رفضت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في إسرائيل،قرار وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، إلغاء تعليم الديمقراطية والتعايش العربي اليهودي والمواطنة وفضلت التركيز على تعليم اليهودية والصهيونية والخدمة في الجيش الإسرائيلي، التي يحاول من خلالها وزير المعارف الإسرائيلي جدعون ساعر من حزب (الليكود)، فرضها على جهاز التربية والتعليم في إسرائيل، بما في ذلك المدارس العربية.


منذ توليه منصب وزير المعارف في حكومة الإسرائيليةبزعامة بنيامين نتانياهو، يعمل وزير المعارف الإسرائيلي جدعون ساعر علىفرض أجندة عسكرية على قطاع التربية والتعليم الإسرائيلي بشكل عام، وعلى العرب في الداخل بشكل خاص.

فقد بلور ساعر خطة للعام الدراسي 2011-2012 تعمد بالأساس على إلغاء تعليم الديمقراطية والتعايش العربي اليهودي والمواطنة والتركيز على تعليم اليهودية والصهيونية وتشجيع الخدمة في الجيش الإسرائيلي وتشجيع الخدمة المدنية.

وذكرت صحيفة quot;هآرتسquot; أن الخطة التي وضعها وزير المعارف تضمن سلسلة برامج مفصلة من بينها إدخال موضوعات جديدة، ومنها تراث إسرائيل، وبرنامج يدعى حملة إسرائيلية سيطبق بالتعاون مع جمعية quot;سفر التكوين-وهي مؤسسة يمينية تشجع اليهود على زيارة الخليل والمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلةquot;.

وبينت الصحيفة أن الخطة تركز على إملاءات الوزير، وهي غير منطقية، لأنها تزيد من حالة التطرف في صفوف الطلاب اليهود، وعدم معالجة هذه القضية في الإطار التعليمي سيؤدي إلى زيادة التطرف لدى اليهود.

مساعٍ للأسرلة
يرى السكان العرب داخل إسرائيل في خطة الوزير ساعربأنها quot;حلقة جديدة من مسلسل العبرنة والأسرلة التي تسعى الحكومة الإسرائيلية إلىفرضها على فلسطيني الـ48، ومع الجو العام المعادي للأقلية العربية في إسرائيل، الذي يتزامن مع تهويد الأرض والحيز والمكان، بهدف تشويه هوية الطالب العربي وهويته الوطنية والقوميةquot;.

جهاز التعليم العربي: بين المحافظة على الهوية ومطرقة التجهيل
في حين يرى مراقبون أنه منذ قيام دولة إسرائيل فقدتعرض جهاز التربية والتعليم العربي إلى ضربة قوية، ويعاني أزمة حقيقة، إذ تحاول السلطات الإسرائيلية فرض سياسة التجهيل القومي والوطني على الطالب الفلسطيني، وتركز في المناهج الرسمية علىالتاريخ العبري والإسرائيلي، حيث يدرس الطلاب العرب عن الأدباء والشعراء وقادةاليهود أمثال quot;نحمان بيالكquot; وquot;ا.ب.يهشوعquot; وquot;عجنونquot; وquot;غروسمانquot;، وquot;الرابي موشي بن ميمون-رامبامquot; وquot;زئيف جابوتنسكيquot;، كجزء من طمس الهوية الجماعية والقومية لديهم.

وتؤكد غالبية الأبحاث والدراسات والمتخصصين التربويين أن الحكومات الإسرائيلية أهملت قطاع التربية والتعليم عمومًا وتعمدت إهمال جهاز التربية والتعليم العربي، إذ مع افتتاح كل عام دراسي جديد تعود وتتكرر المطالب نفسهاوالمتعلقة بالتعليم العربي.

ويعاني جهاز التربية والتعليم العربي تمييزًا صارخًا وانعدامُا للإدارة الذاتية، ومشاكل جمة، على مستوى مضامين التعليم أو تخصيص الميزانيات وغيرها من النواقص، التي تتناقض مع الحقوق الجماعية للأقليات القومية والأصلية.

الطالب العربي يحصل على دعم 46% مما يخصص للطالب اليهودي
في تقرير لجمعية quot;سيكوي- تكافئ الفرصquot;، أشار إلى أن الحكومة الإسرائيلية تصرف على الطالب العربي أقل بنسبة 46 % مما تصرفه على الطالب اليهود، في حين أن الصرف في مجال إيجاد أماكن عمل يقل لدى العرب بنسبة 64% عما يتم صرفه على اليهود.

