ربّما سيكون حل الحزب الوطني الديموقراطي في مصر خطوة quot;تاريخيةquot; الى الامام ولكن quot;العمل الحقيقيquot; لبناء الديموقراطية لايزال طويلا.


القاهرة: اعتبر ناشطون مصريون ان حل الحزب الوطني الديموقراطي الذي كان يحكم مصر قبل اسقاط الرئيس السابق حسني مبارك خطوة quot;تاريخيةquot; الى الامام ولكن quot;العمل الحقيقيquot; لبناء الديموقراطية لايزال طويلا.

وعنونت صحيفة الشروق المستقلة الاحد quot;الحزب الوطني الديموقراطي باطلquot;، بينما كتبت صحيفة المصري اليوم المستقلة في صدر صفحتها الاولي quot;حكم نهائي بوفاة الوطني واعادة ممتلكاته ومقاره الى الدولةquot;.

وحتى الاحزاب الحكومية التي كانت متحدثا غير رسمي باسم حزب مبارك، رحبت بالحكم quot;التاريخيquot; الذي اصدرته المحكمة الادارية العليا السبت.

وقال التلفزيون الرسمي المصري ان مقر الحزب الوطني الديموقراطي الواقع على النيل في وسط القاهرة والذي احرق اثناء الانتفاضة التي اطاحت بمبارك في 11 شباط/فبراير الماضي سيتم تحويله الى متحف.

كما اعلن علي السمان المستشار الاعلامي لرئيس الوزراء المصري عصام شرف ان مقر الحزب الوطني في مدينة الجيزة سيصبح مقرا للمجلس القومي لحقوق الانسان الذي قرر مجلس الوزراء قبل ايام اعادة تشكيله ليضم معارضين وشخصيات مستقلة وليخرج منه اعوان مبارك.

واستندت المحكمة الادارية العليا في قرارها بحل الحزب الوطني الديموقراطي الى انه quot;افسد الحياة السياسيةquot;.

واكدت المحكمة ان الحزب quot;تبنى سياسات انتجت دكتاتورية وهيمن على السلطة وزور الانتخابات وتحكم في البرلمان فافسد الحياة السياسية وسخر الاجهزة الامنية لصالحه واخر الوطن اقتصاديا واجتماعيا وتسبب في زيادة الفقر والبطالةquot;.

وكان حل الحزب، مع محاكمة الرئيس السابق، من ابرز مطالب quot;ثورة 25 ينايرquot; التي انهت 30 عاما من حكم مبارك.

ويوجد مبارك الان تحت الحراسة في مستشفى شرم الشيخ الدولي بعد ان اصدر النائب العام المصري عبد المجيد محمود هذا الاسبوع قرارا بحبسه 15 يوما على ذمة التحقيقات في الاعتداءات على المتظاهرين اثناء الانتفاضة المصرية التي ادت الى مقتل قرابة 800 شخص واصابة اكثر من خمسة الاف اخرين.

وانضم نجلاه علاء وجمال مبارك الى العديد من رموز النظام السابق المحبوسين على ذمة التحقيقات في سجن طره بالقاهرة بعد ان وجه اليهما النائب العام نفس الاتهامات الموجهة لوالدهما وقرر حبسهما احتياطيا 15 يوما كذلك.

وعلى الرغم من جهد كبير قام به جمال مبارك خلال السنوات الثماني الاخيرة من حكم مبارك للايحاء بانه يقوم بتحديث الحزب الوطني الديموقراطي الا ان الاخير ظل اداة في يد السلطة استخدمت خلال السنوات الاخيرة لتمهيد الطريق لسيناريو توريث الحكم لجمال مبارك الذي اسقطته انتفاضة المصريين.

واحاط جمال مبارك نفسه بمجموعة من التكنوقراط في وقام باصلاحات كان اهمهما برنامج لخصخصة القطاع العام في اطار سياسات اقتصادية ليبرالية.

وتجرى تحقيقات حاليا مع العديد من مسؤولي نظام مبارك بتهم تتعلق باستغلال النفوذ والاستيلاء على اراضي الدولة وتكوين ثروات غير مشروعة وبيع شركات القطاع العام باسعار اقل من قيمتها الحقيقية.

وقالت مجموعة خالد سعيد، التي اطلقت الدعوة لتظاهرات 25 يناير، في صفحتها على فيسبوك ان حل الحزب الوطني الديموقراطي quot;نجاح اخر كبير للثورةquot;.

واكد الناطق باسم حزب الوفد محمد شردي ان حل هذا الحزب quot;كان مطلبا رئيسيا للثورة ومصر لن يحكمها بعد الان حزب واحدquot;.

واكد رئيس حزب الكرامة واحد المرشحين لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي انها quot;استجابة اخرى لمطالب الثورة وهي خطوة على طريق تطهير البلاد من رموز النظام القديم والفسادquot;.

وتم الترحيب بحل الحزب الوطني في مصر عموما ولكن كثيرين اعتبروا انه مازال هناك خطوات اخرى كثيرة مطلوبة.

وقالت رباب المهدي استاذة العلوم السياسية بالجامعة الاميركية في القاهرة quot;انها بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن القرار كان ينبغي ان يتضمن منع كوادر الحزب الوطني من الترشح في الانتخابات لفترة زمنية محددةquot;.

واضافت ان الحكومة مازالت تتخذ قرارات من دون التشاور حولها مع القوى السياسية مثل قرار تعيين المحافظين الذي اصدره رئيس الوزراء الخميس الماضي واثار العديد من الاحتجاجات.

وقال الناشط وهو احد الذين شاركوا في تنظيم التظاهرات ابان الانتفاصة المصرية ضد مبارك ان حل الحزب الوطني هو quot;استجابة لاحد مطالب الثورة ولكن هذا القرار هو الاسهل فالجميع كانوا متفقين عليهquot;.

وتابع quot;العمل الحقيقي لم ينجز بعد وهو اي نوع من الديموقراطية نريد واي نظام سياسي سيتم الاتفاق عليه وهذه هي المهمة الاصعبquot;.