الشباب الضرير مصطفي الجوهري خلال خطوبته

تمول دولة الإمارات العربية المتحدة عرسا جماعيا فلسطينيا سيقام الشهر القادم لذوي الإعاقة بمبلغ إجمالي يعادل نصف مليون درهم، وبحسب ممولي المشروع فأن هذا الخطوة تأتي ضمن الموقف الإماراتي الداعم للقضية الفلسطينية وللفلسطينيين وللانتصار لذوي الإعاقة بتعزيز دمجهم في المجتمع الفلسطيني.

فرحة عارمة ارتسمت على شفاه الشاب مصطفي الجوهري ابن مدينة جنين والذي يعاني من فقدان البصر منذ سنوات، حين علم أن الحظ حالفه بأن يكون ضمن قائمة العرسان المشاركين في العرس الجماعي الذي سيقام في الثاني عشر من الشهر القادم لذوي الإعاقة بتمويل إماراتي.

الجوهري وهو طالب في كلية الفنون في جامعة النجاح الوطنية عبر عن سعادته حين شاركت طواقم هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية بحضور حفل عقد قرانه، الأمر الذي ساهم في رفع معنوياته بشكل غير مسبوق.
وكان الجوهري قد حطم كافة الحواجز التي تعيق وصوله إلى المجتمع بعزفه وغنائه لاسيما عندما غنى للوطن وتواصل مع المجتمل بعزفه وغنائه وبذلك تحدى إعاقته كما التحق بالجامعة لدراسة الموسيقى لتعزيز مشواره الذي بدأه بالعزف والغناء منذ الصغر.

وقال الجوهري: quot;الآن أشعر أن حلمي بات يتحقق بفضل الله أولا وبمساندة الأهل الذين قدموا لي كل المساعدة وعملوا على تذليل كافة العقبات، مؤكدا أن مساندة الأهل كانت نقطة الإنطلاق نحو بناء أسرة قوية ومتماسكةquot;.
وأضاف: quot;الشعور الذي تولد لدي الآن غاية في الروعة لأن التشجيع الذي وجدته ساهم في تعزيز ثفتي بنفسي وبالمجتمع، لافتا إلى أن مشاركة ذوي الإعاقة واندماجهم في المجتمع يعزز الدور الكبير لهذه الفئةquot;.
ويرى الجوهري أن هذا العرس بالنسبة له يعد نقطة انطلاق له ولغيره من الأشخاص ذوي الاعاقة الذين يحتاجون لمن يمد لهم يد المساعدة ليست المادية فقط بل المعنوية التي يحتاجها كل شخص يعاني من الاعاقة، داعيا غلى ضرورة أن يقف الجميع إلى جانبهم خاصة وأن هذه الشريحة بحاجة إلى من يزرع البسمة والأمل لديها.

ووجه الجوهري الذي يقدم برنامجا إذاعيا في راديو الأمل بعنوان (بصمة أمل) في جنين، رسالة لذوي الإعاقة تتمثل في ضرورة أن يبقى الأمل محفورا في القلب والعقل، منوها إلى أهمية أن يكون هناك من ياخذ بيدهم ويشد من ازرهم.

وأشاد في الوقت ذاته بخطوة هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية لتمويل العرس، مثمنا كذلك كافة الجهود التي تبذل من أجل إنجاحه.

العرس فرصة لتأكيد التآخي الإماراتي الفلسطيني

وقال إبراهيم الراشد منسق هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية، في لقاء خاص مع quot;إيلافquot;: quot;إن هذا العرس الذي تموله الإمارات يعد فرحة فلسطينية لتآخي إماراتي فلسطيني، بحيث نخلق عرسا إماراتيا بقلب الواقع الفلسطيني ونريد أن نخرج بمشهد تآخي عربي فلسطيني بمشهد درامي له علاقة بمسالة الزواج لفئة نريد أن ننتصر لها جميعاquot;.

وأضاف الراشد: quot;هذه هي الفكرة التي شجعتنا لهذا التمويل حيث سيشارك بهذا العرس أكثر من عشرين عريسا وستكون الفرحة في قلب مدينة نابلس قلب الشمال النابضquot;.

وأكد منسق هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية أـن المبلغ المرصود من قبل الهيئة لهذا العرس الجماعي بشكل مباشر وغير مباشر يبلغ نصف مليون درهم إماراتي وهي تشمل كافة المصاريف ولكن التوجيه الأساسي لذوي الإعاقة سيكون بمعدل ألفي دولار للتجهيزات بالإضافة إلى التكاليف الأخرى التي تشمل مصاريف الحفل والنقل وكل ما يدور في فلك انجاح هذا العرس الجماعي.

وعن طبيعة الأهداف المرجوة من جراء هذا التمويل قال الراشد: quot;إن هذا التويل والدعم يؤكد على وقوف الإمارات شعبا وقيادة مع الفلسطينيين، كما أن دعم هذا العرس يعتبر انتصارا لبرامج دعم ذوي الإعاقة ولنقل هذه البرامج من حالة الإغاثة إلى حالة التنمية ومن حالة الثقافة السلبية إلى حالة الثقافة الإيجابيةquot;.
وأضاف: quot;بهذا التوجه نكون قد أحيينا سنة كونية ونبوية ثابتة وأضفنا للمجتمع الفلسطيني أسرة جديدة أكثر استقرارا وأمنا وسلامة وفي محور آخر ساهمنا في كسر جدار الصمت وعززنا من قدرة المجتمع الفلسطيني على تقبل زواج ذوي الإعاقةquot;.

