انتقد باحث إسلامي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية لإقامتها دورات تدريبية حول عالم السحر والشعوذة، رافضًا أن يكون الجنّ متلبسًا أو قادرًا على التحكم بقدرات الإنسان، يأتي ذلك في أعقاب انتقادات واسعة في قضية قاضي حصّل مئات الملايين كرشوة، معتبرًا أنه كان يعاني سحرًا وتلبسًا.

جدة: انتقد الباحث في إعجاز القرآن والسنّة المهندس عبد الدائم الكحيل الخطوة التي أقدمت عليها هيئة إسلامية كبيرة كهيئة هيئة الأمر بالمعروف والنهي حول إقامتها دورات تبين كيفية التعامل مع القضايا التي كتب السيناريولها quot;الجنquot;، مبيناً في حديثه لـquot;إيلافquot; بأنه ليس هناك ما يثبت أنالشيطان له وسيلة تأثير بالاهتزازات أو الذبذبات غير المرئية، ومضيفًا بأن الشيطان يؤثر علينا بوساطة الذبذبات الشيطانية غير المرئية، ولا ننكر ذلك كباحثين لأن هذه الذبذبات لها ترددات عالية، ولذلك نجد أن آخر سورة في القرآن ختم الله بها كتابه هي سورة الاستعاذة من الشيطان.

وأشار الكحيل إلى أن علماء علم الطاقة أوضحوا أن هؤلاء الجنّ تأثيرهم عال على دماغ الإنسان لكونه يبث بشكل دائم الذبذبات الكهرومغناطيسية، التي يمكن قياسها بأجهزة خاصة، مطالبًا بوجوب العنايةلأنه وحتى أثناء النوم لا يتوقف الدماغ عن بث هذه الذبذبات. ولفت الكحيل إلى أن عددًا كبيرًا من العلماء أكدوا أن هذه الذبذبات مع الذبذبات التي يبثها القلب تشكل مجالاً كهرومغناطيسيًا يحيط بالإنسان، ويمكن تصويره بكاميرا خاصة (كاميرا كيرليان)، واستدرك مبيناً أن طريقة التخلص منه تتم بكل سهولة ودراية بما يُفعل، وهو عن طريق استخدام الماء لإبعاد تأثير الشيطان، وأفضل استخدام للماء هو على شكل الوضوء، فالاستعاذة بالله من شر الشيطان باستمرار.

رافضاً في سياق حديثه لإيلاف أن يعترف بأن الجن قد يسكن في جسم الإنسان بأي شكلاً كان أو يتلبسه، رغم أن 82% يشبّه ناشرين تلك المعتقدات بأنهم يوهمون الناس بما ليس هو واقع حتى يكسبون من ورائهم الأموال ويشكلون لأنفسهم ثورات وكنوزًا.

ورأى أن الجني مهمته تكمن في أنه يوسوس للإنسان، ويؤثر على دماغه وقلبه، فيصبح لدى هذا الإنسان وساوس وهموم وتخيلات، حيثبين أن ما نراه من بعض الذين يدعون أن هذا الإنسان مسّه الشيطان وسكن فيه، فيقرأ عليه القرآن ليخرج أو يحترق، فهذه أوهام، مطالباً الهيئات الإسلامية فيكل الدولبالالتفات لتوعية العامة من الناس حول عالم السحرة والمشعوذين الذين يستغلون ضعف وخوف وحاجة الناس الجاهلة للعلاج والتخلص من الأمراض والعاهات النفسية أكثر منها quot;جنينيةquot;.

فحول عالم الجن الذي يجذب السحرة والمشعوذين في شتى أنحاء العالم، رأت الغالبية من العلماء والباحثين في عالمهم، أنه عالم واسع يحيط بنا، ولكن لا نراه، ويؤثر علينا في حياتنا وأفكارنا وتصرفاتنا، في الوقت الذي أجمعتكل المذاهب الفقهية والديانات السماوية على التأكيد على وجوده، لافتين النظر إلى أن سورة الجن في القران الكريم دليل كاف لوجودهم في عالمنا، ولقد ذُكر بأن من أنكر وجودهم فهو خارج عن مُلة الإسلام، فحتى الكفار يعترفون بوجوده.

وساهم الإعلام السعودي بشكل أو بأخر بتسليط الضوء الأكبر على ضرر السحر على البشر، مما أسهم بسرعة تجاوب هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية بالنظر إلى الحوادث التي بطلها الأول quot;الجنquot;، مما أجبرها على إقامة دورات تثقيفية تدريبية لمنسوبيها لتعريفهم بكيفية التعامل مع القضايا، التي هيبين المدعي الإنسان والمدعي عليها الجاني بشكل مبطن، في خطوة تحسب لها لا عليها، خاصة في ظل الهجوم التي تتعرض له من عدم النظر في تلك القضايا بجدية وصرامة.

في السياق نفسه،ذكر مؤرخون بأن الجن يعيشون في عالم مُختلف، وبعيداً عن عالم الإنسان وعالم الملائكة، فعلى الرغم من أنهم مُرتبطون بالإنسان بقدر مُشترك من حيث الاتصاف بصفة العقل والإدراك، ومن حيث القدرة على اختيار طريق الخير والشر، ويخالفون الإنسان في أمور، أهمها أن أصل الجان مخالف لأصل الإنسان، إلا أنهم يأكلون ويشربون كل شيء، وأي شيء يخصّ الإنسان ما لم يذكر فيه اسم الله، وهذا ما أثبتته الآيات القرآنية والأحاديث النبوية.

وكانت المباحث الإدارية اكتشفت في شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي قضية رشوة تلقاها قاضي يعمل في محكمة المدينة المنورة (غرب السعودية)، تجاوزت الـ(600) مليون ريال، وكشفت التحقيقات معه عن اتهام القاضي للوسيط بسحره، وتلبسه بالجن للمصادقة على أرض مخطط له في المدينة.

الجدير بالذكر أن هناك العديد من المواقع الإلكترونية بدأت بمهاجمات لاعب الخفة (الساحر) السعودي أحمد البايض، الذي شارك أخيراً في برنامج (Arabs'-Got-Talent)، والذي ينتظر الآن موافقة الحكومة المصرية لإخفاء الأهرامات، رافضاً أن يلقب بالساحر، لأنه لا يتعامل بأي شكل من الأشكال مع جني لمساندته كما يفعل الساحر أو المشعوذ.

مبيناً في حوار سابقاً له أنه ومع بدئه في عام 2003 كانت تدار حوله الشبهات، خاصة وأنه كان يقطع نفسه إلى أجزاء أمام الجمهور، ويعود كما إنه لم يفعل شيئاً، إلا أنه ومع الوقت بات هناك تقبل لفنه، وأصبح يحصل على تصريح من أمير المنطقة، مطالبين بمنعه من الاستمرار في ما يقوم به، لأنه يؤثر على النشء، ويحرك سوق السحرة والمشعوذين مشككين بنواياه الداخلية، إلا أنه أكد أن ما يقوم به هو خدع بصرية وهمية تظهر للعامة على أنه حقيقة، مستنكرين صمت الهيئة عنه وعدم الالتفات إليه.