بات مستقبل الحزب الوطني الحاكم في مصر الذي يرأسه الرئيس المصري حسني مبارك على المحك، بعد موجة الإحتجاجات الأخيرة التي تشهدها مصر، خاصة مع إحراق غالبية مقاره في مختلف المحافظات المصرية.


أصبح مستقبل الحزب الوطني الحاكم الذي يرأسه الرئيس المصري حسني مبارك على المحك، بعد تصاعد حدة الغضب تجاه الحزب وتدمير غالبية مقاره في مختلف محافظات الجمهورية. في حين يثار التساؤل حول المستقبل السياسي لأمين لجنة السياسات في الحزب الوطني جمال مبارك نجل الرئيس المصري.

وكان مقر الحزب الوطني هو أحد الأهداف الرئيسة للتدمير من قبل المتظاهرين، حيث تمكنوا من تدمير عدد كبير من مقار الحزب، بما فيها المقر الرئيس في ميدان التحرير والذي استمر إشعال النيران فيه لمدة يومين، حيث كان المتظاهرون يهدفون إلى إسقاط الحزب ولو بصورة رمزية.

الإئتلاف الشعبي: جمال مناسب للرئاسة!

من جهته يقول مجدي الكردي المنسق العام للإئتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك إن ما يحدث في البلاد هو فوضى نتيجة سياسات الفشل من قبل العديد من القيادات الحزبية في مصر، مشيراً إلى ان أحمد عز أمين التنظيم المستقيل وعدد من القيادات التي لا تزال موجودة حتى الآن هي السبب وراء حالة الاحتقان الجماهيري.

وشدد على أن الحزب يجب أن يقوم بدراسة ما حدث جيداً لمعرفة سبب حالة الغضب التي تسيطر على الشارع، مطالباً قيادات الحزب بالنزول إلى الشارع ومعرفة مشكلات المواطنين الحقيقية.

يؤكد الكردي أن مستقبل جمال مبارك لم ينته بسبب هذه التظاهرات لان على حسب تعبيره هناك أغلبية صامتة لم تتحرك حتى ألان لافتا إلى أن الحكم في النهاية للشعب مع الأخذ في الاعتبار بان جمال مبارك مواطن مصري وسياسي مخضرم واحد أفضل الأفراد المناسبين لمنصب رئيس الجمهورية.

quot;الغدquot;: مبارك ونجله خلقا الفساد

أما الدكتور ايمن نور رئيس حزب الغد فرأى أن الحزب الوطني وقياداته كافة بمن فيهم الرئيس مبارك ونجله إنتهوا من الحياة السياسية في مصر وعليهم الرحيل أمس قبل اليوم، لأنهم من خلقوا الفساد في مصر وقاموا بتسيير البلطجية في الشارع المصري للقيام بعمليات سلب ونهب للممتلكات العامة.

وأكد نور أن إحراق مقار الحزب الوطني دليل على رغبة الشعب المصري بالتخلص من أي شيء يذكره بالحزب الذي استمر في تخريب مصر لمدة 30 عاماً، دون أن يتوقف عن ذلك ويستمع إلى نصائح الشعب، واعتبر كل من ينادي بالإصلاح هم قلة مندسة في المجتمع.

وشدد على أن يوم الجمعة الماضية بعدما كسر الشعب المصري حاجز الخوف، أعلن الشعب من هو المندس: الحزب الذي لا يمثل إلا قلة أم الغالبية الشعبية التي لا تجد قوت يومها. مؤكدا ضرورة رحيل قيادات الحزب الوطني كافة من السلطة ومحاكمتهم أمام القضاء.

وقال المعارض المصري الذي قضى سنوات عدة في قضية إتهامه بتزوير توكيلات لحزبه ان رسالة الرئيس مبارك لتخويف الشعب من خلال وجوده في مقر القيادة العسكرية أمر لن يهم المصرين لأنه لن يستطيع ان يقمع الشعب المصري كله.

الإخوان: مصرون على تنحي مبارك

قال الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان المسلمين ان اندماج الإخوان في التظاهرات أمر طبيعي لأنهم جزء من الشعب المصري، نافياً كل ما تردد عن قيام عناصر إخوانية بعمليات تخريبية في الشارع المصري خلال الفوضى التي سادت البلاد خلال الأيام الماضية.
وشدد العريان على ان الإخوان قاموا بالتنسيق مع باقي القوى والتيارات السياسية من أجل إنقاذ مستقبل مصر، حيث وقفوا للدفاع عن المنازل والمباني والمنشآت والخدمات العامة مؤكداً ان القوى السياسية يجب ان تتحد في هذا الوقت الحرج من تاريخ مصر.

وأوضح ان إتفاق الجماعة من أجل دعم الحكومة الإنتقالية في البلاد برئاسة الدكتور محمد البرادعي، مشددا على أن الشعب المصري لن يتراجع عن تخلي الرئيس مبارك عن السلطة بعد ان استمر فيها لمدة 30 عاما.
الوطني: رفضنا تظاهر شبابنا تجنباً للصدام!
من جهته قال الدكتور جهاد عودة القيادي في الحزب الوطني الحاكم واستاذ العلوم السياسية في جامعة حلوان إن ما حدث هو درس للحزب الوطني لا بد أن يستفيد منه مستقبلاً، مؤكدا ان الحزب لم يكن يدرك القوة الحقيقية للشباب الغاضب والحركات الاحتجاجية.

وأكد عودة ان الحزب رفض أن يخرج شبابه في تظاهرات مضادة حتى لا تتحول حرباً بين المؤيدين والمعارضين، مشددا على ان الحزبما زال يتمتع بالغالبية بين فئات وتيارات قوى الشعب المختلفة.

وعن المستقبل السياسي لنجل الرئيس قال عودة ان هذا لا يؤثر لافتا الى أنه من الممكن ان يترشح جمال مبارك في الإنتخابات بعد القادمة إذا رغب في ذلك بصفته مواطناً مصرياً ومن حق الشعب ان يختاره او يرفضه وفقا لأجندته.