وأوضح أن هذه الدعم ليس الوحيد الذي تقدمه الهيئة تجاه هذه الفئة، وبحسب الراشد فإن هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية تسعى لتعزيز مثل هذه البرامج وإخراجها بأشكال وآليات مختلفة تسهم في لفت الانتباه لهذه الفئة.
وحول طبيعة الأنشطة والأعمال التي تنفذها الهيئة في الأراضي الفلسطينية قال منسق الهيئة: quot;إن الهيئة تنفذ برامج متعددة في المجالات الصحة والتعليمية والتنموية والإغاثية والانتاجية، مؤكدا أن الهيئة تنفق أكثر من عشرين مليون دولار في السنة لمشاريع في الضفة والقدس وقطاع غزةquot;.

مشاريع مخصصة لذوي الإعاقة
وبخصوص المشاريع التي تخصها الهيئة لفئة ذوي الإعاقة، أكد الراشد أن الهيئة تكفل أكثر من خمسمائة معاق وتنفق في هذا المجال أكثر من مليون درهم إماراتي، كما أنشأت أول مدرسة لذوي الإعاقة في محافظة الخليل بتكلفة تعادل أربعة ملايين درهم، إضافة لإنشاء مصنع الأطراف الصناعية المجهز بأحدث الأجهزة والمدربين بمبلغ يعادل مليوني درهم في مدينة قلقيلية.

وأشار إلى أن الهيئة مؤخرا خطت نحو تسيير رحلات للحج والعمرة لهذه الفئة بتكلفة تعادل مليون درهم، كما يتم تقديم المئات من المستلزمات الطبية لذوي الاعاقة بما يزيد عن مليون درهم.
وذكر منسق الهيئة أن العرس الجماعي لذوي الإعاقة يمثل إضاءة جديدة تريد هيئة الأعمال الخيرية الإماراتية أن تسهم فيها من أبواب مختلفة بطرق تصيب أهدافا متعددة.

وقال الراشد: quot;نؤكد للفلسطينيين بأن الإمارات شعبا وقيادة تقف إلى جانبكم بكل قدراتها وإمكانياتها حتى تقف فلسطين على باب الحرية والانعتاق من كل أشكال الظلم، منوها إلى أن الهيئة تؤكد لفئة ذوي الإعاقة بأنها معهم تجاه أي خطوة تعزز حقوقهم ومكانتهم وتعزز الثقافة الإيجابية تجاهم، داعيا إلى ضرورة الوقوف إلى جانب هذه الفئة والانتصار لحقوقهاquot;.

العرس الجماعي الأول لذوي الإعاقة
وقال خليل أبو عرب المنسق الإعلامي للعرس الجماعي لذوي الإعاقة خلال لقاء خاص مع quot;إيلافquot;: quot;تداعت المؤسسات والفعاليات الرسمية في محافظة نابلس من أجل تشكيل لجنة عليا لهذا المهرجان بحيث تضم العديد من المؤسسات الرسمية كالمحافظة والبلدية والاتحاد العام لذوي الاعاقة ووزارة الشؤون الاجتماعية ولجنة الزكاة وجامعة النجاح وكذلك العديد من المؤسسات الأخرى في ظل التمويل الإماراتيquot;.

وأوضح أن هذا العرس الجماعي لذوي الاعاقة يعقد لأول مرة في فلسطين وسيكون بمثابة انطلاقة قوية لدعم هذه الفئة.
ولفت أبو عرب إلى أن بلدية نابلس عملت على توفير المكان حيث سينظم العرس في مدرجات جمال عبد الناصر بالمدينة في الثاني عشر من الشهر القادم، موضحا أن المؤسسات حرصت على تشكيل لجان فنية وإدارية ومالية وإعلامية من أجل تحضير كافة الترتيبات اللازمة لضمان نجاحه.

وبخصوص الترتيبات الخاصة بالعرس، أكد المنسق الإعلامي للعرس، أن الترتيبات تسير على قدم وساق، لافتا إلى أن هناك العديد من الفعاليات والمفاجآت التي خصصت لهذا العرس لزرع البسمة على شفاه ذوي الاعاقة.
وأشار إلى أن الهيئة الإماراتية مولت العرس بالكامل سواء فيما يتعلق بالتجهيزات التي تسبق العرس وكذلك التحضيرات والترتيبات الالفنية واللوجستية وشراء حاجيات العرسان من ملابس خاصة البدلات وتمويل شراء أثاث المنازل.
وأشار إلى أن المؤسسات الرسمية والأهلية عملت على تقديم الدعم أيضا حيث وفرت بلدية نابلس المكان في حين ستتحمل شركة كهرباء الشمال ترتيبات الكهرباء الخاصة بالعرس في حين عملت المحافظة على توفير كافة التسهيلات وتوفير الأمن، مؤكدا أن هناك مساندة من كافة الجهات.
وبحسب أبو عرب فإن اللجنة العليا حددت موعدا للمؤتمر الصحافي الخاص بالإعلان عن الحادث في السادس والعشرين من الشهر الجاري وتم دعوة الكثير من الجهات الرسمية والأهلية وهيئة الأعمال الإماراتية الجهة الداعمة للمشروع .

تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الجهات تقف خلف إنجاح هذا العرس ومن بينها المحافظة والبلدية ووزارة الشؤون الاجتماعية وجامعة النجاح الوطنية والاتحاد العام للمعاقين وشركة ديارنا وهية الأعمال الإماراتية كما سيشارك العديد من الزجالين الفلسطينيين إضافة لاحتمالية مشاركة فرق عربية وإسلامية من خارج الوطن في فعاليات هذا العرس الجماعي.