أكد وزير الخارجية اليمنى أمس أن اللقاء الذى عقدته المعارضة اليمنية أمس مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجى للبحث فى مبادرتهم حول اليمن هو بداية عملية ستقود فى النهاية إلى إنتقال السلطة سلمياّ.


صنعاء :أكد وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أمس أن اللقاء الذي عقدته المعارضة اليمنيةأمس مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي للبحث في مبادرتهم حول اليمن، هو بداية عملية ستقود في النهاية إلى انتقال السلطة.

وقال القربي للصحافيين على هامش مؤتمر حول القرصنة في دبي: quot;إن اجتماع الرياض هو بداية العملية وليس نهايتهاquot;.

وأكد القربي أن هذه العملية quot;ستقود في النهاية إلى انتقال للسلطة في اليمنquot;، حيث تستمر التظاهرات المطالبة بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الذي يحكم منذ 32 عاما.

من جهتها، أكدت المعارضة اليمنية في اجتماعها مع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي في الرياض تمسكها بالمبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن في صيغتها الأولى مع التمسك بتنحي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح.

وقد تقرر عقد جولة حوار بين دول المجلس والحكومة اليمنية، حسبما أفاد بيان صادر عن الاجتماع.

وذكر البيان أن وفد ممثلي المعارضة اليمنية المنضوية تحت لواء اللقاء المشترك quot;أعرب عن تمسكه بالمبادرة الصادرة في الثالث من نيسان (أبريل) الجاريquot;.

وأشار البيان إلى أنه quot;تم الاتفاق على أن يستمر الحوار والتشاور مستقبلا وستكون هناك أيضا جولة أخرى من الحوار والتشاور بين دول مجلس التعاون والحكومة اليمنيةquot;، دون تحديد موعد لها.

وقال القيادي في المعارضة اليمنية سلطان العتواني (ناصري) للصحافيين في أعقاب الاجتماع: quot;نحن مع المبادرة الخليجية ونرفض الفقرة التي صدرت في البيان الختامي لوزراء خارجية مجلس التعاون في 10 نيسان (أبريل) التي تشير إلى نقل سلطات الرئيس، ونحن نطالب بتنحي الرئيس علي عبد الله صالحquot;.

وكان المجلس الوزاري الخليجي قد أطلق في الثالث من نيسان (أبريل) وساطة لحل الأزمة في اليمن وسلم بعد أيام من خلال سفرائه في صنعاء الأطراف اليمنية مبادرة نصت على تنحي الرئيس وتسليم السلطة لنائبه وتشكيل حكومة بقيادة المعارضة.

وفي العاشر من نيسان (أبريل)، التأم المجلس الوزراي الخليجي في الرياض مجددا وأعلن رسميا المبادرة، إلا أن صيغتها لم تنص بوضوح على تنحي صالح، بل على تسليم صلاحياته لنائبه، الأمر الذي أكدت المعارضة ارتيابها منه، فيما رحب صالح بهذه الصيغة.

وذكر البيان الصادر عن الاجتماع أن المعارضة اليمنية شرحت للوزراء الخليجيين نظرتها للأزمة في اليمن ورغبتها في إيجاد حل للأزمة وفي حقن الدماء.

واللقاء المشترك الذي يدعم حركة الاحتجاج التي أطلقت في نهاية كانون الثاني (يناير) للمطالبة بتنحي صالح، يجعل من هذا المطلب شرطا لأي تسوية سياسية، في حين أكد صالح أنه مستعد لنقل السلطة سلميا ولكن في إطار الدستور، ودعا إلى الحوار.

وفي محاولة لتقريب موقف الجانبين أجرى دبلوماسيون أمريكيون وأوروبيون اتصالات مع اللقاء المشترك في الأيام الأخيرة في صنعاء، بحسب ما قال دبلوماسي غربي لوكالة الأنباء الفرنسية، طالبا عدم ذكر اسمه.

وقال الدبلوماسي: quot;تم تقديم تطمينات أمريكية وأوروبية للقاء المشترك من أجل إنجاح المبادرة الخليجية انطلاقا من تطبيق البند الأول بتنحي الرئيس صالح في أقرب وقتquot;. وتصر المعارضة على عدم إجراء أي حوار مع النظام.

وأوضح مجلس التعاون الخليجي في بيانه أن وزراء الدول الست الأعضاء (السعودية والإمارات والكويت وقطر وسلطنة عمان والبحرين) سيجتمعون للوقوف عند آخر تطورات الوضع في اليمن.

وأشار البيان إلى أن الوزراء سيستعرضون ما تم التوافق عليه خلال الاجتماعين السابقين في الثالث والعاشر من نيسان (أبريل) في شأن الاتصالات المطلوب إجراؤها مع الحكومة والمعارضة اليمنيتين في إطار المبادرة التي تقدم بها المجلس لقيام عملية انتقالية سلمية للسلطة في اليمن.

وخلال اجتماعهم الأخير، طالب وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بتسليم صلاحياته لنائبه، كما دعوا إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة المعارضة مهمتها الإعداد لدستور جديد وإجراء انتخابات. كما دعوا الحكومة والمعارضة إلى لقاء في الرياض.

ميدانيا، خرج عشرات الآلاف في تظاهرات في 15 محافظة يمنية أكبرها كانت في صنعاء وفي تعز وإب جنوب العاصمة اليمنية.

وفي تعز خرجت تظاهرة نسائية بمشاركة أكثر من 100 ألف امرأة بحسب مصادر محلية، فيما تظاهر مئات الآلاف من الرجال والنساء في صنعاء استجابة لنداء شباب التغيير إلى quot;يوم الكرامة والشرفquot; احتجاجا على خطاب الرئيس اليمني علي عبد الله صالح الجمعة، الذي اتهم فيه المتظاهرين بالاختلاط، وندد بـ quot;الاختلاط الذي لا يقره الشرع في شارع الجامعةquot; في صنعاء، حيث يعتصم المطالبون بالتغيير.

وانتهت التظاهرات سلميا باستثناء بعض المواجهات بين المحتجين وأنصار الحزب الحاكم في ذمار. ورفع المتظاهرون هتافات مطالبة بسقوط النظام وبرحيل صالح.

واندلعت مواجهات في العاصمة اليمنية عندما أطلقت قوات الأمن النار واستخدمت الغاز المسيل للدموع ضد المتظاهرين. وتعرض نحو 1000 متظاهر لحالات اختناق بسبب إطلاق الغاز المسيل للدموع وجرح 30 الأحد في صنعاء.

وأفادت مصادر طبية في صنعاء أن quot;هناك نحو 1000 حالة اختناق ناجمة عن الغاز المسيل للدموع و30 شخصا جرحوا بإطلاق رصاص حيquot;.

كما استخدمت قوات الأمن خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، في وقت تولت سيارات تابعة للشرطة نقل متظاهرين جرحى.

وقال شهود وأطباء: إن اشتباكات اندلعت في ميناء الحديدة اليمني المطل على البحر الأحمر أمس الإثنين وإن 15 شخصا أصيبوا بجروح عندما أطلق رجال شرطة يرتدون الزي المدني النار، ورد المحتجون بإلقاء الحجارة.

وقال سكان: إن رجال شرطة يرتدون الزي المدني ومسلحين بهراوات ومسدسات وحجارة هاجموا آلاف المحتجين، الذين خرجوا في مسيرات في الشوارع من الميدان.