تسير السلطة الفلسطينية وكذلك الحكومة الإسرائيلي في طريقين متباعدين لا يؤديان إلى طريق المفاوضات.


القدس:طوى الاسرائيليون والفلسطينيون على ما يبدو صفحة المفاوضات اذ يتهم كل طرف الطرف الآخر بانه مسؤول عن تعثر عملية السلام بينما يستعد الجانبان لمعركة حول اعلان دولة فلسطينية في ايلول/سبتمبر في الامم المتحدة.
وقال نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي دان ميردور لوكالة فرانس برس في مقابلة اجريت مؤخرا quot;لا ارى ان الفلسطينيين سيعودون الى طاولة المفاوضات. استراتيجيتهم تقضي بعدم الرغبة في التفاوض ونحن لا نستطيع ان نجبرهمquot;.

واضاف ميردور العضو في الجناح المعتدل لحزب الليكود اليميني quot;اذا لم يقنعهم المجتمع الدولي بالعودة الى التفاوض لا اظن انهم سيفعلون ذلكquot;.
ويتفق المفاوض الفلسطيني نبيل شعث مع التشخيص ولكن ليس في ما يتعلق بالمسؤوليات. ويقول quot;من المستحيل اجراء مفاوضاتquot;، معتبرا ان رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو quot;ليس جدياquot;.

واضاف شعث في حديث لوكالة فرانس برس ان quot;نتانياهو يستفيد من الوضع الحالي الذي يسمح له بوضع غزة تحت الحصار وتحت الضغط والاستمرار في بناء الجدار (الامني في الضفة الغربية) وبناء المستوطنات وقضم القدس والسيطرة على حياة الفلسطينيينquot;.
ولا ينتظر الفلسطينيون شيئا من نتانياهو الذي يفترض ان يقدم في ايار/مايو مبادرة امام الكونغرس الاميركي، ولا من الرئيس الاميركي باراك اوباما الذي يمكن ان يصدر قريبا اعلانا عن النزاع الاسرائيلي الفلسطيني.

ويطالب الفلسطينيون لاستئناف المحادثات المتوقفة منذ ايلول/سبتمبر بتجميد كامل للاستيطان الاسرائيلي وquot;بمعايير واضحةquot; للمفاوضات حول دولة بحدود حزيران/يونيو 1967 .
وهم يسعون للحصول على اعتراف بدولتهم من الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر، بما فيها القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة.

وقال شعث ان quot;اوباما ليس في موقع يسمح له فعليا بالحصول على مشروع مهم لانه بحاجة للضغط على نتانياهوquot;، مؤكدا ان quot;لا سلام ممكنا بدون ضغط جدي على نتانياهوquot;.
واضاف quot;سنذهب الى مجلس الامن فقط للحصول على فيتو اميركي ووقتها نستطيع الذهاب امام الجمعية العامة لنطلب عقد اجتماع وفق مذهب الحرب الكورية +متحدون للسلام+ الذي يسمح للجمعية العامة باتخاذ قرارات ملزمة كتلك الصادرة عن مجلس الامنquot;.

ورأى شعث ان quot;مبدأ +متحدون من اجل السلام+ تم تبنيه في الحالة التي لا يمكن ان يتفق فيها الخمسة اعضاء الدائمينquot;.
واوضح ان هذا quot;المبدأquot; اقر في 1950 ليطبق quot;في حالة وجود نقض من الولايات المتحدة ضد اراء الاعضاء الدائمين الاخرينquot;.

واوضح شعث quot;عندها سنصبح اعضاء دائمين في الجمعية العامة ومعترف بنا من قبل ثلثي المجتمع الدولي سنصبح عندها دولة مستقلة اراضيها محتلة بشكل غير قانوني من عضو اخرquot;.
وبالنسبة للاسرائيليين لن يكون لهذه المحاولة -- بدون اتفاقية سلام -- اي نتيجة تذكر على ارض الواقع وستؤدي الى تفاقم التوتر. وهم يؤكدون انها لن تسمح للفلسطينيين بتحقيق الاستقلال ووضع نهاية للنزاع مع اسرائيل.

ويقول ميريدور ان quot;الفلسطينيين لديهم استراتيجية جديدة: لا ارهاب وبناء دولة بنمو اقتصادي. وفي الوقت ذاته، يريدون ان تحل الضغوط على اسرائيل محل المفاوضات وقرار للامم المتحدة محل اتفاقquot; مع اسرائيل.
ويعترف ميردور بان هذه الاستراتيجية يمكن ان تترجم عزلة دولية كبيرة الى اسرائيل لكنها لن تكون اكثر ايجابية للفلسطينيين، على حد قوله.

وقال quot;هل هذه طريقة جيدة لانهاء الصراع؟ لا. هذا سيؤدي الى تفاقم الغضب والاحتكاكquot;.
واضاف ان quot;هذا ليس جيدا لنا. لكن هل هذا انشاء دولة؟ هل سيقومون (الفلسطينيون) بحكم مستوطنة معاليه ادوميم او الحي اليهوديquot; في اشارة الى المستوطنات الموجودة في الضفة الغربية او الحي اليهودي في البلدة القديمة القدس الشرقية التي ضمتها الدولة العبرية.
واكد ميريدور quot;سيتوجب علينا الجلوس على طاولة المفاوضات وان نقرر الحدود والامور الاخرىquot;.