كركوك العراقية الشمالية التي يسكنها خليط قومي ويطالب الاكراد بضمها الى اقليمهم الشمالي، اشار غول في لقاء خاص في القصر الرئاسي في
اقرأ في إيلاف أيضا: |
غول: على القذافي التنحي والأسد متناغم مع مطالب شعبه |
أنقرة مع صحافيين عراقيين وعرب يحضرون اعمال المؤتمر الرابع للإعلام والصحافة التركمانية العراقية المنعقد حاليًا الى ان بلاده ناقشت قضية المدينة مع حلف الاطلسي ومع الاتحاد الاوروبي وبقية الاطراف الدولية المهتمة بأوضاع العراق، واكدت لهم ان كركوك هي عراق مصغر quot;ومطلبنا ان تنعم الاطياف الثلاثة التي تسكنها (التركمان والاكراد والعرب) بالمساواة والعدل وان تنعم ايضا بعيش مشتركquot;.
واكد على ضرورة قيام الاعلام العربي بالتعريف بالمواقف التركية من القضايا العربية، وان يقوم الاعلام التركي بالتعريف بالقضايا العربية، وان يتناغم الاعلامان على اسس مشتركة من الصداقة الحقيقية التي هي امل الشعوب والاجيال الجديدة .. وأكد ان quot;الاعلام يمكن ان يؤدي دورا مهما في هذا المجالquot;.
الاصلاحات في دول المنطقة
واضاف الرئيس التركي ان بلاده كانت تتمنى ان تكون التغييرات التي تشهدها بعض بلدان المنطقة من دون اراقة دماء وبأقل قدر من المعاناة لشعوبها، موضحا ان هذه التغييرات قد تأخرت كثيرا. وقال quot;انا مع التغيير الذي يجب ان يحصل في العالم العربي وكان المؤمل من قادته ان يحققوا هذا التغيير بدون مطالبة شعوبهم بهquot;.
وشدد بالقول على أنه يجب تنظيم البيت في دول المنطقة داخليا من بعض الروائح الكريهة غير اللائقة واذا كانت انوفنا معتادة على هذه الروائح فإن العالم من حولنا يشمهاquot;.
واكد ان تركيا تحدثت مع عدد من قادة المنطقة، ودعتهم الى الشفافية في معالجة اوضاع بلدانهم ومراعاة حقوق الانسان وازالة الظلم. وقال quot;لا اخفي اني عندما اجتمع مع هؤلاء القادة على انفراد اتحدث عن هذا الموضوع، واقول لهم quot;ليس المهم ما يصلنا من مصادرنا الرسمية حول اوضاع بلداننا، ولكن المهم هو موقف ورأي الشارعquot;.
واضاف انه ومنذ عام 2002 عندما كان رئيسًا للوزراء ثم ثم وزيرًا للخارجية فرئيسًا للجمهورية quot;كنت احذر المسؤولين في هذه البلدان بأن عليهم ان يمسكوا بزمام المبادرة من دون حصول انفجار شعبي او تدخل قوى خارجية تريد تنظيم البيت الداخلي لهذه الدول كما تريد تلك القوى لا كما ترغب هذه الدولquot;.
واشار الى ان الحكومة التركية تحدثت عن الاصلاح في بلدها ايضًا ونفذته فعلاً، وهي خلال السنوات العشر الماضية حققت اصلاحات جذرية، ولذلك فهي قوية الآن وأقوى عما كانت عليه. مشددا على انها عازمة على مواصلة الاصلاحات كلما رأت حاجة لذلك.
تركيا لاتريد أن تلقّن دول المنطقة دروسًا
وعن المواقف التركية من قضايا العرب ودول الجوار، اكد الرئيس غول ان بلاده لاتريد ان تفرض نموذجها على هذه الدول او تلقنها دروسا في هذا المجال. وقال quot;لكنها يمكن ان تكون ملهمة لدول المنطقةquot;. واشار الى ضرورة توفر الثقة المتبادلة بين هذه الدول لأن اي تعاون مثمر في ما بينها لن يتحقق بدون هذه الثقة كما قال.
واضاف ان تركيا لا تريد وليس من مسؤوليتها التدخل في شؤون دول المنطقة الاخرى او ترتيب بيتها الداخلي لان هذا ليس من واجباتها وليس لها رغبة في ذلك. وقال quot;لكني كمسلم وإنسان أريد الاخوة والاصدقاء في هذه البلدان أقوياء وسعيدين لذلك نتشاطر معهم هذه القيم والمعاييرquot;.
وفي الجزء الاول من الحديث، دعا الرئيس التركي عبد الله غول العقيد الليبي معمّر القذافي إلى التنحّي وتسليم السلطة الى الشعب محذرًا من تقسيم البلاد او اراقة المزيد من دماء ابنائها. وعبّر في اجابة عن اسئلة لـquot;ايلافquot; عن أعتقاده أن الرئيس السوري بشار الاسد راغب في الاصلاح ومتناغم مع تطلعات شعبه، لكنه تمنى عليه تجنب اراقة الدماء واستخدام العنف.
التعليقات