موسكو: عبرت كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية للحكومة السورية عن قلقهما من العنف الذي تستخدمه القوات السورية ضد الاحتجاجات التي اندلعت في البلاد منذ أسابيع، وبدأت بالمطالبة بإصلاحات سياسية قبل أن يصل سقف مطالب بعضها إلى المطالبة بإسقاط النظام، كما أفادت قناة quot;الجزيرةquot; القطرية.

وشككت واشنطن في أن يكون رفع حالة الطوارئ والتشريعات التي أقرتها حكومة دمشق بهذا الشأن quot;أقل تقييدا للحريةquot;، بينما رأت فيه لندن quot;خطوة في الاتجاه الصحيح، وإن كانت غير كافيةquot;.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية مارك تورنر أمس إن الولايات المتحدة ليست واثقة من أن quot;مشروع القانون السوري الخاص برفع حالة الطوارئ سيكون أقل تقييدا للحرياتquot;.

وقال تونر إنه في ضوء بعض تعليقات وزير الداخلية السوري quot;قد يكون هذا القانون الجديد مقيدا للحريات مثله مثل قانون الطوارئ الذي يحل محلهquot;.

ونبه تونر إلى أن أعمال العنف التي قام بها الجنود حين أطلقوا النار على المحتجين لا تزال quot;تثير بواعث قلق جدية، كما يبقى واضحا أنه ينبغي للحكومة السورية أن تنفذ على الفور إصلاحات أوسع وتضع حدا لاستخدام العنف ضد من يحتجون سلمياquot;.

ومن جهته وصف وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ قرار مجلس الوزراء بأنه quot;خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه ليس سوى جزء من حزمة أوسع من الإصلاحات الضروريةquot;.

وقال هيغ في بيان: quot;يجب على السلطات السورية أن تفعل المزيد لضمان أن يشهد الشعب السوري تقدما سياسيا حقا بدون تأخيرquot;.

وأضاف: quot;أدعو قوات الأمن السورية إلى أن تتحلى بأقصى قدر من ضبط النفس، والسلطات السورية إلى أن تحترم حق الشعب في التظاهر السلميquot;.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن أقرت الحكومة السورية يوم الثلاثاء مشاريع قوانين تلغي حالة الطوارئ ومحكمة أمن الدولة العليا وتنظم حق التظاهر السلمي.

وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية quot;ساناquot; إن مجلس الوزراء برئاسة عادل سفر أقر مشروع مرسوم تشريعي ينهي حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد والمعلنة منذ العام 1963.

كما قضى مشروع مرسوم آخر بإلغاء محكمة أمن الدولة العليا، وإحالة الدعاوى المنظورة أمامها إلى مرجعها القضائي المختص.

وأقرت الحكومة مشروع مرسوم تشريعي يقضي بتنظيم حق التظاهر السلمي للمواطنين بوصفه حقا من حقوق الإنسان الأساسية التي كفلها دستور الجمهورية العربية السورية.

وأوضحت مصادر قضائية أن ما أقرته الحكومة سيحال إلى رئيس الجمهورية لإصداره وإعطائه الصفة التنفيذية.