موضحًا أن المجال الوحيد الذي تقلصت فيه الفجوة كان في مجال التعليم، وتقلصت الفجوة منذ العام 2006 وحتى اليوم بنسبة 7.8 %، لكن هذا الأمر يعود إلى تراجع مستوى التحصيل العلمي لدى الطلاب اليهود، على الرغم من أن ما تصرفه الحكومة على الطالب العربي اقل بنسبة 46 % مما يصرف على الطالب اليهود.

أكثر مظاهر التمييز في مجال التعليم، نقص حوالي 9 آلاف غرفة تدريس في جهاز التعليم العربي، كما إن معدل الاكتظاظ في الغرفة الدراسية هو بمعدل29 طالبًا عربيًا مقابل اقل من 25 طالبًا في جهاز التعليم العبري، فيما تنعكس قلة الموارد في مجال التعليم بصورة مباشرة على التحصيل العلمي، ففي الآونة الأخيرة ظهرت نتائج امتحان رياضيات دولي لطلاب المرحلة الإعدادية، وشاركت فيه 59 دولة، واحتلت إسرائيل المرتبة 39، لكن يتبين لدى التدقيق في النتائج أن تحصيل الطلاب اليهود كان يلائم المرتبة 16، بينما تحصيل الطلاب العرب يلائم المرتبة 51.

اسبنيولي: خطة وزير التربية ساعر مرفوضة وترسخ العنصرية

رئيسة لجنة متابعة قضايا التعليم العربي في إسرائيل، د.هالة اسبانيولي أكدت في رسالة بعثتها إلى وزير المعارف الإسرائيلي جدعون ساعر على رفض فلسطينيي الـ48 خطة الوزارة للعام الدراسي المقبل (2011-2012) التي تنصّ على التركيز والتشديد على القيم الصهيونية واليهودية في المدارس، وطالبته إقرار الوزارة لكتاب الهوية الذي أصدرته لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، ضمن المنهاج الرسمي المعتمد في المدارس العربية الحكومية.

ورأت اسبنيولي أن خطة وزارة المعارف الإسرائيلية تتجاهل النزعات القومجية والعنصرية والمعادية للديمقراطية بين الطلاب اليهود، موضحة أن هذا ما أكدته أكثر من دراسة واستطلاع من تفشي مقلق للعنصرية بين أبناء الشبيبة اليهود ومنها أنّ 50% يرفضون التعلّم في صف واحد مع طالب عربي؛ و70% يرون أنه في حال حصول تصادم بين quot;أمن الدولةquot; والقيم الديمقراطية فالغلبة للأمن؛ كماإن50% يرفضون السكن في الحي نفسه مع عرب.

وأوضحت أن سياسات الوزارة الحالية تعزز العنصرية، وأنّ ما يزيد الطين بلة هو سياسة الحكومة ووزارة التربية والتعليم تحديدًا في قضايا عدة، لا سيما هذه الخطة، والتغييرات في مناهج المدنيات، والقيام بـquot;رحلاتquot; إلى مدينة الخليل المحتلة، وسنّ قانون النكبة الرامي إلى كبت الرواية التاريخية الفلسطينية وترهيب المعلمين من مجرّد ذكر مفردة quot;النكبةquot; في المدارس، وبالتالي تعزز هذه السياسات النزعات القومجية والمعادية للديمقراطية بين الطلاب اليهود، والتي تزعزع أركان النظام الديمقراطي، وخلصت إلى المطالبة بتغيير الخطة والتركيز على قيم الديمقراطية والتعددية والتسامح والاحترام المتبادل، إضافة إلى تخصيص جهود وموارد لمكافحة العنصرية المتصاعدة في المجتمع الإسرائيلي.

في سياق آخر متصل، بعثت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي بنسخ من كتاب quot;الهُويةquot; الذي أصدرته أخيرًا، الذي سارعت الوزارة إلى حظر استعماله في المدارس العربيةإلى الوزير ساعر ومدير عام الوزارة شمشون شوشاني ورئيس السكرتارية التربوية تسفي تساميرت، للمطالبة بمناقشته رسميًا كمقدمة لوضع منهج شامل للتربية للهوية الوطنية يكون جزءًا من المنهج الرسمي، بل وأن يشكّل وحدةً تعليميةً واحدة على الأقل في امتحانات quot;البجروت-التوجيهيquot;.