يتساءل كثيرون عن مصير جمال مبارك نجل الرئيس المصري حسني مبارك، وسط توقعات بسفره إلى لندن.
بروابطه الأسرية في بريطانيا - وويلز خصوصا- وشركته سابقا في حي المال اللندني laquo;السيتيraquo;، ومنزله الفاخر في أحد أرقى أحياء لندن، فمن الطبيعي أن يفضل جمال مبارك العاصمة البريطانية على غيرها في حال صار خيار الهرب من مصر الخيار الوحيد أمامه.
والواقع أن لندن - مثل بقية العواصم العربية - تعج بإشاعات مفادها أن ابن الرئيس المصري الذي كان موعودا بالخلافة على العرش، موجود فيها منذ أيام ويعيش في منزله المؤلف من ست طوابق والواقع في ويلتون بلايس على بعد دقائق قليلة من متجر laquo;هارودزraquo; في نايتسبريدج وتقدر قيمته بما بين 8 و10 ملايين جنيه (12.5 إلى 15.5 مليون دولار).
وقالت صحيفة laquo;تايمزraquo; البريطانية إنها توجهت بالسؤال الى السفارة المصرية فنفى ناطق باسمها صحة الإشاعة قائلا إن غير موجود في بريطانيا. وفي وزارة الخارجية البريطانية قال مصدر إنه يشك في صحة النبأ.
والواقع انه لا وزارة الخارجية أو الداخلية في بريطانيا ستحيط علما بوصول جمال الى لندن لأنه يحمل جواز سفر بريطانيا ناله أولا بفضل أن والدته، سوزان، نصف بريطانية، ولأنه قضى سنوات طويلة في لندن عمل فيها لـlaquo;بانك اوف أميريكاraquo; و أدار فيها شركته Associates MedInvest laquo;ميدإنفسيست اسوشييتسraquo; في حي السيتي. وتخصصت هذه الشركة في تقديم المشورة للراغبين في الاستثمار في منطقة الشرق الأوسط (1994 إلى حين استقالته من إدارتها لخمس سنوات في 2001).
ونقلت laquo;تايمزraquo; عن مصدر في القاهرة قوله إن جمال شوهد في مطار القاهرة مع زوجته، خديجة الجمّال (27 عاما) وابنته - وقرابة مائة حقيبة كبيرة - وهم يتوجهون إلى طائرة خاصة عُلم لاحقا إن وجهتها هي لندن. وقال أحد كتاب المدونات الشخصية على الإنترنت laquo;بلوغرraquo; إن زوجته خديجة شوهدت وهي تتسوق في متجر laquo;سيلفريدجraquo; الشهير في أوكسفورد ستريت قبل أيام.
ومن جهته قال مراسل لفضائية laquo;سكاي نيوزraquo; الإخبارية في لندن إن الصحافيين الذي تجمهروا أمام منزله في نايتسبريدج شاهدوا سيارة ليموزين مقبلة نحو المنزل وهي تقل رجلا يشبه مبارك مع امرأة وطفلة صغيرة. لكنها لم تتوقف وواصلت سيرها. وقال إن الأرجح أن جمال أمر السائق بعدم التوقف لدى مشاهدته الصحافيين أمامه.
ولد جمال - الملقب laquo;جيميraquo; وسط أهله وأصدقائه المقربين - في القاهرة في 27 ديسمبر / كانون الأول 1963 الابن الثاني للرئيس وسمّي كذلك تيمنا بجمال عبد الناصر. ووالدته سوزان ابنة ممرضة ويلزية من بونتيبريد تزوجت من طبيب مصري وعادت معه الى القاهرة لكنها كانت تصر على أن تكون الانكليزية هي لغة التخاطب في البيت. وكانت الأسرة تزور بريطانيا بانتظام.
وقد حرص الرئيس المصري - بعد حادث اغتيال السادات الذي كاد يودي بحياته معه في 1981 - على ألا يسير أي من ابنيه على خطاه العسكرية فتلقيا تعلميهما الابتدائي والثانوي في كلية سنت جورجز والعالي بالجامعة الأميركية بالقاهرة. والتحق جمال ببانك اوف اميريكا في العاصمة المصرية ومكث فيه خمس سنوات قبل أن يُنقل الى مكاتب البنك في لندن التي كان مؤسسا شريكا فيها لميدإنفسيست اسوشييتس.
وقد تمكنت هذه الشركة من جمع 54 مليون دولار من مستثمرين مصريين وخليجيين لتأسيس شركة أسهم عادية خاصة باسم EFG laquo;ئي إف جيraquo; في مصر. وتحت إدارته، صارت هذه الشركة أحد أكبر بنوك الاستثمار في المنطقة ويقال إنه لايزال يديرها حتى الآن. وفي أواخر التسعينات حصل جمال على دور أكبر حين انضم الى laquo;المجلس الرئاسيraquo; الأميركي - المصري الذي أنشأه والده بالاشتراك مع نائب الرئيس الأميركي وقتها آل غور.
لكن تعيينه في منصب الأمين العام المساعد وأمين السياسات للحزب الوطني الديمقراطي بزعامة أبيه هو الذي فتح الباب أمام سيل التوقعات بأنه يتهيأ للخلافة في الرئاسة المصرية. وقد نفى مرارا أن تكون لديه مطامح رئاسية، لكنه كان مفضلا في دوائر الأعمال المصرية للمنصب بسبب خبرته المالية ولدى عدد من جنرالات الجيش بسبب ولائه للولايات المتحدة. وقد بدأت ملصقات تظهر العام الماضي في أحياء القاهرة الفقيرة تصفه بأنه laquo;حلم الفقراءraquo;. ولكن، رغم سمعته كأحد دعاة تحرير السوق، فقد وجد أن من الصعوبة بمكان التخلص من صورته باعتباره عضو الصفوة السياسية المنعّمة في مصر.
التعليقات