لم تنه تصريحات متعاقبة لقيادات عليا في الحزب الوطني الحاكم التكهنات المثارة داخليا وخارجيا حول هوية مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وإذا ما كان الرئيس مبارك سيرشح نفسه لفترة رئاسية سادسة ام ان نجله أمين لجنة السياسات جمال مبارك سيكون البديل المحتمل، لتستمر لعبة التخمين حول رئيس مصر المقبل لحين إشعار أخر.

وأكد السيد صفوت الشريف الأمين العام للحزب الوطني مجددا ان الرئيس مبارك 82 عاما هو مرشح الحزب في الانتخابات الرئاسية المقررة في عام 2011، إلا ان القرار النهائي في يد الرئيس نفسه.

وقال الشريف في حوار نشر له اليوم في مجلة المصور الرسمية ان هناك إجماعاً حزبياً من قيادات وقواعد الحزب وأماناته على الرئيس مبارك quot;لا أستطيع أن أحجر على قرار الرئيس مبارك لأنه صاحب القرار والعمل الديمقراطي يجب أن يكون كذلك، فما قلته إن الكل في الحزب يتمسك بزعيمه كرئيس للجمهوريةquot;.

ولم يحدد الشريف موعدا دقيقا لمعرفة قرار الرئيس مبارك أو مرشح الحزب للرئاسة المقبلة، بيد انه أكد وجود قواعد في الحزب يجب الالتزام بها محددة بقانون الهيئة العليا للحزب الذي ينص على تقدم عضو منها بالترشيح ثم يعقد مؤتمر الحزب للتصويت عليه وتبلغ به اللجنة العليا المكلفة بالانتخابات.

وهذه التصريحات للرجل الثاني في الحزب الوطني ليست جديدة حيث سبق ان أكد في مرات سابقة ان الحزب لن يرشح غير الرئيس مبارك في الانتخابات المقبلة، التي ينظر اليها باهتمام واسع. بيد انها لم تحسم الجدل المثار في الداخل والخارج حول إمكانية ترشح جمال مبارك الذي تكثفت الحملات المؤيدة له رئيسا للجمهورية في الفترة الأخيرة.

كما تؤكد في الوقت نفسه انه ما زال خيارا مطروحا لخوض الانتخابات المقبلة، لكن سيحدد موقفه بشكل نهائي قرار الرئيس مبارك.
فجمال مبارك تنطبق عليه شروط المادة 76 وفقا للتعديلات الدستورية التي تمت، كما لم يستبعد علي الدين هلال أمين الإعلام في الحزب الوطني ان يكون أمين لجنة السياسات هو مرشح الحزب في الانتخابات المقبلة، قائلا في حوار له مع الاعلامي وائل الابراشي على قناة دريم quot;نحن إذا قرر الرئيس مبارك الترشح فنحن معه، وإذا لم يقرر فجمال أحد الأشخاص الذين يمكن النظر اليهم quot;.

وتنطبق شروط المادة 76 على 49 عضوا في الهيئة العليا في الحزب الوطني. وحددت هذه المادة المثيرة للجدل طريقين فقط لا ثالث لهما، للترشح على منصب الرئيس، اما ان يكون المرشح عضوا في الهيئة العليا لاحد الاحزاب المسجلة، و اما ان يترشح الشخص مستقلا ويشترط ان يحصل على 250 توقيعًا من أعضاء مجلسي الشعب والشورى والمجالس الشعبية المحلية للمنتخبين.

وظهرت حملات ميدانية والكترونية مؤيدة لترشح جمال مبارك لرئاسة البلاد مؤخرا، وتردد وقوف رجال أعمال وقيادات في الحزب وراءها، الا ان الحزب سارع بنفي علاقته بهذه الحملات.

واكد صفوت الشريف نفيه مجددا لعلاقة الحزب بحملة توقيعات جمال مبارك قائلا : quot;أنا نفيت ذلك شخصيا وقلت إن هذا نوع من العبث السياسي سواء لما يثار حول علاقة الحزب بالحملة، فأي توقيعات تجرى تحت أي مسمى ولصالح أي مرشح هى نوع من العبث السياسيquot;.

وارجع هذه الحملات الى استفزاز بعض الشباب في الحزب من الحملة الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل للرئاسة، مؤكدا ان الحزب يرفض هذه الحملات بكل أشكالها وبكل أنواعها وبكل مسمياتهاquot;.